مستشار سابق لوفد السودان: سد النهضة لن يستطيع حجز حجم المياه المطلوب لهذا السبب (فيديو)
قال الصادق شرفي، المستشار السابق للوفد السوداني في مفاوضات سد النهضة، إن المؤتمر الصحفي الذي عقده السفير الإثيوبي في الخرطوم أمس الأحد احتوى على عدد من المغالطات وبعض الحقائق.
وأضاف شرفي للجزيرة مباشر، أن الحقائق التي ذكرها السفير في مؤتمره تتلخص في أنه لا يمكن تفادي عملية الملء الثاني لسد النهضة وفقًا لطبيعة تصميم السد نفسه.
أما المغالطات فتتمثل في ادعاء السفير أن الشعب الإثيوبي يعاني ولا يستفيد من مياه النيل، وأكد شرفي أن قرابة 120 مليون إثيوبي يعيشون على ضفاف النهر، وتستخدم إثيوبيا مياه النيل في عدة مشروعات أخرى بخلاف سد النهضة، وبالتالي فإن أديس أبابا تأخذ كفايتها من المياه وما يتبقى يذهب لدولتي المصب.
كما أكد شرفي أن زعم السفير الإثيوبي أن بلاده لا تستخدم مياه النيل وأن مصر والسودان يستحوذان على 100% من مياه النيل الأزرق محاولة للتضليل.
وفيما يتعلق بحجم المياه المتوقع أن يحجزها سد النهضة، وهل ستصل إلى الحجم المطلوب أم لا، قال شرفي إن صور الأقمار الصناعية تشير إلى تأخر تركيب بعض التوربينات، وبالتالي من المتوقع أن سد النهضة لن يستطيع حجز الحجم المطلوب من المياه (13.5 مليار متر مكعب).
وتساءل شرفي عن السر وراء تعنت إثيوبيا ورفضها إعطاء أي معلومات عن السد وعمليات الملء لمصر والسودان، فضلًا عن عدم استكمالها للدراسات التي ذكرت في اتفاق المبادئ، والتي تخص دراسة سلامة جسم السد والآثار البيئية له، متهما إياها بأنها تتعامل بنوع من التعالي ظهر بوضوح في مؤتمر السفير الإثيوبي في الخرطوم أمس، والذي أكد أن أديس أبابا تسير في نفس الاتجاه غير عابئة بالآخرين.
الملء الثاني لسد النهضة
وكان السفير الإثيوبي في السودان، بيتال أميرو، قال إن قضية سد النهضة فنية بحتة وليست قضية سياسية حتى تلجأ مصر والسودان لمجلس الأمن.
وأضاف أميرو خلال مؤتمر صحفي أمس الأحد في الخرطوم، أن مجلس الأمن يهتم بما يهدد الأمن والسلم الدوليين وليس قضايا المياه والسدود، متهما مصر والسودان باستغلال موقعهما في جامعة الدول العربية للضغط على بلاده.
وأكد السفير أن أديس أبابا لا يمكنها فنيًا وقف ملء السد، وأن مصر والسودان يعلمان ذلك لكنهما يطالبان بما لا يمكن تنفيذه عمليًا.
وقال السفير إن بلاده اتفقت مسبقا مع مصر والسودان حول كمية المياه التي سيتم تخزينها هذا العام والبالغة 13.5 مليار متر مكعب، وطلبت منهما تعيين خبرائهما الفنيين للمشاركة في عملية التشغيل، مشيرا إلى التزام بلاده بملء السد في الخريف فقط.
وأوضح السفير الإثيوبي أن بلاده أنفقت 200 مليون دولار لإعادة تصميم السد الرخامي استجابة لرغبة خبراء سودانيين ومصريين ودوليين.
في السياق، قال أسرات دينيرو القائد العسكري بمنطقة (مَتَكَل) حيث سد النهضة إن القوات الإثيوبية في حالة تأهب قصوى لاستكمال المرحلة الثانية لتعبئة السد.
كذلك نشر وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي على حسابه عبر موقع تويتر صورا حديثة لسد النهضة الذي تبنيه بلاده على النيل الأزرق.
وعلق الوزير الإثيوبي على الصور قائلا إن أعمال البناء في السد تمضي كما هو مخطط لها، ووجه الشكر لآلاف العمال والخبراء لمشاركتهم في بناء السد.
وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية إن 80% من أعمال البناء في السد انتهت. وأشارت إلى أن الملء الثاني لخزان السد سيتم في موعده.
وتصر إثيوبيا على تنفيذ ملء ثانٍ لخزان السد خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، فيما تصر مصر والسودان على التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد على أن يتضمن الاتفاق آلية لفض المنازعات بين الدول الثلاث.
وأتمت إثيوبيا الملء الأول لخزان سد النهضة العام الماضي من دون الاتفاق مع مصر والسودان. وتقول الخرطوم إن هذه الخطوة تسببت في أضرار جسيمة لها بعد توقف محطات الكهرباء والمياه عن العمل نتيجة العمل المنفرد من جانب أديس أبابا.