الجزيرة مباشرالعالم العربيسياسة
فتح “باب الرحمة”.. انتصار فلسطيني عابر للفصائل
جاء نجاح المقدسيين في إجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي على فتح بوابة “باب الرحمة” والمصلى الأموي شرقي المسجد الأقصى، ليمثل انتصارا فلسطينيا جامعا.
ماذا حدث؟
- منذ مساء الخميس، تجمع الآلاف قبالة باب الرحمة، في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى، احتجاجا على استمرار إغلاقه من قبل الشرطة الإسرائيلية.
- مشاركة المئات من الفلسطينيين في صلاة العشاء أمام “باب الرحمة” جاءت رغم الإجراءات الإسرائيلية المشددة على بوابات المسجد الأقصى جميعها.
- شبان مقدسيون خلعوا البوابة الخارجية المصفدة بالسلاسل، واقتحم عدد كبير من شرطة الاحتلال المسجد وأفرغوه بالقوة من جميع المصلين واعتقلوا بعضهم.
- إثر الصدامات، نشر ناشطون مقدسيون على منصات التواصل دعوة للنفير العام والاعتصام طوال اليوم عند باب الرحمة لإجبار الاحتلال على فتح البوابة المغلقة، إلا أن الاحتلال أزال السلاسل الحديدية وتم الإفراج عن جميع المعتقلين.
- احتفى المصلون والمرابطون بإعادة فتح هذا المصلى، وانتظموا في مظاهرات احتفالية حاشدة بالمنطقة وأطلقوا التكبيرات وهتافات منها “بالروح بالدم نفديك يا أقصى، هذا المسجد مسجدنا” وغيرها، كما وزعوا الحلوى احتفالا بدخول المصلى للمرة الأولى منذ 16 عاما.
- الحراك المقدسي تميز بطابعه الشعبي الواسع العام، وعدم سيطرة أي فصيل على مجرياته.
- المشاركة الواسعة من المقدسيين في الحراك جاءت تزامنا مع دعوات مكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمواطنين بالمزيد من شد الرحال والتوجه إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة قرب باب الرحمة للضغط على إسرائيل لإعادة فتحه.
- الحراك قاده رئيس وأعضاء مجلس الأوقاف الإسلامية ومشايخ القدس الذين فتحوا باب مبنى ومصلى باب الرحمة قبل صلاة الجمعة، وأدوا الصلاة بالمبنى الذي أغلقه الاحتلال منذ عام 2003، ورفع العلم الفلسطيني على سطح المصلى.
- أغلقت الشرطة الإسرائيلية باب الرحمة في العام 2003 بذريعة وجود مؤسسة غير قانونية فيه. وجددت أمر الإغلاق سنويا منذ ذلك الحين. وأقرت محكمة إسرائيلية في العام 2017 باستمرار إغلاقه.
جذور الغضب: عبد الله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس ومسؤول الإعلام بالمسجد الأقصى سابقاً
- مصلى باب الرحمة جزء من المسجد الأقصى في المنطقة الشرقية.
- الباب فتحه الأمويون وكان يؤدي إلى الرواق الشعبي وصولا إلى المصلى المرواني، ويعتبر مكانه مهم جدا.
- الباب يشكل بالنسبة للصهاينة مكانا ذا طابع ديني مقدس، إذ يعتقد المتطرفون أن المسيح المنتظر سيدخل من هذا الباب.
- أثناء احتلال الصليبيين للقدس، كان الباب يفتح في يوم واحد فقط وهو عيد الفصح لأن المسيحيين يعتقدون أن المسيح دخل من هذا الباب إلى المنطقة.
- لما جاء الأيوبيون أغلقوا الباب وتحول إلى مصلى يسمى “مصلى باب الرحمة” في العهد الأيوبي.
- العثمانيون أغلقوا الباب بالحجارة بشكل كامل مع إعادة تجديد أسوار القدس.
- الباب عبارة عن قاعة كبيرة مثل مدخل ملكي يؤدي إلى الأقصى.
- في الثمانينيات استعمل الباب من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية حتى جاءت لجنة التراث الإسلامي واستخدمت الباب مكتبا لها منذ 1992 وحتى 2002.
- في عام 2003 اكتشف موظفان في لجنة التراث الإسلامي حفريات إسرائيلية بجوار الباب والمقبرة بجواره، كانت تحاول سلطات الاحتلال أن تبدأها، ما دعا الاحتلال إلى حل اللجنة وإغلاق باب الرحمة تماما.
- الاحتلال وضع نقطة شرطة فوق البوابة، وفي عام 2018 صدر قرار بمنع المقدسيين تماما من الوجود حول باب الرحمة، وهو ما أدى إلى حالة من الغضب الشديد.
- مستوطنون أعلنوا أنهم يريدون اقتطاع هذا الباب من الأقصى وتقسم المنطقة بين المسلمين واليهود والسيطرة على مقبرة باب الرحمة.
- يوم الأحد الماضي قرر مجلس الأوقاف الإسلامية بهيئته الجديدة إقامة صلاة الظهر في المصلى وفحص حالته.
- الاحتلال رد على هذا الأمر بإغلاق البوابة بالسلاسل الحديدية، وهو ما أشعل غضب المقدسيين الذين قرروا عدم العودة للوضع القائم، وأنهم يريدون العودة بالأمر إلى أصله، وأن المكان للصلاة.
حراك فلسطيني شامل
- يتزامن الحراك المقدسي مع تواصل مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، والذكرى الخامسة والعشرين لمذبحة الحرم الإبراهيمي التي وقعت عام 1994.
- أطلقت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار (مشكلة من الفصائل الفلسطينية)، على الجمعة الـ 48 لمسيرات العودة اسم “الوفاء لشهداء الحرم الإبراهيمي”.
- يشارك فلسطينيون في المسيرات السلمية قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.
- يقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف بجروح مختلفة.
- فرقت قوات الاحتلال، الجمعة، مسيرة منددة بالممارسات الإسرائيلية، في الذكرى الـ 25 لمجزرة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
- مسيرة حاشدة انطلقت من وسط الخليل وجابت عدد من شوارعها، بدعوة من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير، وتجمع شباب ضد الاستيطان.
- قوات الاحتلال فرقت المسيرة عند وصولها مدخل شارع الشهداء المغلق منذ العام 1994، مستخدما الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
- عدد من المشاركين أصيبوا بحالات اختناق.
- في عام 1994 قتل مستوطن إسرائيلي نحو 29 فلسطينيا أثناء تأديتهم صلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي، ومنذ ذلك الوقت يُقسّم الحرم، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود.
- يقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
- تفرض السلطات الإسرائيلية إغلاقا على الحي، وتمنع المواطنين من فتح محال تجارية، كما تمنعهم من إدخال مركبات.
- تغلق إسرائيل نحو 1800 محل تجاري في البلدة القديمة في الخليل منذ سنوات.
- تمنع السلطات الإسرائيلية المسلمين من أداء الصلاة ورفع الأذان في الحرم الإبراهيمي في أيام الأعياد اليهودية.
حراك إسلامي
- الحراك المقدسي وجد صداه في دول إسلامية أخرى، مثل تركيا والمغرب.
- شارك المئات في مظاهرة بإسطنبول دعما للمسجد الأقصى، وتنديدا بالاعتداءات الإسرائيلية.
- خرجت المظاهرة من مسجد الفاتح بعد صلاة الجمعة، بتنظيم من مؤسسة منبر الأقصى الدولية.
- رفع المشاركون علم فلسطين وصورا للمسجد الأقصى، وشعارات تطالب بالتحرك نصرة لفلسطين والمقدسات الإسلامية.
- أيضا شارك آلاف الناشطين المغاربة في وقفات شملت عددا من مدن البلاد، “نصرة للأقصى ودعما للمقدسيين”.
- ردد المشاركون في الوقفات التي دعت إليها “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” (غير حكومية)، شعارات داعمة للقدس.
- الخميس، دعت الهيئة التابعة لجماعة “العدل والإحسان” (أكبر جماعة إسلامية بالبلاد)، المواطنين إلى “جمعة غضب”.
- ردد المحتجون شعارات تدافع عن الفلسطينيين والمقدسيين، ضد سياسات التهويد التي تستهدف حقوقهم ومقدساتهم، رافعين علم فلسطين تحت شعار: جمعة غضب “نصرة للأقصى ودعما للمقدسيين”.
- شملت الوقفات “الدار البيضاء”، و”تطوان”، و”المضيق”، و”القصر الكبير”، و”سيدي بنور”، و”بركان”، و”تيفلت”، و”تاوريرت”، و”سوق أربعاء الغرب”.
تم نشره بموقع الجزيرة مباشر بتاريخ 2/23/2019