أسوار ومبان ومقاهٍ وحواجز خرسانية وردم للبحر، هذا هو ملخص ما يحدث في محافظة الإسكندرية المصرية خلال الأشهر الماضية.
التغييرات الجديدة تسببت في موجة غضب واسعة لدى المواطنين الذين اعتبروا أنها تحرمهم من حقهم الطبيعي في رؤية البحر والاستمتاع به من دون عوائق أو مضايقات أو اضطرار للجلوس في مطعم أو مقهى ودفع مبالغ كبيرة.
- بدأ الجدل مؤخرا بتداول صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لبناء سور يحجب الرؤية عن البحر تماما.
- رغم أن البعض أوضح أن هذا السور لا يحجب الرؤية إلا عن جزء صغير من البحر وأنه جزء من “مشروع للتطوير” إلا أن الصورة فتحت باب النقاش حول التغيرات التي أصابت كورنيش الإسكندرية.
الكورنيش الجديد:
- بدأت الإنشاءات الكبرى عند الإعلان عن بناء جسر “كوبري” في منطقة سيدي جابر، تسبب في أزمات مرورية خانقة عانى منها المواطنون طوال فترة البناء.
- أعلن بعد ذلك عن إقامة مشروع استثماري كبير على أرض مسرح السلام الذي تعرض للهدم رغم قيمته التاريخية والفنية، واتضح أن الغرض من بناء الكوبري –الذي أدى إلى تضييق مساحة طريق الكورنيش- هو إقامة جراج أسفله لخدمة المشروع الاستثماري التابع للجيش.
- تزامن ذلك مع تخصيص عدة شواطئ لعدد من الفنادق، الأمر الذي حرم المواطنين من التمتع بتلك الشواطىء .
- قامت محافظة الإسكندرية على مدار الأشهر الماضية بتأجير مساحات أخرى من الكورنيش لإقامة مطاعم ومقاه ونواد وكازينوهات على الشاطئ مباشرة، ليقوم أصحابها بإقامة حواجز تفصل المشاة عن رؤية البحر.
- استولت القوات المسلحة على أحد الشواطئ المخصصة للعامة وأقامت بدلا منه جراجا خاص للفندق المملوك لها.
- تقوم أجهزة الدولة بردم أجزاء من البحر في عدة مناطق لإقامة مشروعات تجارية وسياحية.
- انتشرت حواجز خرسانية في مناطق أخرى على طول الكورنيش، وفقا لشهادات وصور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
برضه الناس هى اللى عايزه تشوف الوحش بس …..
اصلهم ماشافوش مشاريع ممكن تتعمل من غير تشويه المنظر …والجميع يستفيد وخلق فرص عمل …والاهم عدم حجب رؤية البحر pic.twitter.com/z3DGA4shFv— nadia farghaly (@nadiafarghaly) September 16, 2018
تحركات ومطالبات
- الدكتورة وفاء المنيسي، أستاذ علوم البيئة بجامعة الإسكندرية، أكدت في تصريحات لشبكة التلفزيون العربي أن قانون البيئة يمنع إقامة أي بناء إلا على بعد 200 متر على الأقل من الشواطئ، مؤكدة أن ما يحدث مخالف للقانون وأن تلك المباني تسببت في قتل الأسماك والإضرار بالبيئة البحرية، ما ينذر بالقضاء على الثروة السمكية.
- تقدم النائب بالبرلمان هيثم الحريري بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب لمناقشة إقامة مبان تحجب البحر في المحافظة، مطالبا بتشكيل لجنة لمناقشة تفاصيل هذه المشروعات والاطلاع على التراخيص الممنوحة ودراسة الأثر البيئي للمشروع، وتشكيل لجنة فنية من المتخصصين لدراسة الآثار السلبية على البيئة والمجتمع من هذه التعديات على حقوق المصريين، كما طالب بوقف الأعمال التي تتم لحين مناقشة الأمر.
- عبد العزيز قنصوه محافظ الإسكندرية الجديد قال في تصريحات لصحيفة الوطن إنه غير راض عن الوضع الحالي المتعلق بحجب رؤية البحر، لكنه لم يتحدث عن إزالة تلك المخالفات بل قال إنه سيجري تطبيق ما سماه “كود موحد” للشواطئ أثناء عملية الطرح في المزايدات، وهو عبارة عن توصيف فني دقيق يوضح حجم وسعة المنشآت والأعمدة الخرسانية وفي حال مخالفته “طوبة واحدة” ستتخذ المحافظة قرارات بالإزالة والغرامة.
- انتقد المذيع المؤيد للنظام أسامة كمال التعديات على شواطئ الإسكندرية، وهي من المرات النادرة التي يتخذ فيها المذيع جانب المعارضة.
