رعب في أوربا وتأهب أمني بعد تفجيرات بروكسل
عاشت العاصمة البلجيكية بروكسل ساعات عصيبة منذ صباح اليوم الثلاثاء، بعد مقتل وإصابة العشرات نتيجة انفجارات وقعت في مطار ومحطة للمترو.
الانفجارات تسببت في موجة كبيرة من الخوف والهلع لدى المدنيين، وأدت إلى إغلاق المطارات أمام حركة الملاحة، وكذلك توقف حركة القطارات والمترو بشكل كامل، فيما طالبت السلطات البلجيكية من السكان “البقاء في اماكنهم أينما كانوا” تحسبا لهجمات أخرى. وعززت الشرطة والجيش من انتشارهما حول المحطات النووية في بلجيكا.
وأمرت الشرطة البلجيكية بإغلاق نفقين رئيسيين في بروكسل، وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الأفراد عبر موقع تويتر إن المفوضية طلبت اليوم الثلاثاء من موظفيها عدم مغادرة أماكنهم، وقال متحدث باسم المسؤولين في البرلمان الأوروبي القريب إن البرلمان يعمل بشكل عادي.
فرنسا
أما في الدول الأوربية الأخرى، فقد شددت السلطات الفرنسية من الإجراءات الأمنية في مطار شارل ديغول، وتطبيق اجراءات الوقاية والأمن في كل من مباني المطار الثمانية وفي المحطتين مع فرض رقابة على القطارات القادمة من بروكسل، وتعبئة فرق رصد العبوات بواسطة الكلاب المدربة”. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي نشر 1600 شرطي في محطات القطارات ووسائل المواصلات العامة.
ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لعقد اجتماع طارئ لكبار وزراء حكومته. وقالت رئاسة الجمهورية إن رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الداخلية برنار كازنوف ووزير الدفاع جان إيف لو دريان كانوا بين المشاركين في الاجتماع.
ألمانيا
وفي ألمانيا، شددت الشرطة الاتحادية الألمانية الرقابة في مطار فرانكفورت الدولي.
وقال المتحدث باسم الشرطة الاتحادية كريستيان ألتنهوف إن السلطات تراقب الوضع عن كثب، مضيفا أن رجال الشرطة في حالة تأهب.
وذكر المتحدث أنه تم تعزيز الدوريات الأمنية في بعض المناطق. وتؤمن الشرطة الاتحادية الطرق المؤدية للمطار ومداخله بنحو 2500 شرطي.
هولندا
وعززت هولندا إجراءات الأمن في مطاراتها والمراقبة على حدودها، وقامت بزيادة الدوريات الأمنية عقب الانفجارات في بروكسل، وشهد مطار أمستردام وجودا مكثفا للشرطة. وتم تحويل الرحلات الجوية من بروكسل إلى أمستردام صباح اليوم. وحذر رئيس الوزراء الهولندي “مارك روته” المواطنين من السفر إلى بلجيكا.
بريطانيا
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه سيرأس اجتماعا للجنة لمعالجة الأزمات بعد التفجيرات في بروكسل، في الوقت الذي عززت فيه الشرطة في بريطانيا انتشارها.
وقال كاميرون على حسابه على تويتر “أشعر بالصدمة والقلق عقب أحداث بروكسل. سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة”. وأضاف أنه سيرأس اجتماعا للجنة التعامل مع حالات الطوارئ المعروفة باسم كوبرا.
وتابع “سأتولى رئاسة اجتماع لكوبرا بشأن الأحداث في بروكسل في وقت لاحق هذا الصباح”.
هجمات باريس
أعادت هذه الهجمات للأذهان الأحداث التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وكانت باريس قد عرفت مساء الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني، سلسلة هجمات دموية متزامنة في ستة مواقع مختلفة، أسفرت عن مقتل 129 شخصا على الأقل، وإصابة قرابة 352، أعلن على إثرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في البلاد ودعا الجيش للنزول إلى الشارع للمساهمة في حفظ الأمن.
وألغى فرانسوا هولاند زيارته إلى تركيا للمشاركة في قمة العشرين بولاية أنطاليا لمتابعة الوضع، وعقد اجتماعا مع مجلس الدفاع في قصر الإليزيه لبحث تداعيات الهجوم. وفي السياق نفسه أصدر الادعاء العام قرارا بإغلاق المكتبات، والمتاحف، وأحواض السباحة، والصالات الرياضية، والأسواق العامة، في العاصمة؛ واستثنيت المدراس فقط.
شارلي إبدو
العاصمة الفرنسية كانت قد شهدت أيضا هجوما دمويا على مقر صحيفة “شارلي إبدو” في السابع من يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، وأسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 11 آخرين. وتلا الهجوم على الصحيفة هجوم على متجر يهودي في باريس من طرف أميدي كوليبالي أسفر عن مقتل أربعة فرنسيين يهود إضافة إلى المهاجم، وخلف الهجومان 20 قتيلا من ضمنهم مهاجمي الصحيفة سعيد كواشي وشريف كواشي ومهاجم المتجر كوليبالي.
وأعلن هولاند في خطاب مساء 7 يناير/ كانون الثاني 2015 تنكيس العلم لثلاثة أيام، ويوم 8 يناير 2015 يوم حداد وطني، مشيرا في الخطاب نفسه إلى أنه تم استدعاء قوات كبيرة من الشرطة والأمن والجيش لتأمين العاصمة باريس وضواحيها.
حادثة المتحف اليهودي
في 24 مايو/ أيار عام 2014، قام أحد الأشخاص بإطلاق النار على الموجودين في المتحف اليهودي ببروكسل، ما أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين وامرأة فرنسية ورجل بلجيكي. واعتقلت السلطات الفرنسية الجزائري مهدي نموش (29 عاما) بتهمة تنفيذ الهجوم، وتسلمته بلجيكا بعدها بشهرين.
هجمات “محمد مراح”
في مارس/ آذار 2014 وقعت 3 هجمات استهدفت جنودًا فرنسيين ومواطنين يهود في مدينتي مونتوبان وتولوز الفرنسيتين. كان الهجوم الأول يوم 11 مارس/ آذار، وأسفر عن مقتل جندي مظلي فرنسي مسلم، والثاني يوم 15 مارس/ آذار، وأسفر عن مقتل جنديين فرنسيين في مركز تسوق بمدينة مونتوبان، فيما كان الهجوم الأخير يوم 19 مارس/ آذار ونتج عنه أربعة بينهم ثلاثة أطفال في إحدى المدارس اليهودية. واتهمت السلطات الفرنسي من أصول جزائرية “محمد مراح” بالوقوف وراء الهجمات، وقامت بقتله في 22 مارس/ آذار بعد حصار منزله.
تركيا
على مدار 3 سنوات شهدت تركيا العشرات من التفجيرات والهجمات المسلحة التي قام بها أفراد ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية.
ففي 11 فبراير/ شباط 2013 قتل 17 شخصا في هجوم على معبر جيفلغوزي الحدودي. وفي 11 مايو/ أيار 2013 أسفر هجوم مزدوج عن مقتل 52 شخصا في مدينة ريحانلي (جنوبي تركيا) قرب الحدود مع سوريا.
وفي 20 يوليو/ تموز 2015 سقط 33 قتيلا ونحو مئة جريح من الأكراد في هجوم بمدينة سوروتش قرب الحدود مع سوريا، وقد اتهمت السلطات تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذه. وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 وقع انفجاران قرب محطة القطارات الرئيسية في العاصمة أنقرة، أوقعا أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى.
وفي 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، هز انفجار منطقة المسلة المصرية بميدان السلطان أحمد وسط إسطنبول، مخلفا عشرة قتلى و15 جريحا معظمهم من السياح الألمان. وقد أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن منفذ التفجير انتحاري ينتمي لتنظيم الدولة. وبعده بيومين تم تفجير سيارة مفخخة في مقر للشرطة بمنطقة سينار قتل فيه خمسة أشخاص وجرح العشرات. وفي 17 فبراير/ شباط قتل فيه 28 شخصا وأصيب العشرات بجروح في تفجير بالقرب من مقر القوات المسلحة والبرلمان ومبان حكومية في قلب العاصمة أنقرة.
وفي 18 فبراير/ شباط أعلن الجيش التركي مقتل سبعة عسكريين في تفجير بعبوة ناسفة استهدف رتلا عسكريا قرب مدينة ليجا في ديار بكر. وفي اليوم التالي أعلنت رئاسة الأركان التركية مقتل جنديين تركيين وضابط شرطة في هجوم نفذه مسلحون أكراد في ديار بكر. وفي أواخر فبراير/ شباط أعلنت الداخلية التركية أن قوات الأمن أحبطت 18 هجوما انتحاريا منذ مطلع 2016، بينها ثلاث هجمات بسيارات مفخخة.
وفي الثالث من مارس الجاري، قتل الأمن التركي امرأتين هاجمتا حافلة للشرطة في حي “بيرم باشا” (وسط إسطنبول) بقنبلة يدوية وأطلقتا رصاصا.
وفي الثالث عشر من الشهر الجاري، بعد تفجير وقع وسط أنقرة وخلف 37 قتيلا و125 جريحا، وقالت السلطات التركية إن الأدلة تشير إلى تورط حزب العمال الكردستاني في تنفيذه.
فيما كان الهجوم الأخير قبل 3 أيام، في التاسع عشر من الشهر الجاري، بعد قيام أحد الأشخاص بتفجير نفسه في شارع رئيسي للمشاة في إسطنبول، أدى إلى مقتل 4 أشخاص (ثلاثة إسرائيليين وإيراني) وإصابة نحو 36 آخرين.
تم نشره بموقع الجزيرة مباشر بتاريخ مارس 22, 2016
http://mubasher.aljazeera.net/news/%D8%B1%D8%B9%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A8%D8%A7-%D9%88%D8%AA%D8%A3%D9%87%D8%A8-%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D9%81%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%83%D8%B3%D9%84