هل يكون العمل الصالح بكثرته أم بحضور القلب؟ (فيديو)
يميل الناس في شهر رمضان والعشر الأوائل من ذي الحجة إلى إبداء نيتهم في الإكثار من العمل الصالح، مثل قراءة القرآن وقيام الليل والاستغفار وغير ذلك من العبادات.
فهل الأمر بكثرة العمل الصالح، أم أن يكون لهذ العبادات تأثير على الشخص ويفتح له بابا إلى الله عز وجل؟
للإجابة على هذا السؤال، أكد الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، أن العمل الصالح سمي كذلك لأنه “يصلح للعرض على الله” وذلك إذا كان هذا العمل خالصًا مع التوحيد والإخلاص، وبذلك ينفع الإنسان كثير العمل وقليله، وبدون إخلاص لا ينفعه لا كثير العمل ولا قليله.
وأضاف الدكتور النابلسي للجزيرة مباشر أن الأساس هنا هي “النية”، فيقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى” وقيمة العمل الصالح محصورة بدقة بالغة بالنية.
وأحيانا يفعل الإنسان شيئًا من أجل تحسين سمعته أو لتأكيد مكانته الاجتماعية، أما حينما يستوي العمل في السر والعلن وفي الضعف والقوة وفي الفقرة والغنى، يكون هذا العمل صالحا لأنه عندئذ يصلح للعرض على الله. والفقر الحقيقي هو فقر العمل الصالح.
وضرب الدكتور النابلسي هذا المثال قائلًا “النجاح والتفوق هو أن تعرف سر وجودك في الدنيا. إنسان أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه من جامعة السوربون. نقول إن علة وجود هذا الابن في هذه المدينة شيء واحد: أن يدرس ويعود حاملًا الدكتوراه. فإذا غفل عن دراسته يكون ارتكب خطأ كبيرًا ومدمرًا”.
وأكمل قائلًا “كذلك علة وجودنا في الدنيا العمل الصالح، وحجم الإنسان في الدنيا بحجم عمله الصالح، وقيمة عمله الصالح بالإخلاص والصواب. الإخلاص هو ما ابتغي به وجه الله. والصواب هو ما وافق السنّة”.