إعلامالجزيرة نترياضةمصر

مصر.. التفتيش في “الدفاتر القديمة” لإدانة أبو تريكة

النظام المصري يرغب في التنكيل بأبو تريكة ومحاولة إدانته بأي تهمة (رويترز)

قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية اليوم الأربعاء إن محكمة جنح “التهرب الضريبي” ستستكمل محاكمة نجم الكرة المصرية والعربية محمد أبو تريكة يوم 3 سبتمبر/أيلول المقبل بتهمة تتعلق بالتهرب الضريبي خلال الفترة بين عامي 2008 و2009.

وكانت محاكمة أبو تريكة بهذه التهمة قد بدأت يوم 30 يوليو/تموز الماضي، وأجلت المحكمة أولى جلسات المحاكمة لإعلان اللاعب بالحضور.

وكان النائب العام المصري نبيل صادق قد وافق على قرار نيابة التهرب الضريبي بإحالة أبو تريكة إلى المحاكمة لاتهامه بالتهرب الضريبي بين عامي 2008 إلى 2009.

وتثير هذه القضية تساؤلات حول رغبة النظام في التنكيل بأبو تريكة ومحاولة إدانته بأي تهمة، إذ إن وقائع القضية المشار إليها تعود إلى قرابة عشر سنوات، فلماذا تذكرت النيابة العامة الآن فقط أن اللاعب ربما يكون قد تهرب من دفع ضرائبه؟

فشل متكرر
ويبدو أن النظام لجأ إلى هذه القضية الجديدة بعد فشله المتكرر في إدراج اسم أبو تريكة في قوائم الإرهاب، بعد حكمين نافذين من القضاء الإداري لصالح اللاعب بإلغاء التحفظ على أمواله، بالإضافة إلى قرار محكمة النقض يوم 4 يوليو/تموز الماضي بإلغاء إدراج أبو تريكة و1537 آخرين على قائمة الإرهابيين لمدة ثلاث سنوات وإعادة نظر الدعوى مرة أخرى، وعدم استطاعة النيابة تقديم أي دليل على ادعاءاتها بتورط أبو تريكة في أعمال إرهابية.

وكان النظام وأذرعه القضائية قد استبقوا قرار محكمة النقض الأخير وأصدروا في أبريل/نيسان الماضي قرارا ثانيا بإدراج اللاعب على قوائم الإرهابيين في قضية أخرى لمدة 5 سنوات مع 1528 شخصا آخرين تحسبا لحكم محكمة النقض الذي أنصف أبو تريكة بالفعل. وعلى ما يبدو فإن النظام يحتاط لرفض إدراج أبو تريكة في هذه القضية أيضا بإحياء قضية التهرب الضريبي لتستمر الملاحقات القانونية بحقه لأطول فترة ممكنة.

وبعد عزل مرسي، قررت لجنة -أنشأتها السلطة الجديدة للتحفظ على أموال جماعة الإخوان- التحفظ على أموال أبو تريكة بدعوى انضمامه إلى الجماعة، رغم عدم صدور أي اتهام قضائي بحقه، لكن محكمة القضاء الإداري أصدرت حكما في يونيو/حزيران 2016 بإلغاء هذا التحفظ.

اعلان

وأدرج أبو تريكة للمرة الأولى ضمن قوائم المنظمات والشخصيات “الإرهابية” في أواخر يناير/كانون الثاني 2017 رغم عدم خضوعه لأي تحقيقات.

وبحسب قانون لمكافحة الإرهاب أقرته السلطات المصرية عام 2015، تفرض على الأشخاص المدرجين على قوائم الإرهاب عقوبات تشمل منعهم من مغادرة البلاد، ومصادرة جوازات سفرهم وتجميد أصولهم المالية.

ويقيم أبو تريكة حاليا بالعاصمة القطرية الدوحة حيث يعمل محللا لمباريات كرة القدم في شبكة “بي إن سبورتس”، ورغم وفاة والده العام الماضي فإنه لم يتمكن من العودة إلى بلاده والمشاركة في العزاء بسبب ما يتعرض له من ملاحقة.

عدم اكتراث بالمال
وتأتي قضية التهرب الضريبي رغم ما عرف عن اللاعب بالتزامه بالقانون وحرصه على تقديم التبرعات للأعمال الخيرية. وكان رجل الأعمال نجيب ساويرس قد أكد أن أبو تريكة رفض مبلغ مليون جنيه قدمها له كهدية شخصية بعد فوز المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية عام 2006، إلا أن اللاعب اعتذر عن عدمم  قبولها وقرر التبرع بقيمتها للأعمال الخيرية.

كما رفض أبو تريكة الحصول على أي مبلغ مالي نظير مشاركته في مباراة احتفالية بين نجوم الكويت ونجوم العالم بمناسبة افتتاح ملعب “الجابر” في الكويت. ووصل المقابل المالي الذي رفضه أبو تريكة إلى 50 ألف يورو. هذه المواقف تعكس عدم اكتراث أبو تريكة بالأموال وانعدام احتمالية لجوئه إلى التهرب الضريبي.

أبو تريكة وطنطاوي
وطوال السنوات الماضية ثار جدل كبير في مصر حول الأسباب الحقيقية التي دفعت النظام المصري للدخول في مواجهة مع أبو تريكة، إلا أن مصادر غير رسمية كشفت في الآونة الأخيرة عن موقف قام به أبو تريكة ربما يكون السبب فيما يحدث له في الوقت الحالي.

فقد ألمح المذيع وائل الإبراشي إلى أن هناك مفاوضات غير مباشرة حدثت لحل مشكلة أبو تريكة فيما يتعلق بما سماها “علاقة اللاعب بمؤسسات الدولة” وخاصة القوات المسلحة، وأن هذه المفاوضات فشلت.

وكشف المذيع بوضوح أن هذه المفاوضات تتعلق برفض أبو تريكة مصافحة وزير الدفاع المصري الأسبق المشير حسين طنطاوي بعد مذبحة بورسعيد في فبراير/شباط 2012 التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي، بالإضافة إلى مواقف أخرى. وناشد الإبراشي في يوليو/تموز الماضي أبو تريكة الاعتذار لطنطاوي حتى يتم حل مشكلته.

وأشار مراقبون إلى أنه من المستبعد أن يتحدث الإبراشي بهذا الوضوح والصراحة دون أن يكون قد أعطي ضوءا أخضر للقيام بذلك، خاصة بعد سيطرة النظام والأجهزة الأمنية والمخابراتية على وسائل الإعلام المصرية بشكل كامل خلال الفترة الأخيرة.

وبذلك يتضح سبب محاولات النظام المصري الإبقاء على إدانة أبو تريكة وملاحقته بالقضايا لإجباره على تقديم تنازلات يبدو أن اللاعب ما زال يرفضها حتى الآن.

محاولات تشويه إعلامية
كما شهدت الأيام الماضية محاولات إعلامية لتشويه أبو تريكة وضرب العلاقة بينه وبين النجم محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي، فنشرت صحيفة “الوطن” تصريحا مقتطعا من سياقه لأبو تريكة قال فيه إنه لم يصدق تواجد صلاح في قائمة الأفضل أوروبيا، في لهجة توحي بأن اللاعب المعتزل غير راض عن ذلك على خلاف الحقيقة.

 

كما نشرت صحيفة أخرى تصريحا آخر مقتطعا من سياقه لأبو تريكة قال فيه إن ضربة الجزاء التي احتسبت لصلاح خلال مباراة فريقه مع كريستال بالاس أول أمس الاثنين غير صحيحة، رغم أنه لم يقل ذلك وإنما قال إن ضربة مثل هذه لا تحتسب عادة في الدوري الإنجليزي، كما أن عددا من الصحف الإنجليزية اعتبرت أيضا أن ضربة الجزاء غير صحيحة.

________
كتبه اسامة الرشيدي على موقع الجزيرة نت بتاريخ 22 اغسطس 2018
رابط المقالة الأصلي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى