لهذه الأسباب انتقد أنصار مرسي وثائقي “الساعات الأخيرة”
ما زالت ردود الفعل حول وثائقي “الساعات الأخيرة” والذي أنتجته فضائية الجزيرة عن كواليس اللحظات الأخيرة بحكم الرئيس محمد مرسي، تتوالى ما بين انتقادات حادة للمنتج وعدم تقديمه الجديد الذي لا يعرفه أحد، فيما رأى آخرون أن الوثائقي أظهر مرسي بحالة عجز ومستشاريه بلا دور حقيقي.
والأحد، أثار الجدل فيلم استقصائي بثته “الجزيرة”، عن الساعات الأخيرة بحكم أول رئيس منتخب بتاريخ مصر، محمد مرسي، حيث ينقل الفيلم على لسان شهود عيان، كيفية تدخل المؤسسة العسكرية في الأزمة، وكيف خادعت مرسي، باستراتيجية مدروسة ومخطط لها، آلت للانقلاب عليه.
فيه ما لا يناسب الموقف
وحول تقييمه للوثائقي وما جاء فيه يعتقد القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور جمال حشمت، أن هناك ما كان ينبغي عدم ذكره بالفيلم لأنه لا يناسب الموقف والظروف حينها القياس بأدوات اليوم”، مشيرا إلى أن “أحداث ما بعد الانقلاب قد لا تكون معبرة بشكل حقيقي عن القرار المتخذ وقتها”.
وفي رده على التساؤل إذا ما كان الفيلم “جانب الصواب وتجنى على الرئيس ومستشاريه أم أنه نقل وجهة نظر من تحدثوا به؟”، قال السياسي المصري، لـ”عربي21″ إنه يعتقد أنه أساء أو كشف حقيقة عجز حقيقي لمن حول الرئيس حيث أظهر الفيلم أنها لم تدعمه بشكل قوي إزاء محاولات الانقلاب المتعددة ضده”.
ودافع حشمت عن صورة الرئيس مرسي والتي جاءت بالوثائقي وكأنه لا حيلة له، قائلا: “لم أفهم أن عدم حيلة الرئيس في وقف الانقلاب كان تسليما له أو اعترافا به؛ بل ما أفهمه جيدا أنه رافض للانقلاب صامد في وجهه وقد نصح بالتمسك بالشرعية”.
وأكمل دفاعه: “لابد أن يكون الرئيس هو أول المتمسكين بالشرعية ولكنه لم يستسلم أمام الانقلاب عكس من فسر استسلامه ورضاه من خلال حديث البعض عبر الوثائقي”.
نحتاجه ولست معه ولا ضده
من جانبه انتقد مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية باسطنبول، الدكتور ممدوح المنير، “نمط تفكير البعض في كيفية التعامل مع هذه النوعية من الأفلام”، موضحا أنه لا يدافع عن الفيلم و لا يهاجمه، لكنه يطالب بعدم الحجر على الأفكار.
الأكاديمي المصري، أكد لـ”عربي21“، أن “الذي يخاف من النقد أو لا يتحمله لا مكان له في تصدر المشهد، ومن لديه فكرة أخرى فليكتب فيها وينتقد الفكرة الأولى ويكشف بما لديه من حجج و براهين قوة حجته”.
ورد المنير على من يقولون بأن الفيلم يحكى عن غائبين لا يمكنهم الدفع عن أنفسهم، قائلا إنها “حجة باطلة ولا تستوي على ساق فالشورى تجعل تداول المعلومات يتم بين شرائح واسعة بدائرة اتخاذ القرار؛ إلا لو كان العكس صحيحا من أن القرار (في إدارة الرئيس مرسي) كان فرديا وليس شوريا وبالتالي غابت المعلومات بغياب هؤلاء موتا أو اعتقالا لأنها كانت حكرا عليهم”.
وأوضح أن “الأمة في حالة مخاض كبير وهذا المخاض جزء كبير منه يتم في عالم الأفكار والقناعات ولابد من تصادم الأفكار وتلاقحها ونضجها أو اندثارها والفكرة الأفضل والأنقى هي من يكتب لها النجاح والاستمرار”.
وعبر مواقع التواصل كان هناك سيل من الانتقادات، وقال القيادي في الإخوان ممدوح شعير، عبر “فيسبوك”، إنه عنوان خاطئ تماما، فالساعات الأخيرة لم تكن في حزيران/ يونية 2013، موضحا أن الساعات الأخيرة بدأ عدها بعد أحداث الاتحادية كانون الأول/ ديسمبر 2012، وبعد نجاح الرئيس بالخروج بدستور للبلاد وافق عليه الشعب بنسبة 64.5 بالمئة.
وأشار شعير لدور عدة أشخاص كوزير الدفاع والسفيرة الأمريكيين وتواريخ اعتبرها الساعات الأخيرة، مبينا أن .الساعات الأخيرة ليست الأحداث التي تم إذاعتها بفيلم الجزيرة، وما تم إذاعته رتوش يعلمها الجميع.
وفي انتقاده للفيلم قال الباحث محمد إلهامي، إن “المشكلة الأساسية هي إظهار أن الدور الأمريكي كان هامشيا أو جزئيا، دور مراقب أو متابع.. وأن الانقلابات في بلادنا لا تتم بغير إذن الأمريكان أولا، ولا تحدث بغير إشرافهم ثانيا”.
وأكد إلهامي، عبر “فيسبوك”، أن “محاولة تقديم سير الأمور في عالم السياسة على نحو ما تُقَدَّم به الصورة الإعلامية هو عمل مضلل، ومن الخطيئة أننا نواصل فهم الأمور على هذا النحو، ونحن أمة لها عراقة في الانقلابات العسكرية وفي المؤامرات التي نصَّبت علينا الرؤساء ووضعت فينا الأنظمة الحاكمة”.
واعتبره الخبير في الاقتصاد الإسلامي أشرف دوابه، دعوة لليأس بوقت دبت فيه الحياة الثورية، وقال عبر “فيسبوك”، “أتمنى على الإعلام المعارض أن يكون له دور في كشف الحقائق بصورة أكثر واقعية وأن يكون دائما مبادرا لا يعتمد على سياسة رد الفعل”.
وأضاف “للأسف ما ورد من تصريحات من مسئولين في عهد الرئيس مرسي، تدينهم بالتقصير والتقاعس والدروشة لاسيما وأن العالم كله كان يعرف موعد الانقلاب، ولذا وجب وضع الأمور بنصابها الصحيح وبيان الحقائق التي لم يبرزها هذا الفيلم ممن مارسوا العمل مع الدكتور مرسي لاسيما وأن الرجل لا يستطيع الدفاع عن نفسه كما أن هذا التاريخ حق للأمة للاستفادة منه”.
وقال الناشط محمد عزام: “الإخوان رافضين تحقيق الساعات الأخيرة لأنه يوضح مقدار الغباء للرئيس وكل المحيطين به في وقت حرج من تاريخ مصر، ورافضي الإخوان هما كمان رافضين الفيلم لأنه يفضح كذب مدعين زي محمد البرادعي وكمية التآمر في سبيل الخلاص من الجماعة حتى لو كان ثمن الأمر هو أن مصر تلبس في الحيط”.