الجزيرة نترياضةرياضةمصر

غرائب نادي بيراميدز في “الإيجبشان ليغ”

إعلان نادي بيراميدز أثار استغراب المتابعين الذين قالوا إن المبادئ من المفترض ألا تتغير

منذ عدة أسابيع، وحتى انتهاء منافسات الجولة الأولى، شهد الدوري المصري الممتاز العديد من الغرائب والأحداث الطريفة غير المسبوقة في تاريخ المسابقة، وارتبطت معظم تلك الأحداث بالوافد الجديد، نادي بيراميدز (الأهرام)، المملوك لرئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ.

حتى الجمهور أجنبي
بدأت تلك الأحداث منذ صفقة شراء نادي الأسيوطي سبورت وتحويله إلى نادي الأهرام، التي تمت خلال مدة زمنية قصيرة للغاية، ليعين بعدها مسؤولو النادي الجديد والجهاز الفني، إضافة إلى شراء عدة لاعبين بمئات الملايين من الجنيهات، منهم العديد من اللاعبين الأجانب، ثم تعيين جهاز فني أجنبي بقيادة البرازيلي ألبيرتو فالنتيم، يعاونه جهاز فني برازيلي بالكامل، كما عُين الأرجنتيني ريكاردو لافولبي مستشارا فنيا للنادي.

وارتبط وجود اللاعبين الأجانب في النادي بظاهرة أخرى، هي انتقال أحد لاعبي الفريق، وهو البرازيلي أرثر كاوكي إلى نادي الشباب السعودي، رغم أنه لم يخض أي مباراة مع الفريق المصري.

الحضور الأجنبي في النادي لم يقتصر على المالك والجهاز الفني واللاعبين، بل امتد إلى المشجعين أيضا، بعد أن تبين أن الشخص الذي يقود جماهير النادي في مدرجات ملعب المباراة الأولى للفريق مع إنبي هو سعودي الجنسية ويدعى “بدر تركستاني” وهو رئيس رابطة مشجعي فريق أهلي جدة السعودي السابق.

اعلان

وظهر “جمهور” فريق بيراميدز –أو الأهرام- في مدرجات ملعب بتروسبورت أثناء مباراة الفريق الأولى مع نادي إنبي، مرتدين قمصانا تحمل اسم وشعار النادي، وهتفوا لرئيس النادي تركي آل الشيخ قائلين “مهما تقول، مهما تعيد، أبو ناصر زي الحديد”، وهو ما دفع معلقين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الهجوم عليهم واصفين إياهم بالمرتزقة.

الظاهرة الأخرى المرتبطة بالجماهير هي ظهور حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص يعرفون أنفسهم باعتبارهم مشجعين لنادي بيراميدز قبل أسابيع من خوض الفريق أي مباراة في أي مسابقة رسمية أو غير رسمية، فظهرت صفحات مثل “رابطة مشجعي الأهرام في الإمارات” و”محامي بيراميدز” و”عشاق نادي الأهرام المصري” و”عاشق نادي الأهرام” و”رابطة مشجعي نادي الأهرام” و”رابطة مشجعي نادي بيراميدز في إيطاليا” وكذلك رابطة لمشجعي النادي في الأرجنتين، وغيرها.

وتقوم هذه الحسابات بعمل أقرب إلى اللجان الإلكترونية، عبر نشر أخبار الفريق والإشادة به، والهجوم على كل من ينتقد النادي أو مالكه أو مسؤوليه والدخول في مشادات معهم تصل أحيانا إلى السباب. وهو ما أثار سخرية المتابعين على مواقع التواصل الذين قالوا إن بيراميدز هو أول ناد يصبح له مشجعون خارج بلده قبل أن يكتسب جمهورا من داخل بلده، كما أنه أول فريق يصبح له جمهور قبل أن يلعب أي مباراة.

كما أن اختلاف الاسم المتداول للنادي بين “الأهرام” و”بيراميدز” أثار سخرية المتابعين والنشطاء، وكذلك تسبب في ارتباك “مشجعي” النادي، وهو ما دفع القائمين إلى إحدى تلك الصفحات إلى الجمع بين الاسمين في عنوان صفحتهم على مواقع تويتر، والتي أطلقوا عليها “Pyramids الاهرام Fans”.

كما ارتبط بيراميدز أيضا بقراصنة على الإنترنت اخترقوا وقرصنوا موقع “في الجول” الرياضي الشهير و3 مواقع أخرى، وتركوا رسالة تفيد بأن الموقع تعرض للاختراق ومسح جميع محتوياته، ولم يصدر النادي أي نفي عن مسؤوليته عن ذلك الاختراق، لكن حساب النادي أعلن “دعمه” للموقع في وجه القرصنة. وربطت تقارير بين تلك الاختراقات ونشر موقع في الجول تحقيق عن استحواذ تركي آل الشيخ على نادي الأسيوطي سبورت وتحويله إلى نادي بيراميدز.

غيّر مبادئك
ويبدو أن مسؤولي النادي لم يلتفتوا كثيرا للاتهامات الخاصة بشراء ولاءات الجمهور بالأموال، بل حرصوا على تأكيدها في الإعلان الترويجي للنادي على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يقول “غيّر مبادئك وشجع بيراميدز” وهي دعوة أثارت استغراب المتابعين الذين قالوا إن المبادئ من المفترض ألا تتغير، كما تساءلوا عن ربط المبادئ بتشجيع فريق مغمور يلعب للمرة الأولى في الدوري المصري، وأكدوا أن معنى ذلك الإعلان أن من يرفض تشجيع الفريق هو شخص “صاحب مبدأ” والعكس صحيح.

أما الحساب الرسمي للفريق فلم يختلف أداؤه كثيرا عن صفحات “الجماهير” غير الرسمية، فدخل أيضا في مشاجرات مع أندية أخرى، كما امتلأت منشوراته بالأخطاء الإملائية والنحوية، ورغم أن الأندية عادة تتكتم على مفاوضاتها مع نظيراتها حول انتقالات اللاعبين، فإن حساب بيراميدز على تويتر ينشر نوايا النادي في التقدم بعروض لضم لاعبين آخرين قبل أن يقوم النادي نفسه بأي خطوة فعلية.

كما حصل النادي على مساحة مكثفة من التغطية الإعلامية لا تتناسب مع فريق لا يتمتع بأي تاريخ أو بطولات، وأطلق موقع صحيفة الأهرام على يوم مباراة الفريق مع إنبي “يوم بيراميدز” واصفة إياه بأنه “الفريق الجديد والمثير في الوقت ذاته”.

أما بعد انتهاء مباراة الفريق الأولى بفوز بيراميدز على إنبي، فقد اكتملت عجائب الجولة الأولى من الدوري المصري، بعد تصريحات تركي آل الشيخ مالك النادي، الذي قال إن الفريق نجح في الفوز بـ”روح الفانلة الزرقاء” مقتبسا شعار مشجعي الأهلي الذين طالما تحدثوا عن “روح الفانلة الحمراء”، كما قال آل الشيخ في منشور على موقع فيسبوك إن ناديه هو الوحيد الذي لم يهزم في تاريخه حسب إحصاءات الفيفا، وذلك نظرا لأنه لم يلعب حتى الآن سوى مباراة واحدة.

وتواصلت غرائب بيراميدز عقب قيام مالك النادي بنفسه بزيارة مواطن مصري قرر “تغيير مبادئه” وتشجيع النادي، وأمر تركي آل الشيخ بتجديد الورشة التي يعمل فيها المواطن وأهداه شاشة تلفزيون، كما ظهر آل الشيخ في مقطع فيديو وهو يحاول إغراء نجل المواطن بتشجيع بيراميدز بعد أن وعده بجهاز “بلاي ستيشن”، لكن الطفل رفض الإغراءات وأصر على تشجيع الزمالك.

هجوم موحد
ولم ينته الأسبوع قبل أن يمارس آل الشيخ هوايته المفضلة في الهجوم على منتقديه ومنتقدي النادي، فهاجم مدير التعاقدات بالنادي الأهلي محمد فضل، واصفا إياه بـ”التافه”، كما هاجم آل الشيخ المحلل الرياضي طه إسماعيل بعد هجوم الأخير على النادي، واصفا ما يقوم به بأنه لا علاقة له بالاستثمار، وأيضا الفنان أحمد السعدني، بالإضافة إلى سعد سمير وأحمد فتحي لاعبي النادي الأهلي، وكذلك اللاعب المعتزل عماد متعب الذي كتب على حسابه بموقع تويتر قائلا إنه “لا أحد يغير مبادئه” في إشارة إلى إعلان بيراميدز.

ويتبع آل الشيخ أسلوبا موحدا في الهجوم على خصومه، وهو الزعم بأنهم جميعا كانوا يريدون الانضمام لإدارة نادي بيراميدز أو العمل في قناة بيراميدز، أو الحصول على أموال منه، وأنهم ينتقدونه بسبب رفضه الاستعانة بهم وإعطائهم الأموال.

مكافآت مالية
أما الحدث الأبرز الذي ارتبط بنادي بيراميدز خلال اليومين الماضيين، فهو تسريب مكالمة هاتفية جمعت بين مدرب حراس مرمى نادي الإسماعيلي سعفان الصغير وشخص عرّف نفسه قائلا إنه أحد مسؤولي نادي الوحدة السعودي، تتضمن وعدا من الأخير بصرف مكافآت مالية للجهاز الفني واللاعبين في حال تحقيق الإسماعيلي الفوز على الأهلي في الجولة الأولى من الدوري. واعترف مدرب حراس المرمى بصحة المكالمة بعد تسريبها، قائلا إن المكالمة كانت مع مدير مكتب تركي آل الشيخ.

قناة بيراميدز
الهجمات التي شنها آل الشيخ على منتقديه استخدم فيها قناته الجديدة التي تحمل اسم النادي، وهي قناة أثارت نفس الجدل الذي أثاره النادي منذ إطلاقها، فقد استقطبت كبار المذيعين والمحللين الرياضيين، واتفقت مع لاعبين ومحللين أجانب للتعليق على مباريات الدوري المصري، فظهر المدافع الإنجليزي جون تيري ليحلل مباراة الأهلي والإسماعيلي، وقال المحلل الرياضي أحمد حسام ميدو إن الأسابيع القادمة ستشهد ظهور نجوم عالميين آخرين مثل الإيفواري ديدييه دروغبا والإنجليزيين ألان شيرار وريو فرديناند.

وأثار حصول قناة بيراميدز على حق بث عدد كبير من مباريات الدوري قبل انطلاقها تساؤلات عن كواليس حصولها على تلك الحقوق بهذه السرعة، في الوقت الذي عجزت فيه قنوات مصرية أخرى عن ذلك.

كما أثار متابعون تساؤلات حول تضارب المصالح بعد استعانة القناة بمدربين لأندية منافسة لنادي بيراميدز، مثل حسام حسن مدرب النادي المصري وشقيقه إبراهيم حسن مدير الكرة بالفريق، وعلي ماهر مدرب سموحة. كما استعانت القناة بحسن المستكاوي رئيس نادي وادي دجلة قبل أن يعتذر عن استكمال العمل بعد تعرضه للهجوم، وتقدمت القناة كذلك بعرض لعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة عصام عبد الفتاح لتحليل أداء الحكام، وهو ما أثار أزمة داخل اتحاد الكرة، لأن عبد الفتاح يعمل رئيسا للجنة الحكام ولا يصح أن يحلل أداء الحكام وينتقدهم على الهواء.

الإيجبشان ليغ
وبعيدا عن نادي بيراميدز، شهد الأسبوع الأول من الدوري المصري حادثتين طريفتين، الأولى هي انقطاع الكهرباء عن مباراة الزمالك وبتروجيت في الدقيقة 65 من زمن المباراة، واستمر الانقطاع عدة دقائق حتى عادت الأنوار مرة أخرى.

كما شهدت مباراة الأهلي والإسماعيلي ظاهرة حرق القمامة بجوار ملعب المباراة، وهو ما أدى إلى انتشار سحابة من الدخان غطت على الملعب وأدت إلى تشوش الرؤية وأثرت على أداء اللاعبين.

هذه الحوادث دفعت عددا من رواد مواقع التواصل للحديث عن “متعة الإيجبشان ليغ” وهو اسم يحمل سخرية من الدوري المصري على اعتبار أنه على طريقة لقب الدوري الإنجليزي الملقب بـ”البريميرليغ”.

____
كتبه اسامة الرشيدي بتاريخ 4 أغسطس 2018

رابط المقالة :
رابط المقالة الأصلي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى