شهدت مواقع وصفحات مواقع التواصل المؤيدة لشرعية الدكتور محمد مرسي ما يشبه “هوجة” تصريحات لشخصيات محلية ودولية تعارض الانقلاب وتهاجمه بشراسة، وتمدح في مرسي وجماعة الإخوان.
وعلى الرغم من التحذير المستمر من الكثيرين من فبركة هذه التصريحات وزيفها، والجهد المتواصل من بعضهم لتوعية الجمهور وكشف الحقيقة في مقالات وتقارير متنوعة، استمر كثيرون في نشرها بحسن نية نظرا لتصديقهم إياها، وعدم اطلاعهم على الحقيقة، حتى إن كاتب هذه السطور مازال يجد عددًا لا بأس به يقوم بنشر تصريحات مماثلة حتى الآن، ما يقطع باستمرار حالة من التخبط وغياب الوعي الذي يستغله البعض بسوء نية لمحاولة نشر شائعات وأقوال مرسلة يضعها على لسان شخصيات بعينها لرفع الروح المعنوية لمعارضي الانقلاب، وكأنه بذلك يقدم خدمة لهم، دون أن يدري أنه بذلك يفعل العكس تماما.
وللإنصاف فإن الكثير من التعليقات على مثل هذه المنشورات المفبركة ترد عليها وتؤكد أنها غير حقيقية، لكن تظل هذه النسبة الأقل في ردود الأفعال، وتظل الأغلبية للمصدقين منهم.
جيمي كارتر
آخر تلك الشخصيات كانت الرئيس الأمريكي الأسبق “جيمي كارتر” الذي نشرت له “اعترافات” وفقا لصفحات على الفيس بوك، يقول فيها إن مرسي هو كلمة السر في أي حل، وأن الانقلابيين هم الأضعف، ويقول إنه ظلم اللاعب المصري مرة في اتفاقية كامب ديفيد، ولن يظلمه ثانية، بالإضافة إلى كيل المديح لمرسي وكأن كارتر تحول إلى قيادي في تحالف دعم الشرعية.
تقول “الاعترافات” أيضا إن إسرائيل كانت خائفة من مرسي، لدرجة أنها سحبت 200 عميل لها من مصر خوفا منه! وتطرق إلى مظاهرات 30 يونيو مؤكدا أن الإعلام بالغ كثيرا في أعداد من نزلوا في ذلك اليوم، وأن الإعلام المصري لو كان قد ساند مرسي لأصبح زعيما لكل العرب.
ويختتم كارتر اعترافاته قائلا: “لن أظلم الشعب المصري مرة أخرى وأعلم أن صمتي ظلما لهم”. (نقلتها كما هي منشورة بأخطائها النحوية).
تذكرنا هذه “الاعترافات” بما سبق أن روجه أنصار السيسي بخصوص المذكرات المزعومة لـ”هيلاري كلينتون” وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، التي نسبوا لها قصص أسطورية، منها اختطاف قائد الأسطول السادس الأمريكي، والتي أصبحت نكتة على كل لسان.
ديلما روسيف
أما عن الشخصية الأشهر التي نسبت لها تصريحات “مضروبة” فكانت رئيسة البرازيل “ديلما روسيف” ويبدو أن من يكتب هذه التصريحات المزعومة قد راقت له اللعبة، فأصبح يختلق لها تصريحات تتناسب مع تطورات الأحداث، وكأنها متفرغة لمتابعة الشأن المصري ودعم الشرعية.
في البداية نشر في سبتمبر 2013 أن رئيسة البرازيل وجهت دعوة رسمية لمرسي لحضور حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم المقررة في يونيو 2014، ووقتها احتفى كثيرون من أنصار مرسي بالتصريح وانطلت عليهم الخدعة.
وزادت بعض المواقع مؤكدة أن معظم دول أمريكا اللاتينية سحبت سفراءها احتجاجا على الانقلاب.
ودارت الأيام وحل موعد كأس العالم لنكتشف أن البرازيل وجهت الدعوة لشيخ الأزهر “الانقلابي” لإلقاء كلمة في حفل الافتتاح!
بعد ذلك وجدنا سيلا من التصريحات لروسيف، ففي أحدها تقول: “مر قرابة الثلاثة أشهر ولا زال المصريون يثورون ضد الانقلاب، ألا يخجلون وهم يعتقلون الرئيس الذي لم يجدوا له قضية فساد واحدة يحاكموه عليها فحاكموه بتهمة هروبه من سجن هرب كل من فيه إلا هو؟ وقد أخبرني بنفسه أنه اتصل بالفضائيات يخبرهم بأن السجن مفتوح وأنه ﻻ يجد من يخبره عن موقفه، أشعر بالغضب كلما أتابع ما يعانيه المصريون بسبب الجريمة التي ارتكبها الانقلاب في حقهم، وأشعر بالراحة كلما أرى إصرارهم وإرادتهم الأسطورية وسلميتهم المبهرة”.
وفي أكتوبر 2013، تكشف روسيف عن “أسرار خطيرة” عن الانقلاب على مرسي، معربة عن ثقتها في عودة شرعيته حيث قالت: كنت أود أن تبني مصر والبرازيل قلعة صناعية واقتصادية ننافس بها العالم، وشجعني الرئيس مرسي على ذلك، واتفقنا على أن نبني أكبر مصنع للإسمنت في العالم، وشركة لصناعة شاحنات النقل. وفوجئت به يقدم لي دراسة جدوى عن مشروع لصناعة الطائرات تشترك فيه معنا قطر وتركيا، ووافقت تركيا أن يكون مقر الشركة العملاقة في مصر، وكاد الحلم أن يتحقق لولا الانقلاب العسكري الظالم الذي تورط المجتمع الدولي في جريمة الصمت على المجازر التي وقعت في مصر.
لكنى لا زلت أؤمن أن شرعية الرئيس مرسي ستعود، وكل يوم يمر يثبت لي المصريون أنهم لن يتنازلوا عن حريتهم وعن رئيسهم المنتخب، ولو أني مصرية لرأيتموني كل يوم في الصفوف الأولى. انتهت الأسرار الخطيرة!
وقد نشر هذه التصريحات مواقع عديدة مناصرة للشرعية، منها موقع “الشعب” و”نافذة مصر” أحد المواقع الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين.
وفي ديسمبر 2013، عادت روسيف للتعليق على الأحداث في مصر، لتشبه مرسي بالرئيس الراحل نيلسون مانديلا أثناء نعيها للأخير، مؤكدة أنهما “نموذجان في النضال من أجل الحرية” كما رفعت شعار رابعة العدوية! ونشر هذا الكلام موقع الشعب وصفحات عديدة على موقع الفيس بوك.
وقالت روسيف: اليوم رأيت ورأى العالم مظاهرات حاشدة في كل المدن المصرية وكلها تطالب بعودة الرئيس المعتقل في مكان غير معلوم وهذا حقهم وقلت قبل ذلك أن الانقلاب سيسقط. ولكني حقا انبهرت بصمود أنصار الرئيس محمد مرسي للشهر السادس وعدم استسلامهم رغم بشاعة المجازر التي ارتكبت في حقهم. كيف لنظام أن يعاقب ويقتل ويعتقل من يرفع أربعة أصابع هكذا؟ ثم رفعت إشارة رابعة للصحفيين (هكذا نص الخبر المعجزة).
وقالت روسيف أيضا: لقد أصبح المناضل مانديلا نموذجًا لجميع من يقاتلون من أجل العدالة و الحرية والمساواة، والرئيس مرسي أصبح هو الآخر زعيمًا رفعت صوره في العالم كله وحبسه حتى الآن أمر خطير ولن تستعيد البرازيل علاقتها مع مصر إلا مع نظام شرعي انتخبه الشعب ليمثله داخليًا و خارجيًا.
لم يترك الملفقون روسيف في حالها أبدا، ولم يكتفوا بالتصريحات السياسية الحصرية لهم وحدهم، وإنما اخترعوا لها حسابا على موقع “تويتر” وقاموا بتأليف تغريدات منسوبة لها عن الوضع في مصر.
وجاءت تغريدة رئيسة البرازيل لتعرب عن أسفها على محاكمة مرسي قائلة: “على العالم أن يخجل، غدا وأي مدعٍ للديموقراطية فليصمت غدا ونحن نرى رئيسا شرعيا يحاكمه جنرالات دم”.
ونشر أحد المواقع تصريحا لروسيف أكدت فيه أنها لن تتأثر بأي ضغوط للتخفيف من حدة تصريحاتها ضد الانقلاب (التي لم تقل أي واحدة منها) وأن محاكمة مرسي هي محاكمة شعب. والمضحك أن الموقع نشر هذا الكلام مدعيا أنه نقلا عن صحيفة تسمى “ريو دي جانيرو نيوز”.
عبد القدير خان
العالم النووي الباكستاني الشهير، وصاحب الإسهام الأبرز في صنع القنبلة النووية الباكستانية، لم ينج من التلفيق، والذي يدور أيضا حول نفس الفكرة: أن مرسي كان قد اتفق على أشياء خطيرة ومشروعات هائلة لكن الانقلاب أجهضها.
يبدي “خان” في البداية امتعاضا من الحديث عن الشأن المصري لسبب غير مفهوم، لكن يبدو أن إصرار من ينشر هذه الأخبار وإخلاصه في نشر الحقيقة جعلته يفك عقدة لسانه ويتحدث!
يقول عبد القدير خان إن مرسي اتفق مع روسيا على إعادة تشغيل مفاعل نووي مصري لتخصيب يورانيوم يسمح بتوليد الكهرباء، وإنشاء مفاعل آخر تستلمه مصر بعد ثلاث سنوات لنفس الغرض، وأن هذا الأمر أرعب الغرب لأن هذا الأمر معناه انتهاء مشكلة الكهرباء في مصر للأبد، إلى جانب تصدير كهرباء تكفي لإضاءة قارة إفريقيا.
ويضيف خان في شهادته الحصرية لمواقع الشرعية، إن مصر استلمت في عهد مرسي غواصتين ألمانيتين طالما ضغطت إسرائيل على ألمانيا حتى لا تمتلكهما مصر، لأنها قادرة على ضرب حاملة طائرات إذا امتلكت مصر الصواريخ المناسبة للغواصتين.
أما عن المفاجأة الكبرى، والتي لن تجدها إلا في هذه المواقع، فهو أن مرسي اتفق مع الهند على تصنيع قمر صناعي عسكري لمصر يكشف لها شوارع إسرائيل “شارع شارع” على حد قول الرجل في شهادته. كما أن هذا القمر الصناعي مزود بتقنيات لتحديد أهداف الصواريخ، وأنه لولا الانقلاب لأصبحت مصر اليوم على مقربة من امتلاك هذا القمر الصناعي.
مرسي قام أيضا وفقا للعالم النووي بالاتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “صديق السيسي وداعمه الأكبر حاليا” على إبرام صفقة صواريخ “كانت كافية لتحويل تل أبيب إلى كتلة من جهنم على الأرض”، إلا أن الضغوط الأمريكية على قادة الجيش كانت السبب في إفشال الصفقة.
ويبدو أننا سنحتاج إلى دراسة لمعرفة سبب حنين الجميع إلى بوتين وتلفيق تصريحات ومشروعات وصفقات عسكرية معه، من أنصار السيسي إلى بعض أنصار مرسي.
المهم أن بعد كل هذا الكلام لم يتحدث العالم النووي في شهادته المزعومة عن أي شيء يخص بلده باكستان، فقد تحدث عن أسرار صفقات بين مصر وكل من ألمانيا وروسيا والهند لكنه نسي الحديث عن أي صفقات دارت بين مرسي ومسئولي بلده! هل رأيتم إنكارًا للذات أكثر من هذا؟
الحديث الوحيد المنسوب لخان عن بلده بدا مضحكا للغاية، إذ يقول إن باكستان التي تمتلك اليوم قنبلتها النووية قد نجت من العبودية والاستعمار بفضل امتلاكها للسلاح النووي! وهو قول لا يحتاج إلى أي رد أو تعليق لأن باكستان إحدى أبرز “حلفاء” الولايات المتحدة الأمريكية، وسنطلق لفظ “حلفاء” مجازا تكريما للرجل وحرصا على عدم الإساءة لحكومة بلده بعد تطوعه بالكشف عن هذه الأسرار الخطيرة.
قد يبدو معتادا أن ينشر مثل هذا الكلام الملفق صفحات فيس بوك أو مواقع ضعيفة المصداقية مثل نافذة مصر أو الشعب، لكن المفاجأة أن أحد كتاب موقع “عربي 21” اعتمد على هذا الهراء في مقال له عن أسباب الانقلاب على مرسي.
نعوم تشومسكي
من أكثر من أكدوا وقوفهم مع الشرعية ضد الانقلاب في تصريحات حصرية لصفحات الفيس بوك والمواقع المعارضة للانقلاب.
من أشهر هذه التصريحات تأكيده أن الترتيبات بدأت لعودة مرسي للحكم، على طريقة “الانقلاب يترنح” الشهيرة، لكن هذه الترتيبات على ما يبدو استغرقت وقتا طويلا جدا، لدرجة أن التصريح نشر في أكتوبر عام 2013، ثم في بداية يناير عام 2014، وأخيرا نشرت نفس التصريحات في يناير من العام الحالي. فإذا كانت هذه المدة كلها من أجل بدء الترتيبات فقط، فقد تستغرق بقيتها حتى يوم القيامة.
ويضيف تشومسكي مدافعا عن نفسه من تهمة “الأخونة”، ومعترفا في الوقت نفسه بحب مرسي: “اتهمت أنني أحب مرسي، وأخبرني أحد أصدقائي بأنني عميل إخواني، قلت: نعم أحب مرسي؛ لأنه الرئيس المنتخب الذي لم يعثر على قضية فساد تدينه، ولكني لست إخوانيًّا ولا حتى مسلمًا لكني أكره من يقولون ما لن يفعلوه”.
تهمة الأخونة التي نفاها “تشومسكي” في “تصريحه” الأخير، يبدو أنها حقيقة وفقا لـ”تصريح” ملفق آخر نشر على لسانه، يكيل فيه المديح لجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أنهم “حجر صلب برهن على قدرته الخارقة لأمور الطبيعة وقوة السلاح” مقدما تهنئته للإخوان، ليس على عودتهم الوشيكة، لأن عودتهم أمر مفروغ منه على حسب تعبيره! وإنما لأنهم “ملكوا قلوب الجميع”.
مهاتير محمد
رئيس وزراء ماليزيا وأحد الشخصيات الرئيسية التي صنعت نهضتها، وهو شخصية ملهمة خاصة للتيارات الإسلامية في العالم العربي.
وقد انتشرت له عدة تصريحات مزيفة على غرار رئيسة البرازيل “روسيف”.
يصف “مهاتير” في إحدى هذه التصريحات البرنامج الانتخابي لمرسي “مشروع النهضة” بأنه سيكون “مشروع القرن للعالم أجمع”، مؤكدا ثقته في أن مرسي كان سيحول مصر إلى عملاق تكنولوجي في فترته الرئاسية الأولى فقط، مطالبا بعودة مرسي، ومهاجما القضاة والعسكر.
ويوجه رسالة إلى مرسي بعد الانقلاب بأيام، مؤكدا أن “غاندي ومانديلا انتصروا رغم أن الأسلحة كانت موجهة إلى صدورهم، فلا تبتئس”.
وفي تصريح ثالث، يدعو مهاتير إلى مقاومة ما سماه “انقلاب اللقطاء” في مصر، ويقول إن مصر كانت على موعد مع مشروع عملاق، وصفه بأنه “يكفي لمساعدة ربع دول العالم”!! وأن هذا المشروع كان في دولة أوروبية لجعلوه المشروع القومي العالمي!! ولكن ما جرى في مصر أن “فريقا من العسكر ورجال الأعمال الفسدة انقلبوا على أعظم رئيس عربي قبل أن يشعر الشعب بإنجازاته التي كشف عنها مؤخرا”!
كيف استطاع كاتب التصريح المزيف أن يجمع بين كل هذه الأكاذيب في فقرة واحدة، فما هو هذا المشروع العملاق الجهنمي الذي كان سيكفي لمساعدة ربع دول العالم، والذي لم يصرح به الرجل؟ هل هو سر؟ وما معنى كلمة “مشروع قومي عالمي” هل هناك شيء من هذا القبيل؟ وكيف وصل إلى نتيجة حتمية أن مرسي أعظم رئيس عربي رغم أنه في الجملة التالية يؤكد أن الشعب لم يشعر بإنجازات له؟ والمضحك أنه يعود في الجملة التالية ويقول إن الإنجازات كشف عنها مؤخرا! فما هي يا ترى هذه الإنجازات؟ كل هذه الأكاذيب والمعلومات المتناقضة والمتضاربة تجعل من السهل جدا كشف زيف هذا الكلام واختلاله، لكن للأسف وجد هذا الكلام طريقه للانتشار.
المضحك أكثر أن مهاتير يدعو إلى عدم التهاون مع الإعلاميين المصريين، لأنهم على حد قوله “أخطر من الانقلابيين” مع كلام آخر يوحي بأن الرجل كان يتابع الإعلام المصري لحظة بلحظة وأنه خبير بالشأن المصري.
ولم يخل استغلال اسم مهاتير من وجود حساب مزيف على موقع “تويتر” يحمل اسمه، ويتم التعامل معه باعتباره حسابه الرسمي الذي ينشر فيه آراءه عن الانقلاب باللغة العربية، مثل امتداحه للدكتور محمد البلتاجي، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، وهجومه على البرادعي لهروبه من مصر بعد الانقلاب، حتى إن مواقع عديدة تقتبس من هذا الحساب وتنشر أخبارا بناء على هذه التغريدات. وزعمت هذه المواقع أن الرجل شارك في الهاشتاج المسيء للسيسي العام الماضي.
حمدي قنديل
تأييد الشرعية لم يقتصر على الجانب الدولي، وإنما تجاوز ذلك إلى المستوى المحلي، وظهر واضحا في عدة شخصيات، أبرزها الإعلامي “حمدي قنديل”.
على الرغم من تأييده للانقلاب باستثناء معارضة بسيطة لبعض إجراءات النظام هنا أو هناك، تصر صفحات مؤيدة للشرعية أنه معارض شرس للانقلاب وللسيسي.
أوضح مثال لذلك صفحة مزيفة اسمها “قلم رصاص مع حمدي قنديل” وهو برنامج كان يقدمه الأخير قبل الثورة بسنوات، وحاز على نسبة مشاهدة عالية ومثل نجاحا كبيرا في ذلك الوقت، ويظن الكثيرون أنها صفحة الرجل الأصلية، وستعاملون معها ومع منشوراتها على هذا الأساس، وهي منشورات تمتلئ بالهجوم على السيسي.
أما عن أشهر تصريحاته التي قيلت على لسانه، فكانت بعنوان “الآن حصحص الحق” يعتذر فيه لشباب الإخوان عن انتقاده السابق لهم عندما حاصروا المحكمة الدستورية، بعدما ثبت له أن مصر “تتمتع بأكبر عصابة من القضاة الفاسدين والمرتشين والفشلة”. وقد احتل هذا التصريح أهمية خاصة جدا، لدرجة أن البعض قام بصناعة تصميم خاص له لينتشر على أوسع نطاق.
منشور آخر انتشر بسرعة في المواقع المؤيدة للشرعية، بعنوان “المعنى الحقيقي للخروف” يهاجم المشاركين في مظاهرات 30 يونيو.
والحقيقة أن الرجل لم يخفِ دعمه للانقلاب على مرسي، وأعرب عن رفضه للمصالحة مع من سماهم “الإرهابيين” بعد مجزرة فض رابعة مباشرة، ووصف موقف البرادعي الذي قدم استقالته احتجاجا على المجزرة بـ”المتخاذل”.
أما عن حساب قنديل على موقع “تويتر” فحدث ولا حرج، فهو يعلن تأييده لمشروع الدستور عام 2014، ويدعو لاستئصال الإخوان من الحياة السياسية والمجتمع المصري، ويؤكد أنها “جماعة إرهابية” وأن الشعب أعلن ذلك قبل إعلان الحكومة المصرية الرسمي، ويعلن عن تأييده لفض رابعة، كما دعا في تغريدة إلى عدم السماح للمتظاهرين الذين كانوا محاصرين في مسجد الفتح بالخروج الآمن، أي قتلهم.
كما أشاد قنديل بالشرطة، مؤكدا أنها تسعى لمحو صورتها القديمة بمحاربتها للإرهاب، وأعلن عن تأييده لقانون التظاهر.
أما بخصوص منشور “الخروف” فقد رد عليه حمدي قنديل الحقيقي، نافيا أن يكون صاحب هذا الكلام، واصفا من كتبه بأنه هو الخروف.
محمد صبحي
اشتهر محمد صبحي في السنوات الأخيرة بأعمال فنية “أخلاقية” يحاول فيها توصيل رسائل معينة، خاصة مسلسل “ونيس” ذو الأجزاء الثمانية، بالإضافة إلى مسلسل “فارس بلا جواد” الذي ظهر فيه بمظهر الفنان المثقف محارب الصهيونية، وهو ما خلق له شعبية كبيرة بين جمهور الإسلاميين، ولهذا حاول البعض ضمه لمعسكر رافضي الانقلاب على خلاف الحقيقة، خاصة أنه كان قد أعلن قبل مظاهرات 30 يونيو أنه يؤيد إكمال مرسي مدته الرئاسية كاملة، لكنه تراجع عن هذا الرأي وأيد “ثورة 30 يونيو” وأكد أن مرسي ارتكب جرائم أكثر من مبارك، لأن الأخير لم يخن البلد، بينما تآمر عليها مرسي!
وكالعادة يبرز دور الحسابات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الأمر، فقد أكد صبحي في أحد هذه الحسابات بعد مرور 4 أيام فقط على الانقلاب، أن الحشود الشعبية الكبيرة التي خرجت لتأييد الشرعية ومرسي ستجبر الجيش على سحب بيانه، الذي وصفه بـ “الأحمق”، وأن “مصر لن تسمح بانقلاب عسكري على إرادة الشعب”.
وقد انتشر هذا التصريح لدرجة دفعت صبحي للرد بنفسه عليه في مكالمة هاتفية مع قناة الحياة.
وقد ساهمت كثرة تصريحات صبحي المؤيدة للانقلاب والسيسي وكثافتها، وهجومه الشديد على الشباب وثورة 25 يناير في تراجع ظاهرة تزييف تصريحاته، لأن القدرة على اختلاق الأكاذيب على لسانه أصبحت ضعيفة للغاية ولن يصدقها أحد.