تغييرات واسعة في الشركة المسيطرة على المشهد الإعلامي المصري.. ما هدفها؟ (فيديو)
أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أكبر شركة إنتاج فني وإعلامي بمصر، تغييرات واسعة في مجلس إدارتها.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته الشركة، السبت، بأحد فنادق القاهرة تحت عنوان (5 سنوات من التطوير) بحضور رموز إعلامية وفنية مصرية.
وتحت عنوان (تغييرات إدارية واسعة)، أفادت صحيفة الشروق المصرية بأن الشركة أعلنت خلال المؤتمر تشكيل مجلس جديد للإدارة برئاسة حسن عبد الله (أحد الوجوه المصرفية والاستثمارية)، وعضوية 5 أبرزهم محمد السعدي (من رجال الإعلان والدعاية)، وتامر مرسي الرئيس السابق للشركة.
ونفى حسام صالح، الرئيس التنفيذي للشركة في المؤتمر، اتهام الشركة باحتكار سوق الدراما أو ملاحقة مسؤوليها قضائيا في هذا الصدد.
وأوضح أن الشركة كانت تتعاون في موسم رمضان الماضي مع 5 شركات، وستعمل على توسيع قاعدة التعاون في الفترة المقبلة، وتوزيع الإنتاج الدرامي بشكل عادل يمتد خارج أعمال رمضان.
وكشف أن خسائر قنوات المجموعة في موسم دراما رمضان 2017 بلغت 470 مليون جنيه (نحو 29 مليون دولار)، بينما تم تحقيق أرباح بالموسم المقارن في 2021 وصلت إلى 260 مليون جنيه (نحو 16 مليون دولار).
وأكد صالح أن الشركة التي لها تواجد منذ نحو 5 أعوام، تستعد لإطلاق قناة إخبارية إقليمية بالربع الأول من 2022، من دون ذكر تفاصيل خاصة.
التشكيل الجديد لمجلس إدارة الشركة المتحدة الذي أعلن عنه السبت (مواقع التواصل)
تساؤلات
من جانبه، قال الكاتب الصحفي سليم عزوز، إن ما يحدث على الساحة الإعلامية في مصر يدخل في إطار “مرحلة التجريب” مشيرا إلى وجود العديد من التساؤلات التي لا توجد لها إجابات بسبب انعدام الشفافية، مثل المبرر من تغيير مجلس الإدارة إذا كانت الشركة تحقق أرباحا وفق زعم القائمين عليها، والجهة التي عينت المجلس الجديد، ومن يملك الشركة في ظل الحديث عن ملكيتها لأحد الأجهزة السيادية المصرية، رغم تقديم رئيس مجلس الإدارة السابق (تامر مرسي) قبل ذلك باعتباره رئيسا للشركة ومالكها.
كما طرح عزوز مجموعة تساؤلات أخرى، مثل الموقف القانوني للشركة في ظل سيطرتها على ما يقرب من 90% من وسائل الإعلام المصرية، رغم أن القانون يمنع أي شركة من إنشاء أكثر من صحيفة وقناة تلفزيونية واحدة فقط، وبالتالي يصبح الموقف القانوني للشركة غامضا.
وأكد عزوز أن هناك جانبا آخر من المشهد، وهو قلة الخيارات أمام القائمين على الشركة والجهة التي تقف وراءها، بعدما اختاروا رئيسا جديدا لمجلس الإدارة متهم بوقائع فساد تصل قيمتها إلى 9 مليارات جنيه، موضحا أن السلطات المصرية لا تريد “اللعب على المكشوف” حتى تحافظ على درجة من المصداقية أمام المصريين.
جزء من الأزمة
واعتبر الكاتب الصحفي مجدي الدقاق أن ما يحدث حاليا هو جزء من الأزمة التي يمر بها الإعلام المصري، وأنه “محاولة غير دقيقة للإصلاح”.
ورغم أنه وصف رئيس مجلس إدارة الشركة الجديد بأنه “مصرفي جيد وشخصية إدارية ناجحة” فإنه قال إن تعيينه يعني أن القائمين على الشركة يحاولون التعامل مع المؤسسات الإعلامية بمنطق البنوك والشركات، وهو ما اعتبره أمرا خاطئا.
واستشهد الدقاق بحديث الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قال فيه إن الإعلام يحتاج إلى “مناضلين ومقاتلين” لكن القائمين على المشهد الإعلامي اعتقدوا أن القتال في الإعلام يعني التحول إلى الإعلام التعبوي الذي يشبه إعلام الاتحاد الاشتراكي في ستينيات القرن العشرين، مؤكدا أن تغيير الأشخاص لن يحل المشكلة، إذ تتعلق الأزمة في إدراك دور الإعلام.
تغييرات غامضة
وفي 24 من مايو/ أيار الجاري، نفت الشركة في بيان، “ما يثار من شائعات” بمنصات التواصل حول “وجود احتكار وشبهات مالية بالشركة”، بعد الحديث عن الإطاحة بتامر مرسي من رئاسة الشركة بسبب اتهامات بمخالفات مالية تصل إلى 900 مليون جنيه، مؤكدة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجيها، وعقد مؤتمر صحفي اليوم السبت لإعلان خطتها.
وظهرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بشكل لافت في السوق الإعلامي والفني المصري عام 2016، وأنتجت على مدار 5 سنوات عددا كبيرا من الأعمال السينمائية والتلفزيونية.
كما تملكت عدة قنوات أبرزها DMC وأون والحياة، ووسائل إعلام منها جريدة اليوم السابع، بجانب (ووتش آت) وهي أول منصة مصرية لبث محتوي درامي رقمي.