الاتهامات والترحيب بإسرائيل يلاحقان رئيس حكومة مصر الجديد
منذ اللحظات الأولى للإعلان عن تكليف “شريف إسماعيل” وزير البترول في حكومة “إبراهيم محلب” بتشكيل الحكومة الجديدة، توالى الكشف عن تاريخ الرجل وما قام به خلال السنوات الماضية.
كانت أولى القضايا التي كشف عن علاقة رئيس الحكومة الجديد بها هي شهادته في قضية تصدير الغاز لإسرائيل، المتهم فيها الرئيس المخلوع مبارك، ونجليه ووزير البترول الأسبق “سامح فهمي” وهي الشهادة التي كانت واحدة من الأدلة الحاسمة التي اعتمدت عليها المحكمة لإصدار الحكم ببراءة المتهمين.
وقال “إسماعيل” في شهادته إنه لا يوجد عيب في إجراءات التعاقد، وإن عناصر العقد تتطابق مع عناصر العقود المماثلة، ولا يوجد عيب أصاب إجراءات التعاقد.
وتتصل بالقضية الأولى قضية أخرى كشف عنها، فقد كان “إسماعيل” عضو اللجنة التي شكلها “سامح فهمي” لتسعير الغاز لإسرائيل، باعتباره وكيلاً لوزارة البترول في عهد الرئيس المخلوع “حسنى مبارك” وهي اللجنة التي حددت سعرا أقل من الأسعار العالمية بكثير، وتسبب ذلك في خسائر ضخمة لمصر قدرت بمليارات الدولارات. وبرغم ذلك اعتمدت عليه المحكمة وأقرت شهادته في تبرئة قيادات وزارة البترول.
وكان “سامح فهمي” قد عين سامح صديقه “شريف إسماعيل” وكيلا أول لوزارة البترول مكلفا بشؤون البترول والغاز، كما عينه على رأس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، قبل أن يتولى وزارة البترول عقب تبرئة فهمي مباشرة.
أما القضية الثالثة فكانت علاقة غامضة ربطت بين رئيس الحكومة الجديد و”محمد فودة” أحد المتورطين في قضية الفساد الأخيرة بوزارة الزراعة، والذي ألقي القبض عليه قبل أيام، وتحدثت تقارير عن تورط 9 وزراء في القضية.
دأب فودة على نشر أخبار وتقارير ومقالات تشيد بشريف إسماعيل، الذي كان وزيرا للبترول في ذلك الوقت، ووصفه في واحدة من مقالاته بأنه “مقاتل بدرجة وزير”. واستقبل إسماعيل فودة في مكتبه في أبريل من العام الماضي، لمناقشة وضع حجر أساس محطة الغاز الطبيعي الجديدة بمدينة زفتى، وفقا لصحيفة اليوم السابع.
وقال “فودة” عن “إسماعيل” في أحد مقالاته: “واللافت للنظر أن المهندس “شريف إسماعيل” حينما يعمل فإنه يعمل بكل جوارحه لدرجة أنه ينسى نفسه تماما، حيث إن هذا العمل يأخذه حتى من أبسط ضروريات الحياة، وهى الحفاظ على صحته فقد عرفته دائما فى حالة عمل متواصل وبإصرار تام على إيثار العمل العام على حساب حياته الشخصية.. وأعتقد أن هذا ليس جديدا على وزير بمثل هذه المواصفات التي قلما نراها إلا فى المخلصين إلى الوطن”.
وكان المحامي “محمد جمعة” قد تقدم ببلاغ إلى النائب العام المصري الراحل “هشام بركات” اتهم فيه شريف إسماعيل بالفساد والتورط مع “محمد مجدي راسخ” رئيس مجلس إدارة شركة الغازات البترولية “بتروجاس” وصهر علاء مبارك، نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، بتحقيق أموال وأرباح طائلة من خلال التلاعب بحصة الغاز المنزلي وإبرام صفقات مخالفة للقانون.
حتى المستشار “مرتضى منصور” رئيس نادي الزمالك، والمعروف بتأييده الشديد للسيسي، كانت له وقفات مع المهندس “شريف إسماعيل” حيث هاجمه في مداخلة هاتفية في أغسطس/آب الماضي، مؤكدا أنه قام بتعيين زوجته وشقيقها واقاربها في شركة “إنبي” للبترول بالمخالفة للقانون.
وهاجم “نائل الشافعي” الخبير والمحاضر معهد مساتشوستس للتكنولوجيا، قرار تعيين “شريف إسماعيل” رئيسا للوزراء، مؤكدا أن “سامح فهمي” وزير البترول الأسبق أكد ثقته في “إسماعيل” وأنه يعتبره بمثابة ابن له.
أما التصريحات الأخيرة لشريف إسماعيل قبل توليه رئاسة الحكومة، فكانت في أوائل سبتمبر/ أيلول الجاري، وفيها أكد – في مقابلة مع وكالة رويترز- أن خطط وزارة البترول لاستيراد الغاز من إسرائيل وقبرص لن تتأثر باكتشاف الغاز العملاق في البحر المتوسط. وهي التصريحات التي تسببت في رفع أسهم شركات الغاز الإسرائيلية في بورصة “تل أبيب” بعد يومين من الخسائر.
ووفقا لصحيفة الشروق المصرية، وصفت صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية تصريحات وزير البترول، بأنها “طوق النجاة لشركات الغاز التي تمكنت من تعويض جزء كبير من الخسائر التي سجلتها مطلع الأسبوع”.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يدلي فيها رئيس الحكومة الجديد بتصريحات عن إسرائيل، فقد أكد -في تصريح صحفي- أن التعاون بين الحكومة المصرية في عهد السيسي وإسرائيل لم يعد من المحرمات.
ورحب “إسماعيل” في حوار مع صحيفة “وول ستريت جورنال” في مارس/ آذار الماضي بالتعاون مع إسرائيل في تصدير واستيراد الغاز، موضحًا أن مصر على استعداد لاستيراد الغاز من إسرائيل، إذا كان ذلك سيسد الطلب المحلي ويقدم قيمة كبيرة للاقتصاد القومي. مؤكدا أن مصر من الدول العربية القليلة التي طبعت العلاقات مع إسرائيل.
كما اشتهر “شريف إسماعيل” إثر التسريب الذي بثته قناة “مكملين” بداية عام 2015 وتحدث فيه عباس كامل مدير مكتب السيسي بطريقة مسيئة إليه، قائلا باللهجة المصرية: “وزير البترول الصايع الضايع لما حط الحاجة على الحسبة بتاعة السبعة والتمانية مليار حطها كاملة”.
تولى “إسماعيل” وزارة البترول في 16 يوليو/تموز 2013 في حكومة “حازم الببلاوي” بعد أيام من إطاحة الجيش بمحمد مرسي الذي يعتبر أول رئيس مدني منتخب في مصر، خلفا للوزير “شريف هدارة”.
وبعد استقالة حكومة “الببلاوي” في 24 فبراير/شباط 2014 استمر “إسماعيل” وزيرا للبترول في الحكومة الجديدة برئاسة “إبراهيم محلب” التي تعرف بحكومة محلب الأولى.
وقدم “إبراهيم محلب” استقالة حكومته عقب تنصيب “السيسي” رئيسا، ثم أعيد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة (عُرفت بحكومة محلب الثانية)، أدت اليمين الدستورية في 17 يونيو/حزيران 2014، واستمر فيها “إسماعيل” وزيرا للبترول حتى تكليفه يوم السبت 12 من يوليو/تموز 2015 بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة “إبراهيم محلب” التي قبل السيسي استقالتها.
وتعد حكومة “شريف إسماعيل” ثانية الحكومات في مصر منذ تولي السيسي منصب رئاسة الجمهورية في يونيو/حزيران 2014.
تم نشره بموقع الجزيرة مباشر بتاريخ 9/14/2015
http://mubasher.aljazeera.net/news/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D8%A8-%D8%A8%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%82%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF