فرقاء السياسة يتفقون على إدانة مجزرة “رابعة” في ذكراها

في الذكرى الثالثة لمجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة في مصر، تنوعت تعليقات الحركات والشخصيات السياسية لوصف ما جرى. واتفقت معظمها على إدانة ما حدث رغم الخلاف السياسي فيما بينها، بل وتأييد بعضهم للانقلاب في بدايته.
حركة شباب 6 أبريل، أصدرت بيانا على صفحتها بموقع فيسبوك، قالت فيه إنها برغم اختلافها مع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، فإنها لم تشارك في التفويض ووقفت ضده بكل قوة. وأضافت “لم نكن مع إراقة الدماء وانتهاك الكرامة والحريات والانسانية، ولكن عذرًا إن أخطأنا، عذرًا إن كنا وقفنا مكتوفي الأيدي ولم نستطع فعل شيء آخر يحول دون وقوع هذا الجُرم”. وتابعت “أكبر خدمة نقدمها لهم ولأنفسنا ولمستقبلنا هي أن نتعلم من أخطائنا جميعا، والاعتراف بالخطأ فضيلة، لكنها لا تكفي إلا بتصحيح الخطأ وتحمل مسئوليته ومحاسبة المخطئ وجبر الضرر”.
وأشارت الحركة إلى أنه “بعد مرور ثلاثة أعوام على المذبحة إلا أن الحق ما زال غائبا، ومازال العدل أخرس، ومازالت الدماء تلطخ الجدران وبقايا الضمائر، ثلاثة أعوام وما زال القاتل حرا طليقا، وستظل لعنة الدماء تطارد كل من شارك وأيد وبرر وهلل وفوّض”.
من جانبه، وصف وائل غنيم، مؤسس صفحة “كلنا خالد سعيد” التي دعت لثورة يناير يوم فض رابعة بأنه من أسوأ أيام حياته.
وأضاف غنيم في رسالة نشرها على صفحته بموقع فيسبوك، أنه رأى في ذلك اليوم رأى مصر التي كان يخشى أن يراها بعد ثورة يناير بسبب الفشل السياسي، داعيا إلى استيعاب الدرس وكيف وصل الجميع إلى هذا الطريق المسدود، مطالبا بوقف الشقاق والتناحر و”استهلاك الطاقة في بث المزيد من مشاعر الغل والحقد والكراهية تجاه بعضنا البعض”. مؤكدا ضرورة الوصول إلى قناعة بأنه “لا أمل في مستقبل دون إيجاد صيغة للتعايش المجتمعي، صيغة تقدس حياة الإنسان وحقه الأصيل في حريته وكرامته وحقه في الاختيار، وتصل بنا إلى بر النجاة” مختتما رسالته بقوله “إما أن نعيش سويا كإخوة، أو نموت جميعا كأغبياء. القرار قرارنا “.
وترحم الدكتور عصام حجي، المستشار العلمي السابق للرئيس المؤقت عدلي منصور بعد الانقلاب، على “شهداء اعتصامي رابعة والنهضة وكل من استشهدوا في شوارعنا دفاعا عن وطن يحترم حق الجميع في حرية التعبير” وفقا لما كتبه على صفحته بموقع فيسبوك.
وأضاف حجي “اليوم أنظر لهذه الأحداث وأتذكر كل الأكاذيب التي أشيعت والحشد الإعلامي الذي أثير لتصل الدولة إلى هذه الدرجة من الوحشية في معاملة أبنائها. لن يعيد أي ترحم أو حزن من فقدوا ولكن اليوم علينا أن نتذكر أن من قاموا بتعبئة الشعب مستغلين الأذرع الإعلامية الكاذبة للترويج لهذه المذبحة وتبريرها ما زالوا في قلاع محصنة ينشرون منها الجهل والكره ويفرقون الصفوف بين مختلف أطراف المجتمع”.
وتبرأ حجي من مشاركته في أي أحداث متعلقة بالسياسة بعد الانقلاب، مؤكدا أنه اشترط أن يكون عمله بعيدا تماما عن المشهد السياسي “تماما كالطبيب الميداني لا يفرق بين من يعالج في أرض المعركة”. مضيفا “وإن كانت هذه نظرة قد استندت في خاطري لوجود نوايا حسنة لإنشاء دولة مدنية حديثة تقوم على العلم إلا إني حينما أدركت عدم وجود تلك النوايا من خلال مواقف وأحداث متكررة آثرت المغادرة”.
فيما أعادت حركة “الاشتراكيون الثوريون” نشر مقال للكاتب “سامح نجيب” وصف فيه ضحايا المجزرة بأنهم “شهداء الثورة المصرية” كما علقت على صفحتها بموقع فيسبوك قائلة ” كل من شارك في القرار والقتل والتنكيل وفي التشجيع والتحريض والتبرير، وكل من شارك في حكومة الانقلاب والمذبحة وكل من برأ مجرما وحكم على بريء من قضائنا الفاسد، نقول لكل هؤلاء أن جرائمكم لن تسقط بالتقادم، لن نترككم تمروا على أجساد شهدائنا”. مؤكدة أن “المجازر لا تنسى ولا تغتفر”.
وأكد “مصطفى النجار” النائب البرلماني السابق، أن موقفه كان واضحا منذ اليوم الأول في إدانة ما حدث برابعة، وأن ذلك كان “موقف لا لَبْس فيه ولا تردد ودفعت ثمنه بعد ذلك دون ندم” على حد قوله.
لكن الذكرى لن تمر إلا بإعادة الجدل حول مدى سلمية الاعتصام، وكان لافتا أن “خالد تليمة” الذي شغل منصب نائب وزير الشباب بعد الانقلاب، قد اتفق مع ادعاءات “أحمد المغير” عضو الإخوان السابق، في أن الاعتصام كان “مسلحا”.
فقد كتب “تليمة” مؤكدا موافقته وتأييده لفض ما سماه “الاعتصام المسلح في رابعة والنهضة” حفاظا على البلاد، على حد قوله، وأن موقفه لم يتغير باعتراضه على طريقة الفض التي وصفها بأنها “افتقدت الى المهنية” أو بما سماه وقوفه على النقيض من سياسات الحكم الحالية.
أما “المغير” فقد أثار جدلا كبيرا بعدما زعم أن الاعتصام كان به سلاح لكن لم يتم استخدامه وتم إخراجه من الاعتصام.
ويأتي هذا الكلام مناقضا لما ذكره وزير الداخلية السابق نفسه بعد الفض عندما ادعى ضبط عدد محدود جدا من قطع السلاح.
كما روى “محمد حسني” أحد شباب الإخوان واقعة تفيد بأن الباحث “إسماعيل الإسكندراني” المعتقل حاليا كان قد رتب زيارة لوفد حقوقي للتأكد من خلو الميدان من السلاح، لكن أحد الأشخاص “لم يسمه” قام بالتصدي للوفد وتشاجر معه وطرده من الميدان حتى لا يشهدوا بخلو الميدان من السلاح، وتوالت التعليقات على المنشور من أشخاص حضروا الواقعة وأكدوا أن “المغير” كان ذلك الشخص.
تم نشره بموقع الجزيرة مباشر بتاريخ 8/15/2016
http://mubasher.aljazeera.net/news/%D9%81%D8%B1%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%8A%D8%AA%D9%81%D9%82%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%87%D8%A7