هل نجحت تطبيقات توصيل الطعام في اختبار أزمة كورونا؟
تنتشر تطبيقات توصيل الطعام في مصر والوطن العربي منذ عدة سنوات، وأشهرها تطبيق “طلبات” الذي غيّر اسمه من “اطلب”، وكذلك تطبيقات: زوماتو والمينيوز ومرسول وبايتس وجلوفو وأوبر إيتس وأكلني، وغيرها.
كما توجد تطبيقات أخرى تقوم بتوصيل عدد كبير من المنتجات، منها الطعام، مثل كاريج ومستر ديليفري.
وتوجد أيضا تطبيقات لتوصيل أصناف محددة من الطعام، مثل تطبيقات (فجيتا، فكهاني وحصيل) لتوصيل الخضروات والفاكهة. كما توجد تطبيقات أخرى بتوصيل أغراض متعددة، ليس من بينها الطعام، مثل تطبيق Dawaya لتوصيل الأدوية، لكن هذا التقرير سيركز على تطبيقات توصيل الطعام فقط.
ويمكن تصنيف تطبيقات الطعام إلى عدة أقسام، هي:
تطبيقات خاصة بالمطاعم نفسها، بحيث تستقبل طلبات الزبائن مباشرة، وتوصلها إليه عبر طاقمها المخصص لتوصيل الطلبات، أو حتى استقبال الطلب وتجهيزه حتى يستلمه الزبون أو يتناوله داخل المطعم، ومعظم تلك التطبيقات تخص مطاعم كبيرة لديها فروع كثيرة في أكثر من بلد، مثل ماكدونالدز وكنتاكي وغيرها وبيتزا هت وغيرها.
تطبيقات وسيطة، تقوم باستقبال الطلبات وشرائها بدلا من الزبون من المطعم المرغوب، وتوصيله إليه في منزله، وهو النوع الأكثر شهرة حاليا.
صفحات على موقعي إنستجرام وتيك توك لعمل الأكلات المختلفة وتوصيلها.
دور كبير
لعبت تلك التطبيقات دورا كبيرا في توفير الطعام وتوصيله أثناء فترات الإغلاق الشامل خلال أزمة جائحة كورونا، خاصة للأشخاص الذين يعيشون بمفردهم ولا يستطيعون تجهيز الطعام لأنفسهم، والذين كانوا سيتعرضون لمشكلات كبيرة في حالة عدم توفر هذه التطبيقات، كما ساهمت تلك التطبيقات بعد ذلك في تقليل الازدحام داخل المطاعم في فترات الإغلاق الجزئي، إذ لا يضطر الراغب في تناول الطعام في الذهاب إلى المطعم، كما قدمت بعض من تلك التطبيقات عروضا وخصومات بالاتفاق مع المطاعم لتشجيع الناس على البقاء في منازلهم وعدم النزول، مثل تطبيق “طلبات”، وتطبيق “زوماتو”، وغيرهما. ولجأت بعض المطاعم هي الأخرى إلى إنشاء تطبيقات خاصة بها من أجل توصيل الطعام لزبائنها، أو قررت المشاركة في تطبيقات توصيل الطعام الشهيرة الأخرى، وبالتالي زاد الإقبال بشكل كبير على تلك التطبيقات ودخل الآلاف من الزبائن الجدد إلى السوق.
نقلة نوعية
شهدت تطبيقات توصيل الطعام ما يمكن أن نطلق عليه “ثورة” فيما يتعلق بنمو أعمالها في المنطقة والعالم، خلال أزمة جائحة كورونا، ويمكن الإشارة إلى بعض من تلك الأرقام في العناصر التالية:
على مستوى الوطن العربي:
زادت نسبة تحميل تطبيقات الطعام بصورة غير مسبوقة منذ بداية الجائحة، كما ارتفع الطلب على تطبيقات وصفات الطهي وحساب السعرات الحرارية والخدمات الخاصة بأنظمة الغذاء الصحية.
ارتفعت الطلبات الخاصة بخدمات التوصيل الإلكترونية في السعودية بنسبة 54% منذ بداية الأزمة كورونا، وتضاعفت أعداد التطبيقات المسجلة من 10 تطبيقات إلى 26 تطبيقاً جديداً حتى مايو الماضي، وارتفع عدد المندوبين في تلك التطبيقات بنسبة 434% خلال الأشهر الأولى من الأزمة.
بلغت الطلبات في السعودية أكثر من 26 مليون طلب، بنسبة زيادة تصل إلى 250%، وبقيمة إجمالية بلغت ملياري ريال حتى يوليو الماضي فقط.
سجلت منصات طلب الطعام عبر الإنترنت نسب نمو هائلة في أسواق المنطقة بلغت بعضها 100%. وشكلت منطقة الشرق الأوسط نصف عائدات شركة “ديليفري هيرو” الألمانية، التي تدير تطبيقات “طلبات” و”كاريدج” و”هانجر ستيشن”. وقال الرئيس التنفيذي للشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توون جيسيلز، إن سوق توصيل الطعام في الخليج بلغ 12 مليار دولار.
ألزمت الحكومات الخليجية الشركات بمجموعة من الاشتراطات حفاظاً على سلامة السكان، ومنها: قياس درجة حرارة موظفي التوصيل مرتين يومياً، وارتداء موظفي التوصيل الكمامات والقفازات الطبية، وتعقيم وسائل نقل الطلبات، ووضع الطلب في أكياس بلاستيكية يتم التخلص منها قبل تسليم الطلب للمستهلك.
خدمات
هذه الطفرة الهائلة في المنطقة العربية، بالإضافة إلى ظروف جائحة كورونا، شجعت تطبيقات توصيل الطعام على ابتكار وتقديم العديد من الخدمات لتشجيع الزبائن على عدم الخروج من منازلهم حتى لا يصابوا بالفيروس. من هذه الخدمات:
أعلن تطبيق “طلبات” الذي يعد أكبر تطبيق لتوصيل الطعام في الشرق الأوسط، عن تقديم خدمة توصيل الطلبات بدون تلامس لأي عميل يشتري ويسدد قيمة طلبه عبر الإنترنت. إذ يكتفي العامل بوضع الطعام عند الباب ويضغط على الجرس، ويبتعد عن الباب مسافة آمنة وينتظر حتى يستلم الزبون الطلب.
توسع تطبيق “طلبات” في الأردن، ودخل مجال توصيل الأدوية والمستحضرات الطبية ومنتجات صالونات التجميل والمكاتب.
أطلق تطبيق “مرسول” في السعودية خدمة “جاء دورك لخدمة بلدك وناسك” لخدمة المجتمع، ودعا المتطوعين لتسجيل أسمائهم، كما أطلق خدمة خاصة بشراء المواد الغذائية بأسعار مناسبة وبعدة خصومات، مع ضمان توصيل الطلبات سريعا. واسم الخدمة هو “تسوّق من متجر مرسول”.
أطلق تطبيق “جود فود” في مصر خدمة “تقسيط الطعام”، بمعنى تناول الطعام ثم الدفع لاحقا، لمساعدة الزبائن على مواجهة التحديات المادية التي واجهوها خلال الأزمة.
هناك نوع من التطبيقات يعطي للمشتركين فيه خصومات على المطاعم بنسبة 50%، لكن هناك عدد محدد من المرات يستطيع من خلاله المشترك الاستفادة من هذا العرض (3 مرات) إلا أن تلك التطبيقات نجحت في الاتفاق مع عدد من المطاعم على مضاعفة كوبونات الخصم لتصل إلى 6 كوبونات بدلا من 3، لتشجيع الناس على الطلب واستخدام التطبيق من أجل تناول الطعام، مثل تطبيق “إنترتينر” في الخليج، الذي أعلن تلك الخصومات.
على مستوى العالم:
ارتفعت الطلبات الرقمية باستخدام تطبيقات توصيل الطعام مثل Uber Eat وسجلت الشركة المالكة لمطاعم كنتاكي وبيتزا هت ارتفاعا في المبيعات الرقمية بنسبة 216 في المائة، وشكلت 61 في المائة من إجمالي المبيعات.
وصل حجم الطلبات الرقمية لدى تطبيق ستاربكس إلى 22 في المائة من جميع المعاملات خلال الربع الثاني من 2020.
أشار تقرير حديث إلى أن 3 من أصل كل 5 أمريكيين يستخدمون أحد تطبيقات الطعام، وأشارت دراسة إلى ارتفاع نسبة تحميل تطبيقات توصيل الطعام إلى 400% في آخر 3 سنوات، وأصبحت تلك التطبيقات تمثل 15% من الربح السنوي لمطاعم الوجبات السريعة. كما أشارت الدراسة إلى ارتفاع أرباح توصيل الطعام من 94 مليار دولار إلى 115 مليار دولار خلال عامين فقط.
حققت مبيعات تطبيقات توصيل الطعام في كوريا الجنوبية رقما قياسيا، بعدما وصل مجموع المعاملات إلى مليار دولار في أغسطس الماضي. وزاد عدد مستخدمي أحد التطبيقات الرئيسية هناك (IGAWorks) وصل إلى 748 ألفا خلال شهر واحد.
المستقبل
توقع بنك الاستثمار السويسري أن تحقق تطبيقات توصيل الطعام نموا كبيرا يصل إلى 365 مليار دولار خلال العقد القادم، بدلا من 35 مليار دولار في عام 2018.
توقعت مجلة “فوربس” أن يصل نمو السوق إلى 200 مليار دولار أمريكي عام 2025.
والآن، كيف كانت تجربتك مع تطبيقات توصيل الطعام خلال أزمة كورونا؟
نشر التقرير في مدونة (صحة تك) ضمن مشروع التخرج لدبلوم الإعلام الرقمي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.