بعد إسقاط عضوية عكاشة.. هل يحل الدور على مرتضى منصور؟
بعد إسقاط عضوية النائب والمذيع المثير للجدل “توفيق عكاشة” من عضوية مجلس النواب المصري وإيقاف بث قناته “الفراعين”، تثور تساؤلات حول تعرض مرتضى منصور، عضو المجلس ورئيس نادي الزمالك إلى مصير مشابه، بعد حملة سياسية وإعلامية وقضائية بدأت ضده منذ فترة.
كان المذيع عمرو أديب صاحب “ضربة البداية” مع منصور، مثلما كان صاحب البداية في معركة إسقاط عكاشة، بعد مهاجمته الأول بشدة، نافيا عنه صفة “المستشار” التي يقدم بها نفسه، ومشيرا إلى فصله من عمله وكيلا للنيابة، وملمحا إلى تورطه في التخطيط لمذبحة ستاد الدفاع الجوي التي قتل فيها العشرات من جمهور نادي الزمالك، كما أكد أن منصور لا يستطيع الظهور في أي وسيلة إعلامية ما عدا قنوات معدودة فقط، بالإضافة إلى تصوير فيديوهات ورفعها على موقع يوتيوب.
والقنوات التي يقصدها أديب هي “العاصمة” التي يرأسها “سعيد حساسين” عضو مجلس النواب، والمطلوب على ذمة قضايا نصب وتهم تتعلق بتصنيع أدوية ومستحضرات تجميل مجهولة المصدر وغير مرخصة من وزارة الصحة، بالإضافة إلى قناة “LTC” التي يقدم فيها “خالد الغندور” لاعب الزمالك السابق برنامجا رياضيا ويتمتع بعلاقة جيدة مع منصور.
وبالفعل اقتصرت معظم مداخلات منصور وتصريحاته التلفزيونية على تلك القناتين، كما لوحظ أن ردوده الأخيرة على المدير الفني السابق لنادي الزمالك أحمد حسام (ميدو) جاءت على شكل مقاطع فيديو نشرت على موقع يوتيوب وتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، وتقتصر معظم تصريحاته الصحفية الأخرى على صفتيه كرئيس للزمالك وكعضو لمجلس النواب.
وجاءت قضية اللاعب الزامبي “مايوكا” لتشدد من الحصار المفروض على مرتضى منصور، بعد تسريب العقد الذي وقعه منصور باعتباره رئيسا لنادي الزمالك مع وكيل اللاعب، والذي كشف عن جنسيته الإسرائيلية، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة اتهمت منصور بالتطبيع الرياضي مع إسرائيل، وهي تهمة مشابهة لتلك التي وجهت لتوفيق عكاشة قبل إسقاط عضويته، بعد لقائه السفير الإسرائيلي بمصر في منزله. كما كان عكاشة هدفا لحملة إعلامية مماثلة قادتها وسائل إعلام محسوبة على النظام ومؤيدة له، أبرزها صحيفة “اليوم السابع”.
على خلفية أزمة التطبيع مع إسرائيل، الأزمة، رفض شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، مقابلة مرتضى منصور بعدما حاول الأخير لقاءه لتبرير موقفه في الأزمة، فيما أعلن رضوان الزياتى عضو مجلس النواب أنه سيتقدم ببيان عاجل لوزير الشباب والرياضة للتحقيق في تعامل الزمالك مع وكيل إسرائيلي، داعيا إلى محاسبة المسئولين عن هذا الأمر واتخاذ إجراءات رادعة ضد رئيس نادي الزمالك.
ونشرت صحيفة “الوطن” ملفا مطولا يهاجم مرتضى منصور تحت عنوان “رجل اللا دولة” متسائلة عمن يحمي “رجل السيديهات الأول” على حد وصفها.
تضمن الملف موضوعات عديدة، منها نص مذكرة التفتيش القضائي التي قضت بعزل مرتضى منصور من النيابة وإحالته للصلاحية لأسباب أخلاقية، كما وصفته الصحيفة في موضوع آخر بأنه “محامي الراقصات” وسردت تاريخه في سب العديد من الشخصيات وتورطه في عشرات القضايا على مدار السنوات الماضية، بالإضافة إلى تناقض مواقفه السياسية من الثورة وحكم الإخوان والسيسي، وتناولت كذلك فضيحة التطبيع الرياضي الأخيرة التي تورط فيها نادي الزمالك بقيادته.
ونشرت الصحيفة حوارا مع عمرو أديب، كرر فيها تلميحاته بتورط مرتضى منصور في مذبحة الدفاع الجوي، مؤكدا أن الأخير بدأ “يلم نفسه” حسب قوله، لكنه نفى في نفس الوقت أن تكون لديه أي نية للتصالح معه، لأنه يخوض معركة “90 مليون مصري” حسب تعبيره.
أما المواقع الإلكترونية وصفحات الصحف على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد نشرت تقارير عن هاشتاج بعنوان (#بلوك_مرتضى) يدعو إلى مقاطعة مرتضى منصور وحذف كل ما يتعلق به ومحاسبته على ما يقوم به، وحرص موقع صحيفة الوطن على التركيز على تفاعل قراءها مع الحملة ضد منصور، بالإضافة إلى موقعي “اليوم السابع” و”الشروق”.
أما الإعلامي والمذيع بالراديو “محمد علي خير” فقد طرح سؤالا على متابعيه عبر فيسبوك، عن بقية النواب الذين يرغب الجمهور في إسقاط عضويتهم مثل توفيق عكاشة، ليحصل مرتضى منصور على المركز الأول في قائمة هؤلاء النواب.
وعلى المستوى القضائي، فقد أوصت هيئة المفوضين بمجلس الدولة بقبول دعوى أقامها المحامي طارق العوضي تطالب بمنع مرتضى منصور من الظهور في البرامج التليفزيونية أو حتى إجراء المداخلات في القنوات الخاضعة لرقابة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إذ إنه “تعود في حديثه تحت سمع وبصر الجهات الإدارية والرقابية على التهكم على الأفراد والحض من كرامتهم وانتهاك خصوصيتهم والتفوه بألفاظ نابية وأقوال بذيئة تخدش الحياء العام وتنتهك كل مواثيق الشرف الإعلامي”.
كما أوصى التقرير بوقف بث برنامج “على مسئوليتي” للمذيع “أحمد موسى” الذي تبثه قناة صدي البلد الفضائية لمدة تتناسب مع جسامة المخالفات التي ارتكبها، ووقف أي برنامج آخر تحت أي مسمى يظهر فيه مقدم البرنامج أحمد موسى خلال فترة الوقف، سواءً بصفة مباشرة أو غير مباشرة.
وكانت تلك المعركة قد بدأت إرهاصاتها بعد أن شن عمرو أديب هجوما على من سماهم “الكلاب السعرانة” التي تقدم نفسها باعتبارها مؤيدة للنظام ومتبنية لمواقفه، بينما هي في الحقيقة عبء عليه، داعيا النظام إلى التصدي لهم. وقد رد عليه منصور واصفا إياه ب”الكلب” فيما بدا وكأنه قد فهم الشخص المقصود من رسالة أديب. لكن يبدو أن النظام بدأ في الانحياز إلى أديب وبدأ في التخلص من الشخصيات التي تمثل عبئا عليه بالفعل.
تم نشره بموقع الجزيرة مباشر بتاريخ 3/4/2016
http://mubasher.aljazeera.net/news/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A5%D8%B3%D9%82%D8%A7%D8%B7-%D8%B9%D8%B6%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%83%D8%A7%D8%B4%D8%A9-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%B6%D9%89-%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%9F