تغطياتشؤون عربية ودولية

السودان.. ترحيب دولي وعربي بإعادة حمدوك لمنصبه وبدء الإفراج عن معتقلين سياسيين

أعربت دول الترويكا (النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) والاتحاد الأوربي وسويسرا وكندا عن ترحيبهم بتوقيع الاتفاق السياسي بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك في محاولة لإنهاء الأزمة بالبلاد.

وذكرت تلك الدول في بيان مشترك نشرته السفارة الأمريكية في الخرطوم “لقد تحمسنا بتجديد الالتزام بالوثيقة الدستورية 2019 كأساس لعملية الانتقال نحو الديمقراطية”.

ودعا البيان إلى الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الآخرين باعتبارها خطوة حاسمة نحو استعادة الانتقال والنظام الدستوري وسيادة القانون.

وأكد البيان على تضامنه مع الشعب السوداني ودعم عملية انتقال ناجحة تؤدي إلى سودان حر ديمقراطي. وأعرب عن اسفه وادانته للخسائر في الأرواح وانتهاكات حقوق الإنسان منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داعيًا إلى تحقيق شامل ومستقل في الوفيات والإصابات.

الإفراج عن سياسيين

وقال الناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي بالسودان للجزيرة إنه أفراج عن رئيس الحزب علي الريح السنهوري. كما أفاد مراسل الجزيرة بإطلاق سراح القيادي بتحالف قوى الحرية والتغيير ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير.

وفي وقت سبق عملية الإفراج هذه، قال مصدر سيادي مطلع لمراسل الجزيرة في السودان إن هناك تعليمات بإطلاق سراح 4 معتقلين سياسيين هم: رئيس حزب المؤتمر عمر الدقير، والصديق الصادق المهدي مساعد رئيس حزب الأمة، وياسر عرمان مستشار رئيس الوزراء، وأمين سر حزب البعث الاشتراكي علي السنهوري، مؤكدا أن السلطات شرعت في إجراءات إخلاء سبيلهم.

الأمم المتحدة

ورحبت كل من الأمم المتحدة وهيئة (إيغاد) للتنمية، بتوقيع الاتفاق بين البرهان وحمدوك.

وقالت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) في بيان، إنها ترحب بالتوصل إلى توافق حول حل الأزمة الدستورية والسياسية التي كانت تهدد استقرار السودان.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأطراف السودانية إلى مضاعفة الجهود لإكمال المهام الرئيسية للانتقال الديمقراطي بقيادة مدنية.

وقال بلينكن في تغريدة عبر تويتر “أحث جميع الأطراف على إجراء مزيد من المحادثات ومضاعفة الجهود لإكمال المهام الانتقالية الرئيسية بقيادة مدنية للوصول للديمقراطية في السودان”.

وأضاف “أكرر دعوتنا لقوات الأمن إلى الامتناع عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين”.

ووقع البرهان وحمدوك اتفاقًا سياسيًا جديدًا يقضي بعودة الأخير إلى منصبه بعد نحو شهر من عزله، ضمن إجراءات عدة اتخذها الأول في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، ووصفتها قوى سياسية بأنها “انقلاب عسكري”.

وتضمن الاتفاق أيضًا إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل معا لاستكمال المسار الديمقراطي، على أن تكون الوثيقة الدستورية لعام 2019 هي المرجعية الرئيسية خلال المرحلة المقبلة.

ترحيب عربي

ورحبت مصر والسعودية والكويت والإمارات بتوقيع الاتفاق السياسي لإنهاء الأزمة في السودان.

وأشادت الخارجية المصرية في بيان بـ”الحكمة والمسؤولية التي تحلت بها الأطراف السودانية في التوصل إلى توافق حول إنجاح الفترة الانتقالية”. وأعربت عن “أملها في أن يمثل الاتفاق خطوة نحو تحقيق الاستقرار المستدام في السودان، بما يفتح آفاق التنمية والرخاء للشعب السوداني”.

وأكدت الخارجية السعودية على “ثبات واستمرار موقف المملكة الداعم لكل ما من شأنه تحقيق السلام وصون الأمن والاستقرار والنماء في السودان”.

كما أشارت الخارجية الكويتية في بيان إلى “استمرار دعم الكويت لكل ما من شأنه الحفاظ على الأمن والاستقرار ويحقق صالح السودان”.

كذلك أعربت الخارجية الإماراتية عن “أمنياتها بالتوفيق والسداد للمكونات السودانية في مسيرتها المقبلة”.

بدورها، ثمنت الخارجية اليمنية “كافة الجهود المبذولة لتوحيد الصف السوداني وبما يفضي إلى نجاح المرحلة الانتقالية ويلبي تطلعات شعب السودان الشقيق”.

إنهاء تجميد عضوية السودان

ودعا البرهان مساء الأحد الاتحاد الأفريقي إلى إنهاء تجميد عضوية السودان في المنظمة. وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قرر الاتحاد تجميد مشاركة السودان في أنشطته بعد يومين من حل الحكومة الانتقالية.

ومساء الأحد التقى البرهان في الخرطوم مع وزير خارجية الكونغو الديمقراطية كريستوف أبالا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأفريقي.

وشدد البرهان على “أهمية عودة السودان للأسرة الأفريقية وإزالة الفهم المغلوط عن الخطوات الأخيرة التي وضعت الثورة في مسارها الصحيح”.

ودعا البرهان إلى “تضافر الجهوية الإقليمية الدولية لاستكمال عملية السلام لإنجاح الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي”.

واعتبر الوزير الكونغولي أن “ما حدث اليوم هو تحول تاريخي للشعب السوداني بعد الخلل البسيط الذي أصاب مسار الانتقال الديمقراطي وقد تم إصلاحه بالتوقيع على الاتفاق السياسي”، بحسب البيان.

وأضاف أن “الاتفاق السياسي وضع حلا للأزمة ووضع المسار الصحيح لعملية الانتقال تحت رعاية الاتحاد الأفريقي”.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في بيان إن الاتفاق “يمثل خطوة مهمة يمكن البناء عليها”.

ومقابل ترحيب دول ومنظمات إقليمية ودولية باتفاق الأحد، أعلن وزراء معزولون وائتلافات وأحزاب سياسية في السودان عن رفضهم له، معتبرين أنه “محاولة لشرعنة الانقلاب” والحيلولة دون قيام الدولة المدنية الديمقراطية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى