والدة “صائد الشاباك”.. “سنديانة فلسطين” أم الشهيد التي تفرق أبناؤها في سجون إسرائيل (فيديو)
بصوت مليء بالصبر والصمود، تتحدث (أم ناصر) الملقبة بـ “سنديانة فلسطين” مع الجزيرة مباشر، لتحكي قصتها التي تختصر نضال الشعب الفلسطيني طوال عقود ضد الاحتلال الإسرائيلي.
أبناء أم ناصر بين شهيد وأسير، فقد استشهد الابن عبد المنعم أبو حميد عام 1994، وكان يلقب بـ “صائد الشاباك” بعدما تمكن من قتل ضابط إسرائيلي. بينما يقبع الأبناء الخمسة الآخرون (ناصر ونصر وشريف ومحمد وجهاد) في السجون الإسرائيلية، ويعاني ناصر من ورم في الرئتين في ظل منع الأم من زيارته بحجة وجود إجراءات احترازية للوقاية من فيروس كورونا.
تقول أم ناصر للجزيرة مباشر، إن وضع ابنها صعب في الوقت الحالي هو وجميع الأسرى، وإن محامي ناصر علم بالمصادفة بمرضه، ورغم أنها طلبت زيارته في السجن أو حتى في المستشفى، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت ذلك كما رفضت السماح للصليب الأحمر برؤيته والاطمئنان عليه.
في وقت سابق، كان 4 من أبناء أم ناصر يقبعون في سجن واحد، ولذلك كانت تزورهم مرة واحدة وتراهم خلف الحاجز الزجاجي لمدة 45 دقيقة فقط، وتتحدث مع كل منهم لوقت قصير عبر الهاتف.
أصعب اللحظات
وتقول أم ناصر إن من أصعب اللحظات التي تمر عليها عندما ترى أبناءها ولا تستطيع احتضانهم، وكذلك عندما ينتهي وقت الزيارة وتسمع صوت الهاتف وهو يغلق، وترى جنود الاحتلال وهم يصطبحون أبناءها إلى زنازينهم، لكنها أكدت أنها تظهر صلابة أمام جنود الاحتلال حتى لا يروا ضعفها أو حزنها.
يقبع الابن ناصر (49 عامًا) في سجون الاحتلال منذ 30 عامًا، وقد اعتقل قبل ذلك مرارًا، والمرة الأولى التي اعتُقل فيها عندما كان عمره 13 عامًا فقط. وهدم الاحتلال منازل للعائلة 5 مرات، ولا تزال الأم تدفع أقساط القرض الذي حصلت عليه لبناء منزلها رغم هدمه حتى الآن.
أما الابن نصر، فيحب أن يرسل صورته لأسرته في الخارج وهو يفتح ذراعيه، وذلك حتى تتمكن زوجته من إضافة أبنائه الثلاثة (رائد وعائد ويمان) إلى الصورة وترسلها له مرة أخرى داخل المعتقل.
زفاف مع “الصورة”
وجدت أم ناصر عروسًا لابنها محمد المحكوم عليه بمؤبدين، وبالفعل تزوج محمد وهو داخل المعتقل وأقامت الأسرة عرسًا رغم غياب الابن، وتقول أم ناصر إن من أصعب اللحظات التي مرت عليها كانت عندما دخلت إلى مكان الزفاف ووجدت العروس وبجوارها صورة لمحمد. وأعربت عن أملها في أن يخرج محمد ويتمكن من إنجاب أبنائه بطريقة طبيعية بدلًا من طريقة تهريب النطف.
تمكنت أم ناصر من التقاط صورة لها مع أبنائها الأربعة منذ 10 سنوات بالتنسيق مع الصليب الأحمر، وتضع الصورة بجوارها. وقد خضعت الصورة لتعديل لإضافة ابنيها الآخرين.
والآن تفرق أبناؤها الأسرى بين المعتقلات، فهناك 2 في عسقلان وواحد في ريمون و2 في سجن جلبوع شديد الحراسة والذي انتشرت أخباره قبل أسبوعين بعد تمكن 6 أسرى داخله من الفرار وانتزاع حريتهم قبل أن تعيد قوات الاحتلال اعتقالهم.
شموا رائحة فلسطين
تقول أم ناصر إن ابنيها في سجن جلبوع لا تعلم عنهما شيئًا، وباعتبارها والدة لخمسة أسرى، أعربت عن حزنها لإعادة اعتقال الأسرى الستة وقالت إنها كانت تتمنى أن تكون مدة فرارهم أطول من ذلك، لكنها تحمد الله أنهم اعتقلوا ولم تقتلهم قوات الاحتلال، مضيفة “الحمد لله شموا ريحة فلسطين وترابها وأكلوا من تينها”.
وتؤكد أم ناصر أنها تصبح أقوى في كل مرة يهدم الاحتلال منزلها، وأنها لن تبكي على حجر، وأن أبناءها ليسوا نادمين على الطريق الذي ساروا فيه.