الجزيرة مباشرسياسةمصر

السيسي والسادات.. من الأحلام الرئاسية إلى التعديلات الدستورية

توالى خلال الأيام الماضية نشر تقارير إعلامية عن اجتماعات لأجهزة أمنية لبحث كيفية تعديل الدستور المصري للسماح للرئيس عبد الفتاح السيسي بالبقاء بعد انتهاء فترته الرئاسية الثانية.

ويبدو من خلال تلك التقارير أن السيسي يحاول استلهام تجربة الرئيس الراحل محمد أنور السادات حتى النهاية، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى تطابق التجربة حتى نهايتها.

سأصبح رئيسا لمصر
  • منذ تعيين السيسي وزيرا للدفاع في 12 أغسطس/ آب، قدمته وسائل الإعلام باعتباره خليفة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وساهم السيسي نفسه في تلك الصورة عبر قيامه بزيارة قبر عبد الناصر بصورة منتظمة في ذكرى وفاته.
  • كانت الإشارة الأولى التي تربط بين السيسي والسادات عندما تحدث الأول في تسريب صوتي مع ياسر رزق رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم السابق عن أحلامه التي رآها في منامه وتدل على أنه سوف يصبح رئيسا لمصر في يوم من الأيام، ومنها حلم أخبر فيه السادات السيسي أخبره أنه كان يعلم أنه سوف يصبح رئيسا لمصر، ليرد الأخير في الحلم قائلا إنه سوف يصبح كذلك رئيسا لمصر.
  •  عبر السيسي أكثر من مرة عن إعجابه بسياسات السادات الاقتصادية والاجتماعية التي تنحاز إلى رجال الأعمال والرأسمالية الاقتصادية، وأشاد في أثناء توليه وزارة الدفاع بقرار السادات رفع الدعم، وأكد في أحد التسريبات أنه عازم على اتخاذ قرار مماثل. وبالفعل اتخذ السيسي قرارات متتالية بتخفيض الدعم ورفع أسعار الكهرباء والمياه والمحروقات ومترو الأنفاق، تمهيدا لرفع الدعم بشكل نهائي وفقا لبرنامج صندوق النقد الدولي.
  • كان السادات قد حاول رفع أسعار بعض مواد السلع في يناير/ كانون الثاني 1977، لتندلع مظاهرات عارمة سميت “انتفاضة الخبز” لتجبر السادات على التراجع عن قراراته بعد أن وصفها بأنها “انتفاضة الحرامية”.
  • توجه أوجه شبه أخرى بين الرجلين، فقد كان السادات عضوا في تنظيم الضباط الأحرار الذي حكم مصر بعد عزل الملك فاروق، كما كان السيسي عضوا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تسلم السلطة من مبارك بعد تنحيه عقب ثورة يناير، وقد نجح كلا الرجلين في البقاء بعيدا عن الأضواء حتى تمكنا من الوصول إلى أعلى هرم السلطة.
إسرائيل
  • حاول السيسي تقليد السادات فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، عبر مخاطبة الإسرائيليين مباشرة في خطاباته ومناشدتهم –مع الفلسطينيين- تحقيق السلام.
  • أشاد السيسي أكثر من مرة بمبادرة السادات للسلام مع إسرائيل، إذ دعا خلال مشاركته في مؤتمر دافوس عام 2015 إلى حل القضية الفلسطينية من خلال دولة في حدود 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن السادات عندما طرح رؤيته للسلام لم يكن أحد قادرا على أن يكون بنفس مستوى عبقريته التي أثبتها الزمن، على حد قوله.
  • في أبريل/ نيسان الماضي قال السيسي “كان لا يوجد أحد في المنطقة ومصر يقبل بمبادرة السلام التي طرحها الرئيس الراحل محمد أنور السادات” مضيفا أن الأخير “كان بمفرده وقتها إلا أنه كان يثق في الله، يثق في رؤيته وأمانة القرار الذي سيتخذه للحفاظ على بلده واستعادة الأرض حتى نجح في ذلك”.
التقى السيسي مع نتنياهو مرتين على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • كرر السيسي تلك التصريحات مرة أخرى في منتدى شباب العالم الشهر الماضي عندما قال إن قال إن السادات قد دفع حياته ثمنا من أجل إتمام عملية السلام، واصفا ما قام به السادات بأنه كان عملا متفردا.
  • على مدار السنوات الماضية كانت للسيسي عشرات التصريحات الداعمة للسلام، كما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرتين على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تعديل الدستور
  • كان الدستور المصري الذي صدر عام 1971 قد نص على عدم بقاء الرئيس أكثر من فترتين، مدة كل منها 6 سنوات، إلا أن السادات سارع إلى تعديل تلك المادة عام 1980، بعد أن أوعز إلى أعضاء في البرلمان وقتها بالتقدم بطلب إجراء تعديلات في الدستور، وتضمنت هذه السماح للرئيس بالبقاء عددا غير محدود من الفترات، وإنشاء مجلس الشورى، وجعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.
  • بالفعل مرّر السادات التعديلات، لكنه لم يستفد منها بعد اغتياله، ليستفيد منها خليفته حسني مبارك الذي مكث خمس فترات رئاسية، كان ينوي أن يتبعها بالسادسة لولا قيام ثورة يناير 2011، التي أدت إلى تعديل الدستور لينص مرة أخرى على فترتين رئاسيتين فقط، مدة كل منها 4 سنوات.
  • عدة مواقع إخبارية، منها موقع مدى مصر، وموقع العربي الجديد، كشفت نقلا عن مصادر سياسية مصرية إن عدة جهات في الدولة تعقد اجتماعات لبحث كيفية إخراج مشهد تعديل الدستور خلال الأشهر المقبلة.
  • تستهدف عملية تعديل الدستور بشكل أساسي الإبقاء على السيسي رئيسا لما بعد عام 2022، وهو الموعد المقرر لانتهاء فترته الرئاسية الثانية والأخيرة بحكم الدستور القائم، إلا أنه من غير الواضح حتى الآن الطريقة التي سيتم اتباعها لتنفيذ ذلك.
  • يسابق نظام السيسي الزمن للانتهاء من تلك التعديلات وإقرارها قبل نهاية الفترة الرئاسية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي يعتبر أبرز داعمي السيسي على المستوى الدولي.
  • يعتبر إقرار البرلمان لتلك التعديلات أمرا محسوما، بالنظر إلى طبيعة وتركيبة المجلس التي يغلب عليها المؤيدين للنظام بشكل كامل، إذ أشرفت أجهزة الدولة على اختيار المرشحين من البداية لضمان ولاءهم، وفقا لما كشفت عنه وسائل إعلام مصرية منذ الانتخابات البرلمانية.
  • لكن هل سيستفيد السيسي من تلك التعديلات في النهاية؟ أم يلحق بسلفه السادات الذي سار على نهجه في معظم سياساته ويستفيد الرئيس القادم من تلك التعديلات؟ ذلك ما سوف تجيب عنه الأشهر القادمة.

تم نشره بموقع الجزيرة مباشر بتاريخ      11/25/2018

http://mubasher.aljazeera.net/news/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى