هل تتحول تركيا إلى ملاذ آمن لرجال الأعمال المقربين من بوتين؟
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم السبت، إن المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرحب بهم في بلاده، لكن يتعين عليهم الالتزام بالقانون الدولي من أجل القيام بأي عمل تجاري.
وتنتقد تركيا -العضو في حلف شمال الأطلسي- بشدة الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنها تعارض من حيث المبدأ العقوبات التي فرضها باقي أعضاء الناتو.
ولم تغلق تركيا أجواءها أمام الطائرات الروسية، كما لم تفرض أي عقوبات على موسكو مثل الولايات المتحدة والدول الغربية، وتحاول الوساطة لإيقاف الحرب.
وقال تشاووش أوغلو ردًا على سؤال في منتدى الدوحة “إذا أراد المقربون (من بوتين) أو أي مواطن روسي زيارة تركيا، بالطبع يمكنهم ذلك”.
وأضاف “إذا كنت تقصد ما إذا كان بإمكان هؤلاء القيام بأي عمل تجاري في تركيا، فعندئذ بالطبع إذا كان ذلك قانونيًا وليس مخالفًا للقانون الدولي، فسوف أدرس ذلك. أما إذا كان ذلك مخالفًا للقانون الدولي، فتلك قصة أخرى”.
ورسا يختان فاخران مرتبطان بالملياردير الروسي رومان أبراموفيتش في منتجعات تركية، إذ رسا اليخت (إكليبس) -البالغ طوله 160 مترًا ويرفع علم برمودا- في ميناء مرمريس جنوب غربي تركيا، وفق ما ذكرت صحف تركية نقلًا عن مواقع ترصد حركة الملاحة.
والتُقِطت مشاهد ليخته الآخر (سولاريس) -البالغ طوله 140 مترًا ويرفع علم برمودا- في منتجع بودروم جنوب غربي تركيا الاثنين الماضي، بعد أكثر من أسبوع على رصده بمرفأ في مونتينيغرو غير المنضوية في الاتحاد الأوربي.
ولم يكن ثمة ما يشير إلى وجود أبراموفيتش على متن أي من اليختين.
وكان أبراموفيتش من بين عدد من الأثرياء الروس الذين أُدرِجوا على القائمة السوداء للاتحاد الأوربي، وتحركت حكومات أوربية في الأيام القليلة الماضية لمصادرة اليخوت وغيرها من الأصول الفاخرة منهم.
وتوجه أبراموفيتش جوًا إلى موسكو بعد مغادرة إسطنبول على متن طائرة خاصة. وبحسب بيانات تتبّع الرحلات، فقد كانت هذه هي ثاني رحلة بطائرة تابعة لأبراموفيتش بين المدينة التركية والعاصمة الروسية في 3 أيام.
وتستهدف الحكومات الغربية أبراموفيتش وعددًا من المقربين الآخرين لبوتين بعقوبات، بينما تسعى لعزل الرئيس الروسي وحلفائه بسبب الحرب على أوكرانيا.
وصودرت يخوت يملكها أثرياء روس في مختلف الدول، بينما توعدهم الرئيس الأمريكي جو بايدن بمصادرة “يخوتهم وشققهم الفخمة وطائراتهم الخاصة”.
وكانت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية قد نقلت عن مصادرها أن المسؤولين الأوربيين يخشون مساعدة تركيا رجال الأعمال الروس على إخفاء الأموال أو الالتفاف على العقوبات الغربية، بسبب الشراكة الوثيقة بين موسكو وأنقرة من جهة، وعضوية أنقرة في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوربي من جهة أخرى.
ونقلت (بي بي سي) عن تقارير روسية تأكيدها أن المبعوث الدولي لبوتين الذي استقال قبل أيام موجود حاليًا في تركيا مع زوجته.