الجزيرة مباشرسياسةمصر

هل دخل نظام السيسي مرحلة النهاية؟

ماذا لو أعلن السيسي استقالته وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسيير شئون البلاد؟ ما موقفك؟” سؤال طرحه الناشط السياسي وائل خليل على حسابه الشخصي على فيسبوك لمتابعيه.

جاء السؤال بعد تقارير نشرت في وسائل إعلام غربية، منها وكالة “بلومبرغ” الإخبارية، وصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، عن وجود اعتقاد لدى عدد من المسؤولين الإسرائيليين بأن الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” لن يتمكن من إكمال مدته الرئاسية وأن حكومته في طريقها للسقوط.

ونقلت الشبكة على لسان “فين ويبر” العضو الجمهوري السابق في الكونغرس الأمريكي، أن الشك بات يساور المسؤولين الإسرائيليين حول قدرة السيسي على البقاء في السلطة.

واستطردت الشبكة قائلة إن التساؤلات حول قدرة السيسي على البقاء في الحكم باتت ملحة هذا الأسبوع خاصة بعدما ذكرت الحكومتان الأمريكية والبريطانية أن هناك دلائل تشير إلى قيام تنظيم الدولة بوضع قنبلة على متن الطائرة الروسية التي تحطمت فوق سيناء منذ نحو أسبوع.

وتلقى قطاع السياحة ضربة قاصمة بعد إعلان دول عديدة عن وقف الرحلات الجوية إلى مصر وإجلاء رعاياها من البلاد بعد حادث تحطم الطائرة الروسية في أجواء سيناء، قيل إنها بسبب عبوة ناسفة وضعت داخل الطائرة، واتهام السلطات المصرية بالإهمال والتقصير الأمني. وهو ما أثار مخاوف من بوادر عزلة دولية لمصر وفقدان لواحد من أهم مصادر العملة الصعبة وخاصة “الدولار”.

ورغم حملات تشجيع السياحة الداخلية التي يحشد لها الإعلام المصري، إلا أن خبراء يؤكدون أنها لن تعوض السياحة القادمة من الخارج فيما يتعلق بحجم الإقبال أو العملة الصعبة التي يأتي بها السياح الأجانب معهم.

أما قناة السويس، أحد أهم المصادر الأخرى للحصول على العملة الصعبة ، فقد ارتفعت مديونياتها إلى 1.4 مليار دولار  كقروض مباشرة من البنوك في الفترة التالية لافتتاح تفريعة قناة السويس، بعد إعلان هيئة القناة اعتزام الحصول على قرض بـ400 مليون دولار.

وعلى مستوى الأوضاع الداخلية، تنامى الغضب الشعبي جراء الأزمات التي ضربت عددا من المحافظات جراء الأمطار، وأدت إلى غرق مناطق وقرى بأكملها ووفاة العشرات غرقا أو صعقا بالكهرباء، بالإضافة إلى محاصرة الآلاف داخل البيوت وعدم استطاعتهم الخروج بسبب المياه المحيطة بهم، وانقطاع الماء والكهرباء عنهم، وما شهدته محافظات عديدة من قيام الأهالي بقطع الطرق والهتاف ضد النظام، وهو الغضب الذي حاول السيسي أن يحتويه بزيارته اليوم الأحد إلى الإسكندرية.

“من ينظم انهيار السيسي” مقال نشره الكاتب “محمد عبد الناصر” على موقع “ألترا صوت” يحذر من عدم وجود قوى سياسية واجتماعية تتولى ترتيب مرحلة ما بعد السيسي مثلما حدث بعد تنحي المخلوع مبارك عام 2011.

يقول الكاتب في مقاله: “كان وجود الإخوان وحركة 6 أبريل وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير وغيرها من التنظيمات السياسية والأفراد المستقلين عاملا مهمًا في هذا “التنظيم” الذي أدى إلى تصفية الحركة الجماهيرية وتحويلها إلى مشهد اعتصام وعصيان مدني (..) ونتيجة لذلك فإن جناحًا ما من النظام عندما شرع في أن يتفاوض مع ميدان التحرير، وأعني اللواء عمر سليمان، وجد وقتها من يجلس معه. لأنه كان يعرف أن وراء هذا المشهد نظامً معينً، وليس مجرد غضب شعبي اعتباطي. أو على الأقل لم يعد كذلك. وكان هذا التنظيم سببًا في انهيار النظام بسلاسة رغم الهزة التي أصابت للدولة، ولكنه سمح بأن يظل هذا المكان دولة قابلة للحكم فيما بعد الثورة”.

واللافت في المقال هو تأكيده على أن انهيار نظام “لسيسي”مسألة وقت، وأن حدثا جللا ينتظر البلاد نتيجة سياسات نظام الحكم الحالي.

يتابع الكاتب “مصر اليوم مهددة بلحظة مثل تلك، أسباب سقوط نظام مبارك كلها موجودة اليوم ومضروبة في عشرة (..) يغلب على ظني أن هذا الحدث الجلل إذا حصل اليوم فإنه سيكون عشوائيًا تمامًا، لأن من كان بإمكانهم تنظيمه في الماضي أصبحوا اليوم إما في السجون وإما في القبور وإما خارج البلاد وإما فقدوا مصداقيتهم وتأثيرهم تمامًا، فإذا اشتعل هذا البلد مرة أخرى -وهو في الطريق فعليًا- فلن يكون في الشارع من يشتري ميكروفون ولا من يكتب لافتة.. هؤلاء انتهوا، سيكون على الأرض فقط من يحمل شعلة وزجاجة بنزين”.

أما “د.د عبد ربه”مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فأكد في مقاله المنشور بصحيفة الشروق المصرية أمس السبت، أنه توصل –بخصوص النظام الحالي- إلى نفس القناعة التي وصل إليها في فبراير 2013 حول جماعة الإخوان المسلمين، مضيفا (حيث توقعت أنهم لن يصمدوا كثيرا وأن سقوطهم سيكون بأيديهم هم قبل أن يكون بأيدي غيرهم، أقول توصلت إلى نفس هذه القناعة اليوم ولكن الفرق أنى لن أبذل مجهودا هذه المرة في النصح والإرشاد والرجاء بإنقاذ الوطن قبل فوات الأوان لأن هذا ما كتبته وكتبه غيرى طويلا بلا أي صدى أو معنى لدى السلطة أو المؤيدين لها، فأفضل هذه المرة أن أتحدث فيما قد يفيد لاحقا).

وكانت الأسابيع الماضية قد شهدت أيضا عودة الناشط السياسي وائل غنيم للحديث عن الأوضاع السياسية، بعد صمت لأكثر من عامين منذ الانقلاب، بالإضافة إلى عبد الرحمن منصور، أحد مشرفي صفحة “كلنا خالد سعيد” على فيسبوك، التي دعت إلى مظاهرات الخامس والعشرين من يناير 2011.

وشبه متابعون انتخابات البرلمان المصري بآخر انتخابات برلمانية في عهد مبارك قبل الثورة، سواء من ناحية انعدام الإقبال الجماهيري أو سيطرة وجوه الحزب الوطني على البرلمان واستبعاد أي شخص قد يشك في ولاءه للنظام من الترشح.

وكان الفنان خالد أبو النجا قد أطلق أعنف تصريح له ضد السيسي مطالبا إياه بالرحيل قائلا في حسابه على تويتر: الوضع مؤسف.. كلمتين وبس (فقط) الرئيس اللي يسافر لندن بدل شرم الشيخ لطمأنة الأهالي والسياح لا يفهم أمنيا شيئا، تنح الآن وأنقذ مصر من أخطاء تاريخية”.

وتصدر هاشتاج #راجعين_للميدان، هاشتاج مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام، مع دعوة إلى مظاهرات حاشدة تطالب نظام السيسي بالرحيل في الخامس والعشرين من يناير/كانون الأول القادم في ذكرى الثورة، وعلق الشاعر عبد الرحمن يوسف قائلا: راجعين للميدان قريبا جدا بإذن الله.

تم نشره بموقع الجزيرة مباشر بتاريخ      11/8/2015

http://mubasher.aljazeera.net/news/%D9%87%D9%84-%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9%D8%9F

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى