الجزيرة مباشر

رغم نفي القضاء المصري.. مسلسل “الاختيار” يحرض على المعتقلة سامية شنن بواقعة مفبركة

أثارت الحلقة الخامسة من المسلسل الدرامي (الاختيار 2) جدلًا واسعًا، بعد تناولها أحداث فض اعتصام معارضي الانقلاب العسكري في ميدان رابعة العدوية، وكذلك أحداث قسم شرطة كرداسة التي راح ضحيتها عدد من ضباط وأفراد الشرطة.

وزعمت الحلقة أن اعتصام ميدان رابعة كان مسلحًا، وأن الشرطة حاولت فضه بطريقة سلمية، رغم مقتل المئات جراء الفض بالقوة المسلحة.

كما زعمت الحلقة أن امرأة شاركت في سحل وقتل ضباط قسم شرطة كرداسة، وأنها سقت نائب مأمور القسم (ماء نار) عندما طلب الأخير ماء ليشربه، في إشارة إلى المعتقلة سامية شنن، التي اتهمت بالمشاركة في الأحداث وحكم عليها بالإعدام، قبل أن يخفف الحكم إلى السجن المؤبد.

وكانت تلك شائعة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام عدة مرات، قبل أن تنفي المحكمة تلك الشائعة بنفسها في حيثيات حكمها على المتهمين في يوليو/تموز 2017.

وقالت المحكمة في الحيثيات حينذاك والتي نشرتها وسائل الإعلام المصرية “إن المحكمة تهيب بمن يتحدث عن الدعوى أن يتحرى الدقة والحقيقة وألا ينساق وراء إشاعات مغرضة بقصد إثارة الرأي العام والنيل من القضاء وهيبته بنشر أخبار كاذبة عن واقعات وهمية لا أصل لها بالأوراق”.

وتابعت المحكمة “فقد خلت أوراق الدعوى مما يشير إلى قيام أي من المتهمين باستعمال أي مادة كيميائية حارقة (ماء النار) سواء بإعطائها لأي من المجني عليهم أو إلقائها عليهم”.

جانب من حيثيات حكم المحكمة عام 2017

ورغم ذلك، شنت صحف ووسائل إعلام مصرية حملة تحريض كبيرة على سامية شنن بعد بث الحلقة، ووصفتها بعدة أوصاف، منها “أم المتطرفين” و”سفاحة كرداسة”.

أيضًا نشرت تصريحات على لسان زوجة الضابط الذي زعمت الحلقة أنه سقي بماء النار، هاجمت فيها سامية شنن وتوعدتها بقضاء بقية حياتها سجينة، رغم عدم ثبوت واقعة (ماء النار). ودشن أنصار النظام وسومًا على مواقع التواصل، هاجموا فيها سامية شنن ووجهوا لها السباب.

من هي سامية شنن؟

اعتقلت سامية شنن من بيتها في سبتمبر/أيلول 2013 للضغط على ابنها الأكبر لتسليم نفسه إلا أنها تحولت إلى متهمة هي وابنها في قضية قتل عدد من ضباط الشرطة والتمثيل بجثثهم في كرداسة يوم 14 أغسطس/آب 2013.

وكان 11 من ضباط وجنود قسم شرطة كرداسة قتلوا في ذلك اليوم. واقتحمت قوات الأمن المنطقة التي تقع جنوب محافظة الجيزة عدة مرات، وداهمت المنازل وألقت القبض على عدد من سكانها.

وفي مارس/آذار 2015، روى أسامة نجل سامية شنن تفاصيل القبض عليها لموقع الجزيرة مباشر قائلًا “قامت قوات الأمن بمداهمة منزلنا بحثًا عن الأخ الأكبر طارق، إلا أن قوات الأمن لم تجده فقررت اعتقال أمه وأخيه حسن، وضرب وسحل ابنه الصغير محمد الذي لم يتجاوز 10 أعوام”.

وتابع أن والدته تعرضت لأشد أنواع التعذيب عقب القبض عليها، بل وصل الأمر لوضع أحد الجنود حذاءه في فمها. كما تم تهديدها بالاغتصاب أمام ابنها الأصغر إذا لم تعترف بأنها قامت بالتمثيل بجثة نائب مأمور قسم كرداسة.

وكانت قوات الأمن قامت ببث فيديو مصور لسامية شنن تعترف فيه بضرب جثث قتلى قسم كرداسة بـ “الحذاء” لأنهم شاركوا في قتل المعتصمين في رابعة والنهضة.

غير أنها أكدت في تحقيقات النيابة أنها سجلت هذا الفيديو تحت تهديد قوات الأمن وطالبت بعرضها على الطب الشرعي لإثبات ما بها من جروح وإصابات نتيجة تعرضها للتعذيب.

وأشار أسامة إلى أن والدته تم اصطحابها في إحدى المرات للصحراء وتهديدها بإطلاق الكلاب عليها لنهش جسدها إذا لم تعترف بالتهمة المشار إليها.

وأضاف الابن وهو يتذكر تلك المشاهد قائلًا “أثبتت شهادة الشهود كذلك براءة أمي عندما أكد الجيران أنها كانت وقت الحادث أمام منزلها في ناهيا تصرخ وتقول: الحقوا أخواتكم، من هول مشاهد فض اعتصامي رابعة والنهضة، وطالبت الناس بالتحرك والخروج في مسيرات”.

وتابع “وبالفعل قادت سامية شنن 3 مسيرات هذا اليوم جابت بها شوارع ناهيا حتى ساعات متأخرة من ذلك اليوم بينما عاد أخي الأكبر وصديقه من الاعتصام بعد منتصف الليل، ولم يتواجدا أثناء واقعة القسم، إلا أننا فوجئنا باتهامهما في القضية”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى