وسائل إعلام مصرية تدعي انضمام مختفين قسريا إلى تنظيم الدولة
في حواره مع قناة “بي بي سي” البريطانية في الرابع من نوفمبر الماضي، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ردا على سؤال حول انتشار ظاهرة الاختفاء القسري في مصر، إن هناك العديد من الشباب الذين يهربون وينضمون إلى تنظيم الدولة في سوريا وليبيا، وإن هذا الأمر خارج عن سيطرة النظام، مؤكدا أن كافة الإجراءات في الضبط والقبض على المتورطين في قضايا تتم وفقًا للقانون وبواسطة الأجهزة المختصة بالدولة بعد الحصول على إذن من النيابة العامة والقضاء.
وفي الثاني من ديسمبر، كرر وزير الداخلية الحديث عن الأمر، مؤكدا عدم وجود أي حالة للاختفاء القسري في مصر، ضارباً المثل بمنفذي الهجوم على فندق القضاة بالعريش، وقال إنهما تركا منزليهما قبل 6 أشهر، وانضما للجماعات المسلحة، ولم يختفيا قسرياً كما تردد. ونشرت صحف مقربة من النظام تأكيدات نقلا عن مصادر أمنية لم تسمها بأن المختفين قسريا انضموا لتنظيم الدولة.
هذه التأكيدات يبدو أنها كانت إشارة البدء لحملة إعلامية واسعة النطاق في صحف وقنوات فضائية موالية للسيسي، تتبنى نفس النظرية وتروج لها، واحتلت صحيفة “اليوم السابع” ورئيس تحريرها “خالد صلاح” الصدارة فيها.
نشرت اليوم السابع فيديو قديم يعود تاريخه إلى 6 أشهر مضت لأحد المصريين الذين يقاتلون في سوريا، وادعت أنه فيديو جديد لأحد المختفين قسريا بعد انضمامه إلى تنظيم الدولة والقبض عليه مؤخرا. ولم تقدم الصحيفة أي دليل على مزاعمها، كما لم تذكر اسم الشخص الموجود في الفيديو، ولا أي بيانات أخرى تخص اعتباره ضمن قائمة المختفين قسريا.
ومع ذلك تبنت الصحيفة الفيديو وقالت إنه يؤكد “كذب الحملات التي تروج ضد مصر بشأن قضية الاختفاء القسري” على حد قولها. وتلقفت قناة “روتانا مصرية” الفيديو ونشرته على شاشتها.
وفي نفس الوقت نشرت اليوم السابع تقريرا آخر لما قالت إنها “خطة العشرة ملايين دولار لتدويل قضية الاختفاء القسري، زعمت فيه أن التنظيم الدولي للإخوان يدير الخطة من لندن، وأن محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، والدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، والناشطة اليمنية توكل كرمان، هم “سفراء السوء للقضية في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية” حسب تعبيرها.
وادعى التقرير كذلك أن الحملة تتم بمعاونة من أجهزة مخابرات أجنبية، خاصة المخابرات الانجليزية والألمانية والتركية، بالإضافة إلى الاعتماد على مجموعة من النشطاء في الحركات الثورية، مثل حركة 6 إبريل ومجموعات الاشتراكيين الثوريين، وشخصيات مثل وائل غنيم وعبد المنعم أبو الفتوح، من أجل عرض وإثارة قضية الاختفاء القسري قبل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، محذرة من ترويج المصطلح.
كما نشرت الصحيفة مقالا لمن يدعى “ابن الدولة” تبنى فيه نفس الادعاءات، وظهر “خالد صلاح” رئيس تحرير اليوم السابع في برنامجه على قناة “النهار” الفضائية، ليؤكد أن 40% من المختفين قسريا منضمين لتنظيم الدولة، وأن الحديث عن الظاهرة جاء من منظمات حقوقية ممولة من الخارج، والهدف منها إدخال مصر إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وتهكم صلاح على المختفين قسريا، متسائلا عن أهميتهم وخطورتهم ليتم إخفاؤهم قسريا من قبل وزارة الداخلية، وأنه لو كان هناك عدم احترام للقانون من الوزارة لكانت قد قتلت خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، وعادل حبارة المتهم في مذبحة رفح الثانية، بدلا من القبض عليهم.
هذه الحملة لقيت ردود فعل من نشطاء وصحفيين متابعين للقضية، منهم الصحفي والكاتب “محمد أبو الغيط” الذي نشر عدة روابط توثق حالات الاختفاء القسري بالأسماء، والتي بلغت 163 حالة على الأقل مسجلة لدى المجلس القومي لحقوق الإنسان، متحديا إثبات انضمام أي حالة منهم إلى تنظيم الدولة، ومؤكدا أن مصر لم توقع على معاهدة الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية حتى الآن، وأن رفض قبول ملف مذبحة رابعة جاء لهذا السبب، وبالتالي يصبح الحديث عن جر مصر إلى المحكمة غير صحيح.
ونشر موقع “البداية” فيديو اليوم السابع عن المصري الذي يقاتل في سوريا، مؤكدا أنه قديم ولا يحتوي على أي بيانات خاصة بصاحبه، واصفا الخبر ب”الفضيحة”.
تم نشره بموقع الجزيرة مباشر بتاريخ 12/6/2015
http://mubasher.aljazeera.net/news/%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%86%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%82%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9