انتخابات مصر .. استخدام للدين وتشبيه المقاطعة بـ”ترك الصلاة”
مع بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية في مصر، والمقررة غدا الأحد، يسعى النظام المصري إلى حشد الناخبين للذهاب إلى مقار الانتخابات للإدلاء بأصواتهم في الخطوة الأخيرة من خارطة الطريق التي أعلن عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الثالث من يوليو عام 2013.
وبدأت اليوم السبت انتخابات المصريين بالخارج في حوالى 139 دولة، اعتبارا من التاسعة صباحا ( بتوقيت كل دولة) حتي التاسعة مساءً، ولن تجرى الانتخابات فى أربع دول فقط على مستوي العالم هي اليمن وسوريا وليبيا وإفريقيا الوسطى نظرا للأوضاع الأمنية المتردية بها.
وفي هذا السياق حشد النظام المؤسسات الدينية لدعوة الجماهير للمشاركة، وكانت “دار الإفتاء” أولى تلك المؤسسات، إذ نشر موقع المؤسسة فتوى للدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، يحذر فيها من مقاطعة الانتخابات، مؤكدا أن من يمتنع عن أداء صوته الانتخابي يكون آثما شرعا.
وتعيد هذه الفتوى إلى الذاكرة فتوى مماثلة سبق أن قالها الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، عندما أكد أن مقاطعة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية عام 2007 بمثابة “كتمان للشهادة”، وأن علي كل شخص الإدلاء بشهادته فيها، وأن من يكتمها “آثم قلبه”.
أما المؤسسة الثانية فكانت الأزهر الشريف، بعدما قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر -في كلمة ووجهها للشعب المصري عبر فضائية “أون تي في”- أن الإدلاء بالأصوات في الانتخابات أمانة وشهادة سيسأل عنها كل شخص أمام الله يوم القيامة.
وعلى الرغم من تحذيره من استخدام الدين أو توظيفه أو المتاجرة به في الانتخابات البرلمانية، إلا أن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، خصص خطبة الجمعة للحديث حول المشاركة “الإيجابية”، لاسيما في الانتخابات، كما كان له تصريح سابق قبل الانتخابات الرئاسية في مايو 2014، وصف فيه دعوات المقاطعة وعدم المشاركة في الانتخابات بأنها “خيانة لله ورسوله”.
وكان الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، صاحب التعليق الأكثر جدلا، بعدما طالب المواطنين بضرورة الذهاب إلى اللجان الانتخابية للتصويت على الانتخابات، معتبرًا مشاركة المواطنين فى الانتخابات والتصويت على اختيار النواب البرلمانيين، واجبًا شرعيًا لا يقل عن وجوب الصلاة، ومن يترك هذا الواجب كأنه ترك صلاة واجبة عليه حسب قوله.
وسبق للنجار أن صرح بأن الدعاء على السيسي “حرام” في مداخلة هاتفية له ببرنامج “العاشرة مساء” على فضائية دريم المصرية في يونيو الماضي. وكان قد قال أيضا في أغسطس/آب 2013 إن السيسي “رجل ساقه القدر إلينا، لإنقاذ مصر من مخالب جماعة لم ترد خيرًا لمصر، ولا للبلاد” حسب تعبيره. واعتبر في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه أن قتلى اعتصامي رابعة والنهضة “ليسوا شهداء”. ووصف جماعة الإخوان المسلمين بـ”أخطر خوارج الأمة على مر التاريخ” وهو وصف اشترك في إطلاقه مع شيوخ آخرين مثل علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وغيرهم.
ويتهم معارضون النظام باستخدام الدين والمؤسسات الدينية في تدعيم سلطاته ومهاجمة المنتقدين، مثل تشبيه السيسي بالرسل والأنبياء، واتهام المعارضة بالخروج عن الإسلام، فيما يهاجم النظام الحالي والنظام قبل ثورة يناير وأبواقه الإعلامية معارضيه بما سموه استخدام الدين في السياسة.
وتنطلق انتخابات مجلس النواب في مصر على مرحلتين، الأولى، سيتم الاقتراع خارج البلاد اليوم السبت، وغداً 17 و18 من أكتوبر/ تشرين أول الجاري، على أن تجرى داخل البلاد يومي الأحد وااإثنين 18 و19 في 14 محافظة.
وستجرى جولة الإعادة في 26 و27 من الشهر الجاري خارج البلاد، أما داخلها فستجرى في 27 و28 من الشهر ذاته.
تم نشره بموقع الجزيرة مباشر بتاريخ 10/22/2015
http://mubasher.aljazeera.net/news/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%AA%D8%B4%D8%A8%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9%D8%A9-%D8%A8%D9%80%D8%AA%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9