الجزيرة مباشرالعالم العربيسياسة

من وراء تصاعد حملة التحريض ضد السوريين في مصر؟

تحول مقطع فيديو لمشادة بين صاحب أحد المطاعم وسيدة مصرية، إلى حملة تحريض ضد السوريين في مصر من جانب مؤيدين للنظام.
التفاصيل
  • مقطع الفيديو عبارة عن مشادة بين “صلاح الطهاوي” صاحب المطعم السوري “عروس دمشق” في محافظة الإسكندرية، وسيدة مصرية تسكن أعلى المطعم، تقول إنها منزعجة بسبب ارتفاع الأصوات ودرجة الحرارة، فضلًا عن مخاوفها من مخاطر استخدام الأفران والغاز بالمطعم.
  • هددت السيدة صاحب المطعم في الفيديو باستدعاء الأمن الصناعي بسبب وجود موقد نيران في الشارع أسفل الشقة، فيما أكد صاحب المطعم أن العمال ينظفون الموقد فقط وسيعيدونه إلى مكانه، ومع استمرار النقاش قال للسيدة “أريد رجلًا أتحدث معه”.
  • بعد ذلك ظهرت السيدة في فيديو آخر تقول فيه إنها من مؤيدي  الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتناشده التدخل وتقول إنها تعرضت للإهانة من قِبَل صاحب المطعم.
  • نشر صاحب المطعم مقطع فيديو اعتذر فيه عن أي إساءة قد يكون وجهها لأي إنسان مصري.
  • كشف صاحب المطعم عن وجود خلاف قديم بينه وبين السيدة، بسبب رغبة الأخيرة في بيع شقتها بثمن اعتبره مبالغًا فيه، مؤكدًا أنه لم يتعرض للسيدة بأي إهانة، وأن بناتها هن من كنَّ يسبونه، ولذلك طلب رجلًا للتحدث معه.
  • الحملة أدت إلى إغلاق المطعم من قبل قوات من الشرطة وإدارة الحي.
من يقف وراء حملة التحريض؟
  • إرهاصات الحملة الأخيرة ضد السوريين، بدأت منذ نحو شهرين، عندما تقدم محام مصري موالٍ للنظام بمذكرة للنائب العام، تطالب بحصر أموال السوريين في مصر، بدعوى أنهم “نجحوا رغم الحرب والهجرة واللجوء في تحقيق أرباح هائلة ومشاريع تفوقوا فيها على المصريين”.
  • رداً على ذلك البلاغ، دشن آلاف المصريين وسم #السوريين_منورين_مصر الذي تصدر موقع تويتر في مصر للترحيب بالسوريين.
  • غير أن الحملة شهدت تصاعدًا كبيرًا خلال الأيام الماضية بعد مقطع الفيديو بين صاحب المطعم والسيدة المصرية.
  • الملاحظ أن الحملة تبناها أنصار النظام الحاكم من خلال حساباتهم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تدشين وسم بعنوان #حق_المصريه_يا_ريس لمطالبة السيسي بالتدخل.
  • رغم أن صاحب المطعم ظهر في مقطع فيديو معتذرًا للمصريين بشأن أي سوء فهم قد حدث، إلا أن الحملة استمرت من جانب مؤيدي النظام.
  • امتدت الحملة لتشمل مطالبات بترحيل جميع السوريين في مصر، بعد اتهامهم بالاستيلاء على وظائف المصريين.
  • نفى آخرون تلك المزاعم، مؤكدين أن الموضوع لا يتعلق فقط بالعمالة، إذ يستفيد السوق المصري من وجود السوريين من خلال عدة عوامل أخرى، مثل الإيجارات والضرائب ورسوم الكهرباء، كما أن المطاعم السورية على سبيل المثال تحصل على المواد الخام والتجهيزات والأطعمة من جهات مصرية أيضًا، وهذا كله يصب في صالح الاقتصاد المصري.
  • تساءل نشطاء عن السبب الذي جعل الحادثة تتحول إلى حملة عنصرية ضد السوريين، رغم أن الموضوع لا علاقة له بجنسية صاحب المطعم.
  • مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي أكدوا أن المشكلة ليست في جنسية صاحب المطعم، وإنما في التعديات التي تقوم بها أعداد كبيرة من المطاعم والمقاهي في الأحياء السكنية.
  • المستخدمون حمّلوا إدارات الأحياء المسؤولية عن تفاقم تلك الظاهرة، بسبب تلقي مسؤولين في تلك الإدارات رشاوي من أصحاب المطاعم والمقاهي للسماح لهم بمزاولة نشاطهم في الأحياء السكنية رغم عدم الترخيص لهم بذلك.
  • عدد كبير من المصريين اشتكوا على مواقع التواصل الاجتماعي من تضررهم من تعدي المطاعم والمقاهي تحت بناياتهم السكنية، مشيرين إلى أن المشكلة يعاني منها المصريون جميعًا ومن مصريين مثلهم.
  • أشار بعضهم إلى أن الحساب الخاص بابنة السيدة، لم يكتف بالحديث عن الحادثة الأصلية، بل بدأ في نسج قصص أخرى تحرض ضد السوريين، وهو ما أثار تساؤلات حول الغرض من الحملة وعن احتمالية وجود خطة ممنهجة لتفعيلها.
  • تورط مؤيدون للنظام في ادعاءات عنصرية بحق السوريين في إطار حملة التحريض ضدهم، مثل الحديث عن وجود مخاوف من انتماءات السوريين الدينية والسياسية والأيدولوجية وحتى المذهبية، وهو ما أثار استنكارا واسعا.
  • العدد الأكبر من السوريين المتواجدين حاليا في مصر ليسوا من اللاجئين، بل هم مقيمون بصورة قانونية ولا يحصلون على أي مساعدات من الدولة، وبالتالي لا يشكل وجودهم عبئا على أحد، وهو ما يفند المزاعم التي تتحدث عن سلبيات نتجت عن تواجد السوريين في مصر.
  •  عضو لجنة الصناعة في مجلس النواب المصري طارق متولي، أكد في يونيو/حزيران الماضي أن وجود السوريين في مصر “أدخل الكثير من الأموال والاستثمارات في مجالات مختلفة إلى مصر”.
  • متولي: يقدر عدد المستثمرين بـ30 ألفًا، ما ساهم في تنشيط الاقتصاد، وإحداث حالة من التنافسية بين المنتجات، تصب في مصلحة المواطن المصري من خلال توفير منتجات عالية الجودة وبأسعار تنافسية.
  • النائب رجح أن يكون سبب حملة التحريض ضد السوريين “تجار فشلوا في مجاراة النجاح السوري على أرض مصر”.
ليست الحملة الأولى
  • ليست تلك المرة الأولى التي تظهر فيها حملات منظمة ضد السوريين في مصر، إذ سبق أن حرض إعلاميون مصريون موالون للنظام على السوريين عدة مرات.
  • أبرز تلك الحملات ما قام به المذيع يوسف الحسيني عقب الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز 2013، عندما اتهم السوريين بالمشاركة في اعتصام رابعة الذي أقامه أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي.
  • أيضا لم تكن تلك الحملة الوحيدة التي يشنها أنصار النظام ضد شعوب أخرى، فقد سبق أن قاموا بحملات ضد الشعب الفلسطيني، خاصة أثناء الحرب على غزة عام 2014.
الوجود السوري في مصر
  • بدأ وجود السوريين يزداد في مصر عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011 وقمع قوات النظام للمظاهرات، الأمر الذي أجبر الملايين من الشعب السوري على التوجه إلى البلدان المجاورة والهجرة إلى أوربا هربًا من جحيم الحرب.
  • استطاع السوريون النهوض بالنشاط الاقتصادي في مصر، خاصة ما يتعلق بالمطاعم، بعدما نجحوا في اكتساب ثقة المستهلك المصري، بسبب جودة وتنافسية الأطعمة التي يقدمونها.
  • تقدر استثمارات السوريين في مصر بنحو 800 مليون دولار أمريكي بحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الصادر في مايو/أيار في عام 2017.
  • قدرت وزارتا “الاستثمار والتعاون الدولي”، و”التجارة والصناعة” عدد الشركات التي أسسها السوريون في مصر خلال 9 أشهر فقط بـ818 شركة.
  • في أبريل/نيسان الماضي، قال حسن سليمان، مدير شركة أرابياتا للأغذية والمشروبات، في تصريحات لصحيفة المال الاقتصادية المصرية، إن السوريين سيطروا بشكل كبير على سوق الشاورما في مصر. وأرجع سبب ذلك النجاح إلى رخص الأسعار والمذاق الخاص للشاورما السورية الذي حاز على إعجاب المصريين.

____________________________

تم نشره بموقع الجزيرة مباشر بتاريخ      8/19/2019

الرابط الاصلي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى