وفاة السلطان قابوس بن سعيد واختيار هيثم بن طارق خلفا له
توفي سلطان عُمان قابوس بن سعيد مساء الجمعة عن 79 عاما، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية عن البلاط السلطاني.
وقالت الوكالة على موقعها وحسابها في تويتر “ينعى ديوان البلاط السلطاني المغفور له بإذن الله تعالى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور المعظم” الذي توفي مساء الجمعة 10 يناير/كانون الثاني.
وستجرى صباح اليوم السبت مراسم رسمية لجنازة السلطان الراحل انطلاقا من قصر بيت البركة وحتى جامع السلطان الأكبر حيث يُصلى عليه ثم يدفن في مقبرة الأسرة.
وأعلن الديوان الحداد وتعطيل العمل الرسمي في القطاعين العام والخاص لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في الأيام الأربعين المقبلة.
وانعقد مجلس العائلة المالكة لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم في البلاد بعد وفاة السلطان قابوس، واختار المجلس هيثم بن طارق آل سعيد سلطانا جديدا للبلاد. وقالت صحيفة الرؤية العمانية إن السلطان الجديد أدى اليمين القانونية أمام المجلس، بموجب النظام الأساسي للدولة.
وشغل هيثم بن طارق آل سعيد قبل ذلك منصب وزير التراث والثقافة في عمان.
وأشارت وكالة الأنباء العُمانية الرسمية إلى أن وفاة السلطان جاءت “بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاما منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من يوليو/تموز عام 1970، وبعد مسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة وأسفرت عن سياسة متزنة وقف لها العالم أجمع إجلالا واحتراما”.
السلطان قابوس
ولد السلطان قابوس بن سعيد يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1940 في مدينة صلالة بمحافظة ظفار، وهو الابن الوحيد لوالده سعيد بين تيمور، وهو ثامن سلاطين أسرة البوسعيد.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في صلالة، قبل أن يرسله والده عام 1958 إلى إنجلترا حيث أمضى عامين في مؤسسة تعليمية خاصة، والتحق بأكاديمية “ساندهيرست” العسكرية الملكية عام 1960 ضابطا مرشحا.
بعد عامين تخرج من الكلية برتبة ملازم ثان، ودرس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة، قبل أن يعود إلى صلالة عام 1964.
تزامنت عودته مع إخماد “ثورة الجبل الأخضر” (1955-1964) ونفي زعيمها الإمام غالب الهنائي إلى السعودية.
ولم يكد ينهي عامه الأول في بلاده حتى اندلعت ثورة ظفار (1965-1975) التي تشكل ثانية ثورة على والده سعيد الذي وصل إلى السلطة عام 1932.
تولى مقاليد السلطنة في 23 يوليو/تموز 1970، ليبدأ مسيرته مع الحكم.
كان عند توليه الحكم من أصغر الزعماء العرب سنا، لكنه كان ذا ثقافة عالية، وسعى منذ توليه الحكم إلى تعميق علاقات السلطنة بالدول العربية والأجنبية، وأنهى عزلتها، واستخدم عائداتها النفطية لتحديثها.
تولى الحكم في أوج ثورة ظفار وكان التحدي الأول الذي واجهه هو إنهاء الثورة، وتطلب ذلك منه حوالي خمس سنوات من حكمه، وبعد أن أنهاها ووحد سلطنة عمان بدأ مواجهة التحدي الثاني المتمثل في تحديث البلاد.
انتهج خلال توليه الحكم نوعا من الحياد في القضايا الإقليمية والدولية، لكنه احتفظ بعلاقات صداقة مع الدول العربية ودول العالم عامة، وربط علاقات عسكرية وسياسية قوية بواشنطن.