الجيش اللبناني يداهم محطات الوقود ويصادر البنزين المخزّن لتوزيعه على المواطنين (فيديو)
أعلن الجيش اللبناني، اليوم السبت، أنه قرر مداهمة محطات المحروقات المقفلة بالبلاد، ومصادرة جميع كميات البنزين المخزنة داخلها.
وأكدت قيادة الجيش في بيان صادر على حساب الجيش اللبناني بموقع تويتر أن “وحداتها ستباشر عمليات دهم محطات تعبئة الوقود المقفلة وستصادر كل كميات البنزين التي يتم ضبطها مخزنة في هذه المحطات”.
وأضافت “توزيع الكميات المضبوطة مباشرة على المواطن من دون بدل”.
ولم يذكر البيان الطريقة التي سيعتمدها الجيش في توزيع الكميات المضبوطة.
وكان عدد كبير من محطات المحروقات أغلق أبوابه أمام الزبائن لغياب تسعيرة رسمية بعد رفع الدعم.
ونشر حساب الجيش اللبناني عددا كبيرا من الصور ومقاطع الفيديو التي توضح المداهمات التي نفذها للمحطات المغلقة وتوزيعه للبنزين والمازوت على المواطنين.
والأربعاء، أعلن المصرف المركزي، توقفه كليا عن دعم استيراد المحروقات، وقال إنه سيشرع بدءا من الخميس (أمس) بتأمين الاعتمادات اللازمة لاستيراده وفق سعر الدولار بالسوق.
ولم تصدر أية تسعيرة رسمية للمحروقات في لبنان بعد رفع الدعم.
ويصرف الدولار في السوق الموازية بنحو 20 ألف ليرة، مقابل 1510 ليرات السعر الرسمي.
وبسبب عدم صدور تسعيرة رسمية للمحروقات، تعمد محطات الوقود إلى إقفال أبوابها، فيما تمتد طوابير السيارات لكيلومترات أمام تلك المحطات.
كما يعمد عدد من المحتجين إلى قطع طرق أساسية في لبنان، احتجاجا على فقدان المحروقات وسوء الأوضاع المعيشية.
وبسبب أزمة اقتصادية طاحنة، يشهد لبنان منذ أشهر شحا في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، بسبب عدم توافر النقد الأجنبي الذي كان يؤمنه المصرف المركزي من أجل دعم استيراد تلك المواد.
وعلى منصات التواصل يستمر غضب اللبنانيين على أزمة المحروقات.
احتجاجات
وشهدت عدة بلدات لبنانية احتجاجات شعبية حاشدة تنديدا بقرار المصرف المركزي رفع الدعم عن المحروقات.
وقطع عشرات المحتجين طريق الأوتوستراد في قرية شكا بالقرب من إحدى محطات الوقود، احتجاجا على إغلاقها وعدم السماح بتعبئة خزانات السيارات.
وافترش عشرات السائقين الأرض لقطع طريق رئيسي في منطقة ذوق مصبح وأوتوستراد أنطلياس وبولفار ميرنا الشالوحي، احتجاجا على امتناع محطات الوقود من تعبئة سياراتهم.
وجنوباً، قطع محتجون أوتوستراد الدامور بالشاحنات، إضافة إلى عدة طرق في مدينة صيدا، تنديدا بتدهور الأوضاع العامة في البلاد.
كما قام مجهولون بإطلاق النيران على عدد من السيارات المتراصة أمام محطة للوقود في منطقة البازورية، ما أدى إلى إصابة عدد منها.
طوابير ممتدة
واصطفت آلاف السيارات أمام محطات الوقود، بينما تسللت الأزمة إلى قطاع المخابز التي شهدت طوابير ممتدة وعراكا بين المواطنين، نظير الحصول على ربطة خبز.
وفي حديث للأناضول، قال أحد المواطنين المنتظرين أمام إحدى محطات الوقود “قضيت الليل نائما داخل السيارة من أجل ملء خزان البنزين (..) حتى الآن لم اتمكن من الحصول عليه”.
وتساءل غاضبا “كيف سيتمكن المواطن من إطعام عائلته في حال الانتظار أمام محطة الوقود طوال اليوم، وعدم الذهاب لعمله”.
بينما أوضحت يسرا برطل، إحدى سكان مدينة طرابلس أنها تنتظر دورها منذ ساعات أمام أحد الأفران للحصول على ربطة خبز واحدة.
وأضافت “حقنا ضائع في لبنان.. إذا لم تتمكن الأفران من إنتاج الخبز كيف سنأكل؟”.
بدوره أشار علي زعرور صاحب مخبز إلى أن الفرن الذي يملكه لديه كمية قليلة من المازوت تكفيه لساعات محدودة.
وأضاف “عندما تنتهي هذه الكمية فإنني مضطر للتوقف عن العمل” مؤكدا أن السلطات لم تسلم المطاحن مادة المازوت.
من جانبه وصف نقيب المخابز علي إبراهيم، الوضع في بلاده بـ”المأسوي” قائلا “المسؤولون لا يدركون الأزمات ولا يتحملون المسؤولية”.
كما طالت أزمة الوقود القطاع الصحي، إذ أعلنت المستشفيات الخاصة في لبنان، أن نقص مادة الوقود قد يؤدي إلى خروجها عن الخدمة بشكل نهائي قريبا.