جائحة كورونا

كيف أنقذت تطبيقات الهاتف المحمول صحة الإنسان خلال أزمة كورونا؟

مع تفشي جائحة فيروس كورونا، لعبت التكنولوجيا دورا كبيرا في مساعدة البشر على تقليل الإصابة بالعدوى بشكل كبير، وأصبحت حياة الإنسان تعتمد بشكل أكبر على التكنولوجيا في تسيير حياته.

تدور فكرة هذه المدونة حول تناول “دور التكنولوجيا في الحفاظ على صحة الإنسان خلال جائحة كورونا” عبر توثيق ورصد وتحليل تعامل الإنسان مع مجموعات من تطبيقات الهاتف المحمول، التي كفلت له استمرار الحياة دون الحاجة إلى الاختلاط بالبشر. وتتناول هذه التدوينة الأولى عرضا عاما وشاملا لتلك التطبيقات بشكل موجز، قبل أن تتناول التدوينات التالية كل مجموعة من تلك التطبيقات على حدة بتفصيل أكثر.

ويمكن القول إن هناك مجموعة واسعة من التطبيقات التي تعامل معها الإنسان خلال الجائحة، يمكن تصنيفها إلى المجموعات التالية:

أولا: تطبيقات العمل عن بعد

لجأ الملايين من الموظفين والمؤسسات والشركات حول العالم إلى العمل عن بعد، عقب تفشي جائحة كورونا. مثل تطبيق زووم، وتطبق مايكروسوفت تيمز، وتطبيق Google Meet، وتطبيق Slack. كما أطلق موقع فيسبوك خدمة “ماسنجر رومز” لعقد مؤتمرات الفيديو في مايو 2020، بالإضافة إلى قيامه بتوسيع مميزات البث المباشر. وأيضا أطلق محرك البحث جوجل خدمة “بريك أوت رومز”، وهي خدمة غرف منفصلة في تطبيق “Google Meet”، لمساعدة الطلاب في عملية التعلم عن بعد أثناء أزمة كورونا.

هذه التطبيقات اعتمدت عليها آلاف الشركات والمدارس لضمان استمرار العمل. كما استخدمت عدد كبير من المدارس هذه التطبيقات أيضا لضمان استمرار العملية التعليمية، عبر بث الحصص الدراسية عبرها إلى الطلاب في منازلهم. ولذلك شهدت عدد من التطبيقات التي تساعد الموظفين على العمل من المنزل رواجا كبيرا خلال تلك الأزمة.

ثانيا: تطبيقات الطعام

لعبت تلك التطبيقات دورا كبيرا في توفير الطعام وتوصيله أثناء فترات الإغلاق الشامل، خاصة للأشخاص الذين يعيشون بمفردهم ولا يستطيعون تجهيز الطعام لأنفسهم، والذين كانوا سيتعرضون لمشكلات كبيرة في حالة عدم توفر هذه التطبيقات، كما ساهمت تلك التطبيقات بعد ذلك في تقليل الازدحام داخل المطاعم، إذ لا يضطر الراغب في تناول الطعام في الذهاب إلى المطعم، كما قدمت بعض من تلك التطبيقات عروضا وخصومات بالاتفاق مع المطاعم لتشجيع الناس على البقاء في منازلهم وعدم النزول، مثل تطبيق “طلبات”، وتطبيق “زوماتو”، وغيرهما.

ثالثا: تطبيقات اللياقة البدنية

وهي تطبيقات ازدادت أهميتها مع انتشار الجائحة وإغلاق الصالات الرياضية، إذ لجأ إليها الكثيرون ممن لم يستطيعوا الذهاب إلى المراكز الرياضية، أو حتى الأشخاص الذين لم يكونوا يذهبون إلى تلك الصالات الرياضية، لكنهم تحولوا للعمل من المنزل وأرادوا أن يعوضوا قلة حركتهم بأداء التمارين الرياضية في المنزل، خاصة أن بعض تلك التطبيقات توفر مدربين شخصيين للمتابعة معهم.

رابعا: تطبيقات تتبع الفيروس

لجأت عدة دول إلى إنشاء تطبيقات لتتبع حركة السكان حتى يتم عزل جميع المصابين والمخالطين لهم، وإلزامهم بالعزل الصحي. كما ألزمت تلك الدول جميع السكان بتحميل تلك التطبيقات على هواتفهم المحمولة، وفرضت غرامات على من لا يلتزم بذلك. وتتيح تلك التطبيقات تصنيف السكان وفقا لمستويات عديدة، إما سليم أو مشكوك في إصابته أو مصاب، ولكل مستوى من تلك المستويات طريقة للتعامل معها، كما يتيح التطبيق تحذير الأشخاص إذا كانوا قريبين من آخرين مصابين أو مشكوك في إصابتهم لكي يبتعدوا عنهم. مثل تطبيق “احتراز” في قطر، وتطبيق (HES Kod) التركي، وتطبيق “تباعد” السعودي. وتطبيقات مماثلة في كوريا الجنوبية وهونج كونج.

خامسا: تطبيقات الكشف الطبي

مع الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية نتيجة انتشار الفيروس، أصبحت هناك إمكانية أقل من أي وقت مضى أمام المرضى للذهاب إلى المستشفيات والعيادات، كما أن عددا من المرضى أنفسهم قرروا عدم الذهاب تجنيا للإصابة، خاصة أن بعضهم قد يكون مصابا بمرض مزمن مؤثر على المناعة، وبالتالي فإن إصابته بالفيروس قد تكون مميتة. ولذلك وفرت عدة تطبيقات خدمة الكشف عن بعد والمتابعة مع طبيب متخصص.

سادسا: تطبيقات فحص كورونا

أنشأت بعض الدول تطبيقات متخصصة في فحص الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، عن طريق قيام المريض بوصف الأعراض التي يعاني منها، ويتم إدخال تلك البيانات إلى التطبيق، ليقوم أطباء بفحص البيانات وإخبار المريض بالنتيجة، إما أنه مصاب أو لا. ومن أمثلة تلك التطبيقات، تطبيق ​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​”موعد”، وهي خدمة إلكترونية تقدمها وزارة الصحة السعودية؛ لتمكين المستفيد من حجز مواعيده في المستشفيات والعيادات وإدارتها سواء بتعديلها أو إلغائها، كما يحتوي على اختبار تقييم ذاتي يمكن المستخدم من تقييم حالته الصحية وما إذا كان مصابا بالفيروس أم لا. وتطبيق NHS في بريطانيا أيضا، الذي لا يختص فقط بتتبع المخالطين، بل يحتوي على خدمة لاختبار المشتبه في إصابتهم بالفيروس، عبر كتابة الأعراض التي يشتكي منها الشخص، وبعد ذلك يطلب التطبيق من المشتبه في إصابته عزل نفسه لعدة أيام وعمل تحليل، وبإمكان الشخص اختيار مكان قريب من منزله لعمل التحليل، ويقوم التطبيق بإخبار الشخص بالنتيجة خلال 24 ساعة عبر رسالة على هاتفه المحمول (الجزء الأول من التجربة) (الجزء الثاني من التجربة).

سابعا: تطبيقات تلقي اللقاحات

بعد التوصل إلى عدة لقاحات حول العالم لمكافحة فيروس كورونا، وقيام دول عديدة بشراء تلك اللقاحات، أنشأت بعض الدول تطبيقات تنظم عملية تلقي اللقاحات، عبر تصنيف الفئات الأكثر احتياجا، والتي تحتاج إلى تلقي اللقاح بشكل عاجل، وكذلك إتاحة الفرصة لمن يرغب في تلقي اللقاح لتسجيل بياناته في تلك التطبيقات. ومن أبرز تلك التطبيقات، قيام وزارة الصحة السعودية بإطلاق خدمة جديدة عبر تطبيق “صحتي”، لتلقي طلبات من يرغب في تسجيل اسمه، حتى يتلقى اللقاح. كما يتضمن التطبيق إمكانية حجز موعد للفحص لمن يريد التأكد من حالته الصحية. وقد أعلنت الوزارة في نهاية ديسمبر الماضي، أن 700 ألف شخص سجلوا بياناتهم في ذلك التطبيق لتلقي لقاح كورونا.

تطبيق “صحتي” لتلقي اللقاحات

ثامنا: تطبيقات الدفع الإلكتروني

ساهمت تلك التطبيقات في تقليل التعامل بالنقود الورقية خلال أزمة الجائحة، خاصة أن الدراسات العلمية أكدت أن الأسطح هي واحدة من أبرز طرق انتشار الفيروس. ولذلك أصبحت هناك حاجة ماسة لتقليل التعاملات الورقية بين الناس.

ومن أبرز تلك التطبيقات عالميا: “جوجل باي” و”سامسونج باي” و”أبل باي” و”باي بال” و”فينمو”، وفي دولة قطر يوجد تطبيق “سداد” الذي يعتبر الأول من نوعه في البلاد، لحلول الدفع الإلكتروني الشامل للشركات والأفراد. فيما يتربع تطبيق “وي تشات” الصيني على قائمة تلك التطبيقات حول العالم، إذ يستخدمه أكثر من مليار شخص داخل الصين، ويعد الوسيلة الأساسية للدفع وإجراء المعاملات النقدية داخل البلاد.

تاسعا: تطبيقات مستقبلية

من المتوقع أن تنشأ مجموعة أخرى من التطبيقات مستقبلا، مع بدء تلقي اللقاح حول العالم. ومن أبرز تلك الأفكار: تطبيق إلكتروني يسجل بيانات كافة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح حول العالم، ويكون ذلك اللقاح بمثابة “جواز سفر” يسمح للمسجلين فيه بالسفر والتنقل حول العالم بحرية. وستقوم شركة الخطوط الجوية البريطانية بإجراء تجارب حول تلك الفكرة. وكذلك تطبيقات لشراء التذاكر إلكترونيا بدلا من شرائها ورقيا من نقاط بيع محددة.

في رأيك: ما هي أهم مجموعة من تلك المجموعة من التطبيقات، من ناحية إسهامها في حماية صحة الإنسان خلال جائحة كورونا؟

نشر التقرير في مدونة (صحة تك) ضمن مشروع التخرج لدبلوم الإعلام الرقمي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى