رومان سايس.. القائد التاريخي والجندي المجهول للمغرب في مونديال قطر
أظهر منتخب المغرب وجهًا ناصعًا مع مجموعة متماسكة من اللاعبين في كأس العالم قطر 2022، رغم تجديد الدماء الذي قام به المدرب وليد الركراكي.
وسلط تقرير لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الضوء على أحد أبرز لاعبي أسود الأطلس خلال تلك النسخة، وهو رومان سايس الذي يدافع عن قميص منتخب بلاده منذ 2012، وعاش فترات هبوط وصعود المغرب طوال هذه السنوات.
ورغم أن رومان لم يحصل على الكثير من الأضواء عكس غيره من اللاعبين، لكن دوره واضح في أرض الملعب في تنظيم صفوف الفريق، وقد نجح اللاعب في إعداد نفسه حيث أصر على البقاء في الكرة الأوربية والتمسك بالرتم العالي في الأداء.
أظهرت المغرب للجميع ماذا يحدث حين يتحد الكل على هدف وحلم واحد 🏆🇲🇦#كأس_العالم_FIFA | #قطر2022
— كأس العالم FIFA 🏆 (@fifaworldcup_ar) December 15, 2022
القائد
شارك سايس ضمن تشكيلة المغرب بأمم أفريقيا 2017 في الغابون، والتي وصل فيها إلى ربع النهائي. وسجل هدفًا في مباراة توغو في دور المجموعات، وبات بعدها أحد العناصر الأساسية في التشكيلة. وبعد أن ثبت أقدامه في أوربا مع ولفرهامبتون، دخل قائمة المدرب هيرفي رينار في كأس العالم 2018، وشارك في مباراتي إسبانيا وإيران.
نال سايس بعد ذلك شارة القيادة في كأس أمم أفريقيا 2019، وفضل البقاء في أوربا بعد أن رحل عن ولفرهامبتون، مقررًا الالتحاق بفريق بيشكتاش التركي عوضًا عن الانتقال لأحد أندية الشرق الأوسط.
وفي قطر، أصبح سايس أكثر من ارتدى شارة القيادة المغربية في تاريخ كأس العالم، وتغلّب على رقم الحارس بادو الزاكي الذي قاد المغرب في 4 مباريات في المكسيك 1986. وقد وصل لهذا الرقم بعد تمثيل المغرب لمدة 10 سنوات منحته الخبرة اللازمة على الصعيد الدولي للارتقاء لمستوى الحدث، رغم تغير جيل كامل من اللاعبين.
لعب سايس بجانب نايف أكرد في عمق الدفاع، وحتى عندما تغيب الأخير ولعب جواد الياميق بدلا منه، لم يختل التوازن. ولم يسكن شباك المغرب حتى مباراة نصف النهائي أمام فرنسا سوى هدف واحد عكسي، كما سجل هدفًا في مباراة الفوز على بلجيكا بهدفين نظيفين.
وكان سايس أكثر اللاعبين الذين قاموا بإبعاد الكرات من منطقة العمق داخل منطقة الجزاء وكسب معظم الكرات الهوائية دون أخطاء تُذكر، وكان الخطر على ياسين بونو أقل كثيرًا من المتوقع.
رفعوا الرأس وفعلوا المستحيل هكذا كانوا أسود الأطلس في قطر 2022 🤩🇲🇦
— كأس العالم FIFA 🏆 (@fifaworldcup_ar) December 15, 2022
كان ابن الـ32 عامًا المثال الأكبر على صلابة المكون الدفاعي للفريق المغربي في مباراة إسبانيا، حيث لم ينجح فريق المدرب لويس إنريكي المُهيمن على الكرة سوى في تسديد كرة واحدة على المرمى.
وتأكد ذلك في مباراة البرتغال، رغم الكتيبة الهجومية التي يملكها البرتغاليون وتسجيلهم 6 أهداف في سويسرا، لذلك كانت التوقعات بتهديد مرمى ياسين بونو كثيرًا، لكن ذلك لم يحدث ولم تهدد البرتغال المغرب سوى بكرات قليلة كان أكثرها في المراحل الأخيرة من المباراة.
مشاعر الفخر والاحتفاء بأسود الأطلس مستمرة 🇲🇦👏
— كأس العالم FIFA 🏆 (@fifaworldcup_ar) December 15, 2022
وقال سايس بعد المباراة “ما يحدث هو أمر مذهل بالنسبة لنا ولعائلاتنا وللمغرب وأفريقيا، ليس لدي كلمات لأصف الموقف في الوقت الحالي، لكنني ممتن لكل من ساندنا من البداية”.
لسوء حظه، أصيب سايس في بداية مباراة فرنسا التي خسرها المغرب بهدفين نظيفين في نصف النهائي، لكنه واصل لعب دوره الخفي والهام في توجيه زملائه، وهو الدور الذي يكفله له حقه كونه القائد الذي ظل يدافع عن المغرب طوال السنوات السابقة بحنكة على العشب الأخضر.
ورغم أنهم خسروا فرصة اللعب في النهائي، إلا أنهم كسبوا احترام الجميع بتوجيهات مدربهم الركراكي وقائدهم الذي استحق لقب “الجندي المجهول”.