مونديال روسيا 2018

غضب بريطاني من استغلال صلاح سياسيا

أثارت مشاهد الحزن التي بدا عليها اللاعب المصري المحترف في ليفربول الإنجليزي محمد صلاح في مونديال روسيا  جدلا بمصر، خاصة مع عدم احتفاله بالهدف الذي أحرزه في شباك المنتخب السعودي خلال مباراة الفريقين الاثنين الماضي.

وجاء ذلك بالتوازي مع تقارير صحيفة -ولا سيما بريطانية- تتحدث عن عرقلة مبكرة لـ”مو” (لقب صلاح) بإقامة بعثة منتخب بلاده في العاصمة غروزني، واحتفاء رئيس الشيشان رمضان قديروف مرات عدة بشكل “مسيس”، وهو ما ينفيه الأخير المقرب من روسيا التي تواجه أزمة سياسية مع بريطانيا.

وفي مارس/آذار الماضي اتهمت لندن روسيا بالتورط في تسميم العميل الروسي سيرغي سكريبال وابنته يوليا، وقررت عدم التمثيل البريطاني الرسمي في المونديال رغم النفي الروسي.

و”مو” -الذي يعد إحدى أيقونات التشجيع لدى الجمهور البريطاني- ظهر بهذا الحزن والجدل بقوة قبل مباراة السعودية أول أمس الاثنين، والتي هزمت فيها مصر بهدفين مقابل هدف، حيث انتشرت صور لـ”صلاح” في التدريبات يقف ووجهه للأسفل حاملا ملامح انكسار بعيدا عن باقي زملائه بالملعب.

هذه الملامح الحزينة سبقتها بيوم مفاجأة نقلتها “سي إن إن” الأميركية -لم ينفها اللاعب رسميا حتى الآن- عن نيته الاعتزال الدولي عقب ما اعتبر “استغلالا سياسيا ودعائيا” له من جانب الرئيس الشيشاني، ونفى الاتحاد المصري لكرة القدم ذلك.

وعقب خروج المنتخب المصري بـ”صفر” من المونديال عقب ثلاث هزائم تجدد الحديث عن أن الخاسر الأكبر هو “مو” وليس المنتخب فقط، خاصة مستقبله الرياضي في بريطانيا.

صلاح رفض الاحتفال بهدفه في مرمى السعودية
صلاح رفض الاحتفال بهدفه في مرمى السعودية

غضب بريطاني
منذ الظهور الأول للرئيس الشيشاني في 10 يونيو/حزيران الجاري بملعب تدريبات منتخب مصر في عاصمة بلاده غروزني وانتهاء بمنحه المواطنة الشيشانية الفخرية لصلاح لم تتوقف وسائل إعلام بريطانية عن إبداء الملاحظات والانتقادات، دون أن يصرح اللاعب أو ناديه “ليفربول” عن مستقبل تلك التداعيات.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في 12 يونيو/حزيران الجاري عن بيارا بوار الأمين العام لمنظمة “فير” المعنية بقضايا التفرقة في الرياضة قوله “لقد رفعنا شكوى إلى فيفا بشأن اختيار الشيشان مقرا للتدريبات (..) ولو كنت تعرف قديروف فستكون متأكدا أنه سيحاول تحقيق مكاسب سياسية من هذا الملف، وهو الأمر الذي حدث فعلا”، وهو ما نفاه قديروف كليا في تصريحات لاحقة آنذاك للمصدر ذاته.

وآنذاك قالت منظمة العفو الدولية -ومقرها في لندن- إن ما حدث لصلاح واستضافة قديروف عبارة عن “عملية غسيل سمعة بشكل رياضي”، وفق المصدر ذاته.

ونشرت صحيفة إندبندنت البريطانية مقالا للكاتب بينيدكت سبنس بعنوان “اعتزال محمد صلاح سيكون مؤلما له ولمحبيه، ولكنه سيكون أيضا القرار الصحيح”.

وقال سبنس إنه ما من شك أن صلاح قد أصبح وجها عالميا في مجال الرياضة وواجهة للإسلام الحديث، لكن الطريقة التي استخدم فيها من قبل بعض الحكومات لأسباب دعائية وسياسية تركته دون خيار، نافيا أن يكون صلاح سعيدا بهذا الأمر.

وأشار الكاتب إلى أن الموسم الذي بدأه صلاح بسرعة وخيال وذكاء انتهى بهزيمة محبطة مع فريق بلاده أمام المنتخب السعودي بخلاف ما يجري تداوله عن نية اعتزاله اللعب الدولي، مستنكرا “استغلال قديروف وجود صلاح لغسل سمعته المتهمة بالانتهاكات”.

وانتقدت صحيفة تلغراف البريطانية مؤخرا حصول صلاح على المواطنة الشيشانية من قبل حاكم متهم بانتهاك حقوق الإنسان.

وأثار “الصفر المصري” في المونديال أجواء حزن كبيرة ومطالبات بفتح تحقيق بشأن أسباب مستوى المشاركة في كأس العالم التي تمت بعد غياب 28 عاما منذ مشاركة 1990.

تم نشر هذا المقال في موقع الجزيرة نت

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى