حريات وحقوق

نائب الرئيس العام لمؤسسة المجتمع الإسلامي: الإسلاموفوبيا ظاهرة عابرة وهذه آخر تطورات أكبر مسجد في أوربا (فيديو)

قال نائب الرئيس العام لمؤسسة المجتمع الإسلامي في أوربا، حقي جيفتشي، إن معاداة المسلمين في الغرب والخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) ظاهرة عابرة وعرضية وستنتهي في يوم من الأيام ولن يبقى إلا التعايش والسلام.

وأضاف لبرنامج (المسائية) على شاشة الجزيرة مباشر أن الدولة الفرنسية ليست معادية للمسلمين الذين هم مواطنون أوربيون أحرار يحترمون القوانين والدساتير في البلدان التي يعيشون فيها.

وأوضح جيفتشي أن صعود اليمين المتطرف ومعاداة الإسلام جاء بسبب أن تلك السياسة لا تكلف السياسيين كثيرا، وتمكنهم من كسب الأنصار والقيام بالدعاية السياسية والشعبوية، كما أن بعض العمليات الإرهابية من قبل بعض من ينتمون للإسلام أسهمت في صعود اليمين المتطرف في الغرب وزادت من حدة الوضع.

وأكد أن كثيرا من المسلمين في الغرب ينتابهم القلق مع العمليات الإرهابية التي لم يكونوا يعهدونها قبل ذلك، كما أكد أن الإرهاب يهدد المسلمين أيضا ويستهدفهم، مطالبا بالتعاون بين الجميع لمحاربة العنف بكل صوره.

كما دعا جيفتشي أيضا الغرب إلى تحديد المشكلة في الإرهاب وليس الإسلام.

وتنشط مؤسسة المجتمع الإسلامي في أوربا بدول أوربية عدة، وتعرضت لهجوم كبير من جانب المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بسبب رفضها التوقيع على الميثاق الذي اقترحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتنظيم شؤون المسلمين في فرنسا، وقال المتحدث -قبل أيام- إن الجمعية لا مكان لها في فرنسا لمخالفتها القيم الجمهوريّة.

مسلمون يؤدون الصلاة في أحد مساجد شمال فرنسا (غيتي)
ميثاق المبادئ
وحول ميثاق المبادئ الذي رفضت المؤسسة التوقيع عليه، قال جيفتشي إن النص ليس قانونًا وإنما اتفاقية مع الأئمة أعدها بعض رواد المجتمع المدني ولم تعدها الدولة الفرنسية، داعيًّا إلى توسيع المشاورات مع مختلف الجاليات المسلمة في فرنسا بشأن هذا الميثاق.

وأكد أن مؤسسته لديها تحفظات حول الميثاق وعبرت عنها قبل ذلك، إذ يحتوي على نقاط تصور المسلمين على أنهم ضد الجمهورية والقانون والوطنية، مشيرًا إلى أن المؤسسة تنشط في دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا ولم تواجه أيّ مشكلة فيها ولم يتم توجيه أيّ اتهام تجاه أيّ من منتسبيها.

وحول تصريح وزير الداخلية الفرنسي الذي زعم فيه أن رفض بعض المنظمات توقيع ميثاق المبادئ يفتح الباب أمام التدخل الخارجي، قال جيفتشي إن الدولة الفرنسية لا تتبنى رأي وزير الداخلية وإنما هو مجرد رأيه الشخصي، معتبرًا أن تلك التصريحات ستمر بسلام ولن يكون لها أيّ تأثير.

مسجد ستراسبورغ
وحول مسجد (السلطان أيوب) في مدينة ستراسبورغ، قال جيفتشي إن بلدية ستراسبورغ تبرعت بمبلغ 2.5 مليون يورو لإتمام المشروع الذي سيكون أكبر مسجد في أوربا وسيقدم خدمات الدينية للمواطنين الفرنسيين المسلمين والأجانب.

وأضاف جيفتشي أنه تم الانتهاء من 80% من المشروع الذي تكلف 30 مليون يورو، وسيكون عبارة عن مجمع كامل يحتوي على مركز تعليمي ومسجد للصلاة ومقرات ثقافية وسيزوره المسلمون من مختلف أنحاء أوربا والعالم، معربًا عن أمله في أن يكون المشروع نموذجا لبقية الدول الأوربية.

وأكد أن بلدية ستراسبورغ دعمت مشروع المسجد منذ أكثر من 10 أعوام مثل غيره من المشروعات الثقافية، قبل أن تجمد التبرع بسبب ضغوط من اليمين المتطرف، لكنها عازمة على المضي قدمًا في دعم المشروع.

واستطرد “لا نعد الجامع تابعًا للمسلمين فحسب، فنحن نقدمه للشعب الفرنسي قاطبة لأنه مشروع مشترك دعمه الفرنسيون ليستفيد منه كل الفرنسيين”.

وحول مسؤولية المسلمين عن تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، قال جيفتشي إن بعض المسلمين يرتكبون الأخطاء ويظهرون كمتهمين، لكن كل أزمة تحتوي على فرص يجب استغلالها، مؤكدًا على ضرورة مواجهة ظاهرة الخوف من الإسلام بفرض القانون والفصل بين السلطات.

وشهدت فرنسا خلال الفترة الأخيرة، حملة إلكترونية من جانب أنصار اليمين المتطرف ضد مجلس مدينة ستراسبورغ بسبب تقديمه منحة للمساهمة في إنشاء مسجد كبير بالمدينة.

ومن المنتظر أن يتسع المسجد لنحو 5 آلاف من المصلين.

وتأتي حملة أنصار اليمين المتطرف ضد استكمال بناء المسجد الكبير في إطار تزايد مظاهر الإسلاموفوبيا في عدد من دول أوربا، خاصة فرنسا التي تشهد جدلًا كبيرًا في ظل قانون (النزعات الانفصالية) الذي عدته الكثير من المنظمات الإسلامية استهدافًا للمسلمين على وجه الخصوص، ومن هذه المنظمات مؤسسة المجتمع الإسلامي في أوربا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى