مصر.. حكم نهائي بإعدام 12 من قيادات الإخوان في قضية فض رابعة
بعث الصحفي المصري المعتقل محمد سعيد رسالة إلى أسرته من داخل محبسه، يشكو فيها من تبخر حلمه الصحفي رغم موهبته التي أشاد بها شيوخ المهنة ورغم التزامه بالموضوعية والاستقلالية.
وأكمل سعيد 3 سنوات رهن الحبس الاحتياطي بعد إعادة تدويره على ذمة قضية ثانية بعد إخلاء سبيله في يوليو/تموز من العام الماضي.
وقال سعيد في رسالته:
“في ترنيمته الحزينة، قال حمزة نمرة: خوفي لاتطول علينا الشدة ديا. ما خافه وخفته قد وقع وطالت الشدة”.
رغم أن 31 من مايو/أيار هو ذكرى غيابي الذي لم ينته، إلا أنني أؤرخ غيابي قبلها بخمسة أشهر، تلك اللحظة التي أوقفت فيها مشروعي الصحفي وتوقفت عن الكتابة. تلك اللحظة التي قررت فيها الإجابة على سؤال رغم بساطته، إلا أنه مركزي في تصوري، وهو: هل الصحافة تصنع مجتمعا قويا أم أن المجتمع القوي هو من يصنع الصحافة القوية؟
كنت أراهن دوما على التهور والمغامرة، فضلا عن الحرفية والمهارة الشخصية، على فتح ثغرة نحو النجاح. كذلك الحياد والاستقلال والمهنية. لم تكن تلك الأسباب جميعها كافية للنجاة، بل ربما كانت أسبابا لخلاف ذلك.
قبل نحو 10 سنوات، وصفني الأستاذ محمد عبد القدوس في مقال له بأنني عفريت الصحافة القادم. العفريت الآن في الفانوس، محبوس، العفريت ليس نقابيا، وليست لديه شلة. ولم تكن الصحافة التي عمل بها 13 عاما مجرد وظيفة بل كانت علاقة خاصة، علاقة لم أستطع إلى الآن أن أضع لها تعريفا محددا. 3 سنوات مرت عليّ وراء الشمس ككالوس مسرح. جرت في النهر مياه كثيرة وطالت الشدة، وتعب الأهل. ما زلنا بفضل الله متماسكين، وسنظل كذلك بإذن الله. وهتفرج وكله هيعدي”.
من جانبه، قال مدير المرصد العربي لحرية الإعلام قطب العربي إن الصحفي محمد سعيد يستحق اهتماما من المنظمات العاملة في مجال الدفاع عن حقوق الصحفيين، واصفا إياه بأنه “صحفي واعد وقلمه رصين” كما جمع بين العمل الصحفي والتلفزيوني.
وأضاف العربي، لبرنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر، أن سعيد كان قد قدم أوراقه لكي يصبح عضوا في نقابة الصحفيين إلا أن النقابة لم تقبل أوراقه بعدما تحججت بأن الصحيفة التي كان يعمل بها أغلقت.
وفيما يخص قول سعيد في رسالته إنه ليس نقابيا وليست لديه “شلة” تدافع عنه، قال العربي إن حالة سعيد ليست الوحيدة إذ يعاني صحفيون آخرون من تجاهل المنظمات لحالتهم، مضيفا “كل الصحفيين المحبوسين بسبب آرائهم أمانة في عنق كل المنظمات والصحفيين الأحرار، فهم دفعوا الضريبة بالنيابة عن الجميع”.
وأكد العربي أن سعيد لم يرتكب جريمة، مستدلا على ذلك بأنه كان يسافر ويعود إلى مصر بشكل طبيعي بعد الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز 2013، كما ظهر ذلك عندما انتهت فترة حبسه الاحتياطي في القضية الأولى التي لفقت له، ليعاد تدويره مرة أخرى في قضية جديدة وهو داخل محبسه، كما يحدث مع آخرين، مشيرا إلى أن السلطات لو كانت لديها اتهامات حقيقية بحقه لكانت أحالته للمحاكمة، لكنها تلجأ إلى سلاح الحبس الاحتياطي الممتد.
وقال العربي إن نقابة الصحفيين تزعم أن عدد الصحفيين المحبوسين قليل، موضحا أنها تقصد أعضاء النقابة فقط، لكن العدد الحقيقي أكثر بكثير، إذ يقبع العشرات من غير أعضاء النقابة داخل السجون، كاشفا أن المرصد العربي لحرية الإعلام أصدر تقريرا رصد فيه 71 صحفيا رهن الاعتقال في الوقت الحالي.
وأكد العربي أن عدم الحصول على عضوية النقابة لا يعني عدم الاعتداد بما يقدمه الصحفيون المعتقلون، ضاربا المثل بالكاتب المعتقل جمال الجمل الذي لم يحصل على عضوية النقابة، رغم أنه صحفي كبير ومعروف.