حريات وحقوق

مصر.. صور مسربة تكشف آثار تعذيب على جثمان الباحث أيمن هدهود

قالت منصة “تفنيد” إنها حصلت على صور تظهر علامات تعذيب على جثمان الباحث الراحل أيمن هدهود في أنحاء متفرقة من جسده.

وأشارت المنصة، وهي مبادرة لصحفيين مصريين للتحقق من صحة التصريحات الحكومية، في تقرير لها إلى أن تلك الصور “تُكذّب رواية النيابة العامة” حول ظروف وفاة هدهود التي يكتنفها الغموض.

وكانت النيابة المصرية قد قالت في بيان يوم 18 من أبريل/ نيسان الجاري إنها استبعدت الشبهة الجنائية في وفاة الباحث الاقتصادي وعضو حزب الإصلاح والتنمية أيمن هدهود.

وأضافت النيابة أن الوفاة حدثت نتيجة “حالة مرضية مزمنة بالقلب”، وأن جسده كان خاليا “من أي آثار لإصابات تشير لحدوث عنف جنائي أو مقاومة”.

وأوضحت منصة تفنيد أن فريق عملها تعاون مع منظمات حقوقية وحصل على صور لجثمان هدهود تظهر عليها آثار العنف قبل الوفاة، مؤكدة أن خبراء مستقلين أكدوا أن الصور صحيحة ولم يتم التلاعب بها بغرض التزييف.

 

واستطرد تقرير المنصة قائلا “وبعرض الصور على طبيب مصري سابق بمصحة الطب الشرعي، أكد أن الصور ظهر فيها بوضوح آثار للضرب وكدمات وقرح بالوجه وكسر بالأنف وكسر بالجمجمة”.

وفي الأسبوع الماضي، أجرت منظمة العفو الدولية تحقيقًا تضمن فحص السجلات الرسمية، ومقابلات مع الشهود والمصادر، فضلًا عن تحليل خبراء مستقلين في الطب الشرعي فحصوا الصور المسربة لجثة هدهود.

وقالت المنظمة إن التحقيق يشير بقوة إلى أنَّ أيمن هدهود قد عُرّض للتعذيب أو لسوء المعاملة قُبيل وفاته.

ونقلت المنظمة الحقوقية عن ديريك باوندر، وهو متخصّص مستقل في الطب الشرعي فحص صور جثة هدهود بعد التشريح، قوله إنَّ الصور تظهر علامات على ساعديه والجانب الأيسر من وجهه، مما يشير بقوة إلى أنه تعرض لإصابات عديدة قبل وفاته.

وأضاف باوندر أنّ هذه العلامات لا يمكن تفسيرها بالعمليات الطبيعية التي تحدث عندما تتحلل الأجسام، وهي عبارة عن جروح، وأنَّ توزيع هذه العلامات “يشير بقوة إلى الإيذاء الممنهج المتكرر عندما كان هدهود على قيد الحياة، أي سوء المعاملة/ التعذيب”، وهي على الأرجح ناجمة عن حروق لا ضرب. كما أشار باوندر إلى الاختلاف بين الندبات الناتجة عن تشريح الجثة والإصابات التي لحقت بجسد هدهود قبل وفاته.

وتوفي هدهود في ظروف غامضة، وذلك بعد إخفائه قسريًّا منذ 3 فبراير/ شباط الماضي من قبل أجهزة الأمن.

وفي المقابل نفت الداخلية المصرية حدوث أيّ اختفاء قسري لهدهود، متهمة إياه بارتكاب جريمة جنائية أدت إلى اعتقاله وإيداعه في مستشفى للأمراض العقلية ثم وفاته لاحقًا.

من هو أيمن هدهود؟

يعد هدهود -الذي توفي عن عمر 42 سنة- أحد أبرز المحللين الاقتصاديين في مصر، وقد تخرج في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال، وعمل مراقبًا ماليًّا في الجامعة نفسها.

كما عمل هدهود أيضًا ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على محاربة الفساد والرشوة.

وهو أحد مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية برئاسة البرلماني السابق وعضو المجلس القومي لمجلس حقوق الإنسان محمد أنور السادات.

وخاض هدهود انتخابات مجلس الشعب في 2010 بدائرة الزيتون أمام زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية المصري سابقًا وعضو الحزب الوطني الديمقراطي، وانتهت بخسارته.

تم نشر هذا المقال في موقع الجزيرة مباشر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى