قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري إن بداية التلويح المصري باستخدام القوة ضد إثيوبيا كان موجودًا قبل إجراء مناورات (نسور النيل 2) العسكرية بين مصر والسودان.
وأضاف الدويري في برنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر أن تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخيرة كانت واضحة ورسالة تحذير شديدة اللهجة لإثيوبيا.
وأشار إلى أنه كانت هناك تعبئة شعبية وعسكرية قبل تلك التصريحات، وتحديدًا أثناء احتفالات (يوم الشهيد) في مصر، والتي كانت تدور حول القوات المسلحة المصرية وقدرتها وذراعها الطويلة.
وأوضح أن المهم في المناورات الأخيرة هو السيناريو الذي تتدرب عليه القوات المصرية والسودانية، والذي يحمل في طياته قدرات مصر العسكرية التي ستستهدف سد النهضة إذا كان هناك عمل عسكري.
وقال الدويري إن هذا السيناريو يتضمن التركيز على سلاح الجو، سواء باستخدام طائرات اعتراضية أو طائرات للهجوم الأرضي، وكذلك استخدام القوات الخاصة (الكوماندوز).
وأكد الدويري أن قدرات مصر العسكرية وخياراتها فيما يتعلق بسد النهضة تنحصر في استخدام سلاح الجو، وقد استعدت مصر لهذا عبر شراء طائرات الرافال الفرنسية وطائرات سوخوي 35 الروسية، والتي تستطيع حمل 9 أطنان ونصف من المتفجرات، وتستطيع الطيران لمسافة تصل إلى 3700 كيلومتر.
اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والاستراتيجي يتحدث عن مدى قدرة الطيران المصري على تنفيذ عمل عسكري ضد #سد_النهضة في حال قررت #مصر ذلك pic.twitter.com/zQCljY8JXw
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 31, 2021
وذهب اللواء الدويري إلى أن مصر تستطيع ضرب سد النهضة بمفردها من دون استخدام القدرات العسكرية السودانية، وذلك عبر استخدام قاعدة برنيس العسكرية، التي تبعد مسافة 1800 كيلومتر عن السد، وبما أن مدى الطائرة العملياتي يبلغ 1600 كيلومتر، فإن الطائرات المصرية تستطيع بلوغ سد النهضة وقصفه إذا خففت من حمولتها لصالح زيادة سعة خزانات الوقود، وستصبح طائرات الرافال وسوخوي 35 في حماية طائرات (ميغ 29) التي ستقوم بدور الاعتراض.
وأوضح الدويري كذلك أن مصر تستطيع أيضا استخدام قاعدة مروى السودانية لتنفيذ تلك الضربة إذا شارك السودان فيها، لكنه أكد أن احتمالات استخدام القوة في موضوع سد النهضة لا تزال متدنية، وإن مصر لا يزال لديها أوراق ضغط أخرى سياسية واقتصادية قد تستخدمها، وأبرزها الإيعاز للبرلمان المصري برفض اتفاقية المبادئ التي وقعتها مصر مع السودان وإثيوبيا، عام 2015.
وكان الجيش المصري قد أعلن، أمس الأربعاء، إجراء مناورات عسكرية مصرية سودانية في قاعدة مروى بالسودان.
وقال المتحدث باسم الجيش -في بيان- إن التدريب الذي أطلق عليه (نسور النيل 2) جرى بمشاركة مجموعات من القوات الجوية وقوات الصاعقة من البلدين، مؤكدًا أنه يهدف “لقياس الاستعداد لتنفيذ عمليات مشتركة على الأهداف المختلفة”.
وشمل التدريب “تنظيم التعاون لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات لإدارة العمليات الجوية المشتركة بكفاءة عالية، فضلاً على تنفيذ العديد من الطلعات المشتركة لمهاجمة الأهداف المعادية وحماية الأهداف الحيوية بمشاركة مجموعة من المقاتلات المتعددة المهام”، بالإضافة إلى “التدريب على أعمال الاقتحام وعمليات الإخفاء والتمويه لتنفيذ العمليات الخاصة وتنفيذ عدة رمايات من أوضاع الرمي المختلفة”، كما تفقّد رئيس الأركان السوداني محمد عثمان الحسين القوات المشاركة في التدريب.
وتصر أديس أبابا على الملء الثاني لسد النهضة حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، بينما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتهما السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.
وفي وقت سابق أول أمس الثلاثاء، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريحات متلفزة إن “مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل”.
وأضاف بلهجة تهديد “لا أحد يستطيع أن يأخذ نقطة مياه من مصر، وإن من يريد التجربة فعليه الاقتراب (من مياهنا)”.