العربي الجديدسياسةمصرمقالات العربي الجديد
السيسي الموفّر
لم تجد صحيفة مصرية شيئاً بارزاً في حضور عبد الفتاح السيسي حفل إفطار، قبل أيام، سوى ملاحظته عن الأنوار الساطعة في القاعة، واحتفت بتصريح له، تساءل فيه عن سبب إضاءة القاعة أكثر من اللازم.
يحرص السيسي دائماً على إطلاق تعليقات من هذه النوعية دائماً بصورة دورية، لإظهار نفسه بصورة الرئيس الحريص على أموال شعبه. وكان قد أبدى ملاحظة مشابهة عند زيارته مقر السفارة المصرية في غينيا الاستوائية، عندما اعترض على الحجم المبالغ فيه لمساحة المبنى الجديد للسفارة.
كما تنسجم هذه التصريحات مع ما وعد به السيسي، في بداية إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، من ضرورة توفير مصابيح موفرة للطاقة، للمساهمة في حل مشكلة انقطاع الكهرباء، وعلى الرغم من أن هذا المشروع لم يتحقق منه شيء حتى الآن (ككل مشروعات نظام السيسي) إلا أن هذا يعطينا فكرة عن طريقة تفكير السيسي، ورغبته المحمومة في التوفير، الرغبة التي يبدو أنها مقتصرة على الأنوار والكهرباء، لا غير. ذلك أن السيسي أبدى ملاحظته الأخيرة في حفل الإفطار، داخل إحدى قاعات فندق “الماسة” الفاخر التابع للقوات المسلحة، كما احتوى الحفل على ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات لتناسب الحفل، بينما كانت طائرات الهليكوبتر تحوم حول المكان طوال الوقت.
كان الإعلام المصري يكيل الهجوم لمحمد مرسي، بسبب أدائه صلاتي الفجر والجمعة في المساجد العامة برفقة بعض الحراس، وادعى كاتب مشهور أن صلاة الفجر تكلف خزينة الدولة 3 ملايين جنيه، من دون أن يخبرنا كيف تمكن من حساب هذه التكاليف، وعلى أي أساس تمكن من الوصول إلى هذه التقديرات الألمعية؟ لكنها كالعادة اعتبرت شيئا بديهيا ومسلما به.
وكانت الصحف تسهب في الحديث عن الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها قوات الأمن لحماية مرسي، وإظهار سخط المصريين جرّاء هذه الإجراءات، كما كانت الصحف تتبارى في تقدير أعداد جنود الأمن المركزي المكلفين بتأمين زيارات مرسي. ولاحظ متابعون، وقتها، أن كل صحيفة تكتب الرقم الذي تراه مناسباً في تقديرها، وحدث أن ثلاث صحف اختلفت في تقدير أعداد الجنود المصاحبين لمرسي في أثناء زيارته محافظة أسيوط، وبدأ ما يشبه “المزاد” بينهم، فواحدة أكدت أنهم 5 آلاف، وذكرت الثانية أنهم تسعة آلاف جندي، بينما رفعت الثالثة الرهان، وأشعلت المزاد مؤكدة أنهم 12 ألف جندي دفعة واحدة.
لكن، بعد الانقلاب على مرسي، ووصول السيسي، فتر حماس الإعلام للتوفير، وتلاشى حرصهم على المال العام، واحتفوا باحتفالات السيسي في المناسبات كافة، من دون أن يتساءل أحدهم عن تكلفتها، أو تكلفة تأمين السيسي.
تُرى، كم بلغت تكلفة حفل إفطار السيسي الذي أبدى فيه ملاحظته عن الإضاءة؟ وكم بلغت تكلفة تأمين السيسي وضيوفه؟ بل كم بلغت تكلفة وقود الطائرات التي تحوم لتأمين السيسي طوال الوقت؟ وكم بلغ حجم الأموال التي صرفت على الاحتفالات الدورية التي يقيمها السيسي بمناسبة ومن دون مناسبة؟ لا أحد يبدو منشغلاً بطرح هذه الأسئلة، فضلا عن طرحها أو محاولة الوصول إلى إجابات لها، فالمهم أن السيسي مهتم بتوفير الطاقة والسلام.
لم يفكر عبد الفتاح السيسي، أيضاً، في توفير الأموال في ما يتعلق بمشروعه الغامض والمشكوك في جدواه في قناة السويس، بل توجه إلى الشعب، طالبا منه التبرع لإقامة الأفراح والليالي الملاح، لتمويل حفل افتتاح المشروع، ولم يهتم بضرورة التوفير والاكتفاء بحفل بسيط وبأنوار غير مكلفة، خصوصاً مع تقديرات أولية، تفيد بأن حفل الافتتاح سيتكلف 250 مليون جنيه (أكثر من 30 مليون دولار).
ولماذا نذهب بعيدا؟ يكفي أن يخبرنا السيسي عن مصير أكثر من 30 مليار دولار حصل عليها من دول خليجية طوال عامين، ويقوم بإدراجها في ميزانية الدولة، وصرفها في مشروعات نافعة، تحسن حياة المصريين. عندها نعده أننا جميعا سنشتري المصابيح الموفرة، وأن نخفف جميعا من الأضواء الساطعة قدر الإمكان، حتى لو وصل الأمر إلى الحياة في الظلام الدامس.
كما تنسجم هذه التصريحات مع ما وعد به السيسي، في بداية إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، من ضرورة توفير مصابيح موفرة للطاقة، للمساهمة في حل مشكلة انقطاع الكهرباء، وعلى الرغم من أن هذا المشروع لم يتحقق منه شيء حتى الآن (ككل مشروعات نظام السيسي) إلا أن هذا يعطينا فكرة عن طريقة تفكير السيسي، ورغبته المحمومة في التوفير، الرغبة التي يبدو أنها مقتصرة على الأنوار والكهرباء، لا غير. ذلك أن السيسي أبدى ملاحظته الأخيرة في حفل الإفطار، داخل إحدى قاعات فندق “الماسة” الفاخر التابع للقوات المسلحة، كما احتوى الحفل على ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات لتناسب الحفل، بينما كانت طائرات الهليكوبتر تحوم حول المكان طوال الوقت.
كان الإعلام المصري يكيل الهجوم لمحمد مرسي، بسبب أدائه صلاتي الفجر والجمعة في المساجد العامة برفقة بعض الحراس، وادعى كاتب مشهور أن صلاة الفجر تكلف خزينة الدولة 3 ملايين جنيه، من دون أن يخبرنا كيف تمكن من حساب هذه التكاليف، وعلى أي أساس تمكن من الوصول إلى هذه التقديرات الألمعية؟ لكنها كالعادة اعتبرت شيئا بديهيا ومسلما به.
وكانت الصحف تسهب في الحديث عن الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها قوات الأمن لحماية مرسي، وإظهار سخط المصريين جرّاء هذه الإجراءات، كما كانت الصحف تتبارى في تقدير أعداد جنود الأمن المركزي المكلفين بتأمين زيارات مرسي. ولاحظ متابعون، وقتها، أن كل صحيفة تكتب الرقم الذي تراه مناسباً في تقديرها، وحدث أن ثلاث صحف اختلفت في تقدير أعداد الجنود المصاحبين لمرسي في أثناء زيارته محافظة أسيوط، وبدأ ما يشبه “المزاد” بينهم، فواحدة أكدت أنهم 5 آلاف، وذكرت الثانية أنهم تسعة آلاف جندي، بينما رفعت الثالثة الرهان، وأشعلت المزاد مؤكدة أنهم 12 ألف جندي دفعة واحدة.
لكن، بعد الانقلاب على مرسي، ووصول السيسي، فتر حماس الإعلام للتوفير، وتلاشى حرصهم على المال العام، واحتفوا باحتفالات السيسي في المناسبات كافة، من دون أن يتساءل أحدهم عن تكلفتها، أو تكلفة تأمين السيسي.
تُرى، كم بلغت تكلفة حفل إفطار السيسي الذي أبدى فيه ملاحظته عن الإضاءة؟ وكم بلغت تكلفة تأمين السيسي وضيوفه؟ بل كم بلغت تكلفة وقود الطائرات التي تحوم لتأمين السيسي طوال الوقت؟ وكم بلغ حجم الأموال التي صرفت على الاحتفالات الدورية التي يقيمها السيسي بمناسبة ومن دون مناسبة؟ لا أحد يبدو منشغلاً بطرح هذه الأسئلة، فضلا عن طرحها أو محاولة الوصول إلى إجابات لها، فالمهم أن السيسي مهتم بتوفير الطاقة والسلام.
لم يفكر عبد الفتاح السيسي، أيضاً، في توفير الأموال في ما يتعلق بمشروعه الغامض والمشكوك في جدواه في قناة السويس، بل توجه إلى الشعب، طالبا منه التبرع لإقامة الأفراح والليالي الملاح، لتمويل حفل افتتاح المشروع، ولم يهتم بضرورة التوفير والاكتفاء بحفل بسيط وبأنوار غير مكلفة، خصوصاً مع تقديرات أولية، تفيد بأن حفل الافتتاح سيتكلف 250 مليون جنيه (أكثر من 30 مليون دولار).
ولماذا نذهب بعيدا؟ يكفي أن يخبرنا السيسي عن مصير أكثر من 30 مليار دولار حصل عليها من دول خليجية طوال عامين، ويقوم بإدراجها في ميزانية الدولة، وصرفها في مشروعات نافعة، تحسن حياة المصريين. عندها نعده أننا جميعا سنشتري المصابيح الموفرة، وأن نخفف جميعا من الأضواء الساطعة قدر الإمكان، حتى لو وصل الأمر إلى الحياة في الظلام الدامس.