شاهد: فتح وصية السلطان قابوس بن سعيد وقراءتها
اختار مجلس العائلة المالكة في عمان هيثم بن طارق آل سعيد ليتولى الحكم في البلاد، تنفيذا لوصية السلطان الراحل قابوس بن سعيد الذي توفي مساء أمس الجمعة.
وانعقد مجلس الدفاع العماني مع مجلس العائلة المالكة لفتح وصية السلطان الراحل، بعدما قرر مجلس العائلة اعتماد من اختاره السلطان قابوس في وصيته ليتولى الحكم خلفا له.
وجاء نص الوصية كالتالي:
(بسم الله الرحمن الرحيم
(ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
أصحاب السمو أعضاء مجلس العائلة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد حملكم النظام الأساسي للدولة أمانة عظيمة وكلفكم بمهمة جسيمة، بإسناده إلى مجلسكم الموقر مسؤولية تحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم، وذلك خلال 3 أيام من شغور منصب السلطان.
وحيث إن مجلسكم الموقر، لم يتفق على اختيار سلطان للبلاد في المدة التي حددها النظام الأساسي للدولة، فإننا بعد التوكل على الله ورغبة منا في ضمان استقرار البلاد، نشير بأن يتولى الحكم السيد هيثم بن طارق، وذلك لما توسمنا فيه من صفات وقدرات تؤهله لحمل هذه الأمانة، وإننا إذ نضرع إلى الله العلي القدير أن يكون عند حسن الظن الذي دعانا إلى اختياره والثقة التي دفعتنا إلى تقديمه، فإننا ندعوكم جميعا إلى مبايعته على الطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وأن تكونوا له السند المتين والناصح الأمين معتصمين دائما تحت قيادته بوحدة الصف والكلمة والهدف والمصير متجنبين كل أسباب الشقاق والتناحر والشقاق والتنابذ والتناحر عاملين بقوله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) صدق الله العظيم.
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قابوس بن سعيد)
وكان مجلس الدفاع العماني أصدر بيانا أوضح فيه تفاصيل الاجتماع الذي انتهى إلى اختيار هيثم بن طارق آل سعيد سلطانا جديدا للبلاد خلفا للراحل قابوس بن سعيد.
وقال المجلس في البيان إنه دعا مجلس العائلة المالكة للانعقاد لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم. وأضاف أنه تسلم ردا من مجلس العائلة المالكة يفيد بأن المجلس انعقد وقرر اعتماد من اختاره السلطان قابوس في وصيته التي كتبها قبل وفاته، وأرجع مجلس العائلة قراره إلى أنه جاء “إيمانًا من المجلس بالحكمة المعهودة لجلالته طيب الله ثراه”.
وأوضح البيان “وعليه أوكل مجلس العائلة المالكة لمجلس الدفاع القيام بفتح الوصية وفقًا لما نصت عليه المادة (6) من النظام الأساسي للدولة واتخاذ الإجراءات لتثبيت من أوصى به جلالة السلطان بالتنسيق مع مجلس العائلة المالكة”.
وتابع المجلس في بيانه موضحا أن جلسة فتح الوصية عقدت اليوم السبت، وقال “نال مجلس الدفاع شرف فتح الوصية وقراءتها بشكل مباشر على جميع الحاضرين الكرام والإعلان بأن جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم حفظه الله ورعاه هو سلطان عمان”.
وشغل هيثم بن طارق آل سعيد منصب وزير التراث والثقافة في عمان، كما شغل عددا من المناصب الأخرى سابقا.
السلطان قابوس
ولد السلطان قابوس بن سعيد يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1940 في مدينة صلالة بمحافظة ظفار، وهو الابن الوحيد لوالده سعيد بين تيمور، وهو ثامن سلاطين أسرة البوسعيد.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في صلالة، قبل أن يرسله والده عام 1958 إلى إنجلترا حيث أمضى عامين في مؤسسة تعليمية خاصة، والتحق بأكاديمية “ساندهيرست” العسكرية الملكية عام 1960 ضابطا مرشحا.
بعد عامين تخرج من الكلية برتبة ملازم ثان، ودرس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة، قبل أن يعود إلى صلالة عام 1964.
تزامنت عودته مع إخماد “ثورة الجبل الأخضر” (1955-1964) ونفي زعيمها الإمام غالب الهنائي إلى السعودية.
ولم يكد ينهي عامه الأول في بلاده حتى اندلعت ثورة ظفار (1965-1975) التي تشكل ثانية ثورة على والده سعيد الذي وصل إلى السلطة عام 1932.
تولى مقاليد السلطنة في 23 يوليو/تموز 1970، ليبدأ مسيرته مع الحكم.
كان عند توليه الحكم من أصغر الزعماء العرب سنا، لكنه كان ذا ثقافة عالية، وسعى منذ توليه الحكم إلى تعميق علاقات السلطنة بالدول العربية والأجنبية، وأنهى عزلتها، واستخدم عائداتها النفطية لتحديثها.
تولى الحكم في أوج ثورة ظفار وكان التحدي الأول الذي واجهه هو إنهاء الثورة، وتطلب ذلك منه حوالي خمس سنوات من حكمه، وبعد أن أنهاها ووحد سلطنة عمان بدأ مواجهة التحدي الثاني المتمثل في تحديث البلاد.
انتهج خلال توليه الحكم نوعا من الحياد في القضايا الإقليمية والدولية، لكنه احتفظ بعلاقات صداقة مع الدول العربية ودول العالم عامة، وربط علاقات عسكرية وسياسية قوية بواشنطن.