منذ بدايتها، أخذت الدعوة لخلع الحجاب حجمًا أكبر بكثير من حجمها، فقد جاءت بطريقة ساذجة ومفتعلة من بعض المدعين، لكن رد الفعل ساهم في إعطائها الزخم والشهرة المطلوبين، ولم تجد وسائل الإعلام فرصة أفضل من هذه لتكبير الدعوة والحديث فيها لصرف الناس عن القضايا المهمة.
وقد أتاحت هذه الدعوة -التي أطلقها عدد ممن يطلقون على أنفسهم لقب المثقفين-، الالتفات إلى العديد من الأساطير القديمة والجديدة المرتبطة بالحجاب، وإعادة نشرها من جديد، في سياق الدفاع عنه. أساطير لا تختلف كثيرًا في حقيقتها عن الملصق الشهير الذي كان منتشرًا في شوارع الدول العربية والإسلامية منذ سنوات يربط بين ظاهرة الغلاء والحجاب (يستمر الغلاء ما لم تتحجب النساء).
بالحجاب أجمل؟
أولى هذه الأساطير، أن الحجاب يجعل المرأة أجمل.
لا يوجد مصدر محدد لبداية هذه الأسطورة، لكنها منتشرة منذ سنوات، بهدف ترغيب الفتيات في ارتداء الحجاب.
في نفس الإطار، نشر الداعية “فاضل سليمان” صورة مجمعة للسيدات اللاتي يؤيدن دعوة خلع الحجاب (فريدة الشوباشي- مشيرة خطاب- نوال السعداوي- هدى بدران رئيس الاتحاد العام لنساء مصر- فايزة أبو النجا) وهن سيدات كبيرات في السن، وبالطبع لن يظهروا بمظهر ملكات الجمال، وفي الجانب الآخر مجموعة من الفتيات الصغيرات المحجبات، وتعليق يقول: إن هؤلاء السيدات “غير المحجبات والقبيحات” يردن من الفتيات المحجبات “الجميلات” خلع الحجاب. وعلق أحد المتابعين قائلًا: لاحظوا أن كل امرأة تناصر خلع الحجاب نجدها قبيحة الوجه ملامحها منزوعة البركة.. سبحان الله”.
لا يوجد أسهل من لعبة الصور هذه، يمكن ببساطة الإتيان بمجموعة من الفتيات المحجبات، اللاتي لم يرزقهن الله بالجمال، ومقارنتها بمجموعة أخرى جميلة، ممن لا ترتدين الحجاب، لإثبات أن خلع الحجاب يزيد المرأة جمالًا. كما أنك إذا سرت في شوارع أوروبا وأمريكا وأي دولة غير إسلامية، ستعرف هل خلع الحجاب يجعل المرأة أقبح، أم أن الأمرين لا علاقة بينهما؟ أيضًا كيف يتورط داعية مثل فاضل سليمان في هذا اللمز والمعايرة بالشكل؟
ذكرتني لعبة الصور هذه بمزحة قام أحد النشطاء على الفيس بوك بتصميمها للسخرية منها، فنشر صورتين، واحدة للدكتور محمد البرادعي ممسكًا بالمصحف، والأخرى للدكتور محمد مرسي جالسًا يضحك مع رئيسة الأرجنتين، في مقارنة ساخرة تقول إنه إذا كانت الصور تدل على شيء، فإنها في هذه الحالة ستثبت تقوي الأول وورعه، وتساهل الثاني وعدم انضباطه، مع تعليق يقول: أتستبدلون هذا بذاك؟
الإعجاز العلمي
فوائد الحجاب لم تقتصر فقط على جعل المرأة أجمل، وإنما امتدت إلى فوائد طبية وصحية اكتشفها الداعون والمؤيدون. منها أنه يحمي الشعر من التساقط ومن أشعة الشمس.
هذه الفوائد المزعومة لم تثبت علميًّا، ولم تتناولها أي دراسة علمية جادة، ورغم ذلك تجد رواجًا كبيرًا. وإذا تساءلت عن مصادر هذه الفوائد ومصداقيتها سيكون الرد جاهزًا، وهو أن الغرب لا يريد نشر نتائج هذه الدراسات أو حتى القيام بها حتى لا يشجع على انتشار الحجاب.
موقع “مصراوي” نشر مقالًا منذ أيام، قام كاتبه بتجميع الكثير من هذه الأساطير ونسبها إلى دراسات علمية مجهولة، تثبت ما سماها “الإعجاز العلمي في ارتداء الحجاب” فما هو هذا الإعجاز يا ترى؟
أول مظاهر هذا الإعجاز وفقًا للمقال هو الوقاية من سرطان الجلد! لأن الدراسات العلمية (ما هي هذه الدراسات ومن أجراها وفي أي جامعة أو مركز أبحاث؟ لن تجد إجابة) أثبتت أن النساء في الدول الغربية يتعرضن لكميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية الخطيرة القادمة من الشمس، ولذلك ينصح الأطباء بعدم كشف أجزاء من جسد المرأة وذلك لوقايته من هذا المرض (ماذا عن الرجال؟ هل يجب عليهم ارتداء الحجاب أيضًا للوقاية من هذا المرض؟ وماذا عن الدول العربية التي توجد فيها الشمس أكثر بكثير من الدول الغربية؟)
دراسة أخرى جديدة مجهولة يقول الكاتب إنها تبين أن التعرض لأشعة الشمس أكثر ضررًا للمرأة البالغة من الأطفال، أي ينبغي على المرأة أن تبدأ بالحذر بعد سن البلوغ! فتسارع للالتزام بالحجاب وعدم إظهار أي جزء من جسدها إلا الوجه والكفين (كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم).. وهذا إعجاز نبوي واضح -يقول الكاتب- يتجلى في القرن الحادي والعشرين! طبعًا لا تسأل عن مصدر الدراسة حتى لا تتهم بأنك ضد فريضة الحجاب.
البحث الوحيد الذي ينسبه الكاتب إلى مصدر واضح، هي دراسة تقول إن المرأة التي ترتدي الحجاب وتحرص عليه، تكون في حالة نفسية أفضل (فيما يتعلق بنظرتها الإيجابية لنفسها) من تلك التي لا ترتدي الحجاب.
لكن في التفاصيل نجد أن هذه الدراسة عبارة عن استطلاع رأي مجموعة من الفتيات المحجبات وغير المحجبات، أظهر أن انشغال المرأة ذات الحجاب فيما يتعلق بوزن الجسم والمظهر الخارجي أقل بكثير من المرأة غير المحجبة، كما أنها أقل إنفاقًا على الأزياء.
تجربة ارتداء الحجاب
يرتبط هذا الأمر بفيديو انتشر بشكل واسع على شبكة الإنترنت، يحتوي على تجربة لعدد من السيدات غير المسلمات، ورد فعلهن بعد ارتدائهن الحجاب. وكيف كانت تجربة ممتازة رأوا فيها أن الحجاب شيء جميل ومفيد للمرأة.
خطورة هذا الفيديو أنه يعتمد على نفس سياسة الدعاة الجدد التي بدأت منذ سنوات، وتعتمد على مفاهيم التسويق الحديثة لنشر الدين.
ما لم يجب عليه الفيديو هو: من يضمن أن جميع النساء سيبدين رأيًا إيجابيًّا وانبهارًا بالحجاب؟ وماذا لو أبدت بعضهن امتعاضًا ورفضًا لمظهرها بعد ارتدائه؟ هل يثبت هذا العكس أن الحجاب شيء غير مفيد وقبيح؟
أم سيتم اتهام المرأة بأنها متهتكة ومنحرفة ومنتكسة الفطرة؟ أم أن الأمر في الحقيقة غير علمي وغير موضوعي، لأنه غير قابل للقياس، كما أنه يخضع الدين لسياسات السوق والعرض والطلب، فيزدهر ويضمحل حسب رغبة الإنسان ومزاجه الشخصي.
يوم الحجاب العالمي
معلومة ملفقة أخرى تم الترويج لها، تقول إن جميع نساء أستراليا غير المسلمات يلتزمن بارتداء الحجاب يوم 1 فبراير من كل عام، دعمًا لحق المرأة المسلمة في ارتدائه. على طريقة “انظروا إلى الغرب كيف يحترم الحجاب ويتجه إليه ونحن ندعو إلى تركه”.
والحقيقة أن هذه دعوة وجهتها سيدة تدعى “نظمة خان” من أصل بنغالي، قبل عامين فحسب، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبت فيها بجعل هذا اليوم يومًا عالميًّا للحجاب، ودعت غير المسلمات إلى ارتداء الحجاب في هذا اليوم لإعلان التضامن والدعوة للتسامح. أي أن الأمر غير إلزامي، ولا يتعلق بأستراليا أو غيرها من البلدان، كما أن الاستجابة للدعوة مختلفة من بلد إلى آخر، وفي كل الأحوال لم تتعد العشرات من السيدات.
لعبة التشبيهات
امتدت الأساطير إلى مجال التشبيهات البلاغية والأدبية، فـ”المرأة العفيفة بحجابها كالشمس تسطع نورًا فلا يستطيع أحد أن ينظر إليها”. وأيضًا تشبيه الفتاة باللؤلؤة والحجاب بالمحارة التي تحميها لكي تظل “لؤلؤة”. وهو التشبيه الذي نشره الداعية عمرو خالد في محاضراته ولقاءاته ومقالاته. وأعيد نشره من جديد هذه الأيام.
يقول عمرو خالد: إننا دائمًا نحتفظ بالأشياء الثمينة ونحافظ عليها، وكلما كان الشيء غاليًا كان الحفاظ عليه أشد، ألا يستحق أغلى شيء تمتلكه المرأة أن يحافظ عليه وأن يُصان؟ وأغلى شيء تمتلكه المرأة حياؤها وأغلى ما في حياء المرأة حجابها، ألا يستحق جسدك أن تحافظي عليه؟! ألا ترين أن اللؤلؤة بديعة الشكل تحفظها المحارة. وأنت لؤلؤتنا التي يحفظها الحجاب.
تشبيه آخر، يحول الفتاة إلى قطعة حلويات “مصاصة غالبًا”، فكما يعاف الإنسان تناول الحلويات المكشوفة، فإنه سيعاف طبعًا الزواج من سيدة غير محجبة!
تشبيه رابع يحول الفتاة إلى قطعة اللحم التي يعلقها الجزار على باب المحل، والحجاب إلى الغطاء، فإذا كانت اللحمة بدون غطاء، فإن الذباب سيتكاثر عليها، وإذا كانت مغطاة فإنها ستظل سليمة! وهو مضمون ما قاله مفتي أستراليا، الشيخ تاج الدين الهلالي قبل سنوات، وتسبب هذا التشبيه في أزمة كبيرة للمسلمين في هذا البلد.
تواكبت التشبيهات أيضًا مع آخر صيحات التكنولوجيا الحديثة، فاكتشفنا أن المرأة يمكن أيضًا أن تتحول إلى جهاز “تابلت” يحتاج إلى حافظة لتحافظ عليه من الصدمات.
كل هذه التشبيهات البلاغية تنافس بعضها البعض في السذاجة والسطحية، والعجيب أن من يستخدمها يظن بذلك أنه أتى بما لم يأتِ به الأوائل، وأنه بذلك سيفحم المعارضين ويقنع الفتيات بأهمية الحجاب.
فلسفة مغلوطة
كل هذه المحاولات البائسة، وغير المستندة إلى أساس، تنطلق من فلسفة خاطئة من الأصل، تنطلق من فكرة مفادها إثبات صحة الفروض الإسلامية، عن طريق إثبات فوائدها للإنسان في الدنيا قبل الآخرة.
وعلى أساس هذه الفكرة الخاطئة، ارتكبت جرائم عديدة فيما يتعلق بفبركة القصص والدراسات العلمية الزائفة للتدليل عليها، وأيضًا إثبات ضرر المحرمات التي نهي الله عنها. وإذا جرب القارئ البحث في شبكة الإنترنت، سيجد المئات من هذه الأمثلة، بدءًا من الصلاة، مرورًا بالصوم، وانتهاء بالخمر ولحم الخنزير. كمحاولة لغرس التدين عند الجمهور.
ورغم أن الأصل في أحكام الله تعالى أنها مبنية على التسليم لله عز وجل، سواء أدركنا الحكمة من ورائها أم لم ندرك، ورغم أنه ليس من الضروري أن يكون الإسلام قد أمر عن أشياء ونهي عن أخرى لأسباب صحية، فإن الكثيرين مصرون على المضي قدمًا في هذا الأمر.
على سبيل المثال، تمتلئ المواقع والمنتديات والصفحات والمدونات العربية بمئات المقالات والأخبار التي تؤكد الأضرار الجسيمة والبالغة للحم الخنزير على الصحة العامة، مع محاولة نسب بعض هذه المعلومات إلى علماء غربيين على طريقة “وشهد شاهد من أهلها”. منها أنه لحم غير صحي ويؤدي إلى الإصابة بالأمراض، وأن الإنسان سيصبح “ديوثًا” لا يغار على أهل بيته، لأن الخنزير حيوان ديوث!
أما الأغرب فهو اعتقاد بعض المسلمين أن الدين المسيحي يحث على أكل لحم الخنزير، لذا فإنهم يعتبرون أن إثبات ضرر لحم الخنزير هو في الحقيقة جهاد في سبيل الله من أجل إثبات خطأ الديانات الأخرى وأن الإسلام هو دين الحق. رغم أن هذا الأمر غير صحيح.
ونجد في إحدى المواقع من يقول عن ضرر لحم الخنزير (لطالما فكرت في هذه المسألة من ناحية علمية لأهميتها في رفع راية الإسلام ودخول ناس كثيرين الإسلام إذا أثبت تحريم الخنزير من ناحية علمية!).
أما الحقيقة فهي أنه لم يثبت علميًّا وجود أي نوع من الأضرار الذي تسببه لحم الخنزير، ولم يتعرض أي من آكلي لحم الخنزير إلى أي أضرار أو أمراض ناتجة عن تناوله لهذا اللحم، بل علّق أحدهم ساخرًا ذات مرة إن الغربيين يبدون في كامل الصحة والعافية رغم تناولهم للحم الخنزير، أما العرب والمسلمين فإنهم يموتون من الجوع لأنه لا توجد لديهم لحوم من الأساس!
لا ندافع عن لحم الخنزير أو تناوله، ولا نهتم بهذا الموضوع مطلقًا، وإنما الهدف هو أن يكون حديثنا مبنيًّا على أدلة علمية موثقة، والتأكيد على وجوب الالتزام بالصدق والأمانة في عرض الآراء العلمية، لأننا سنلتزم بتعاليم الدين الإسلامي في كل الأحوال، وبغض النظر عن الآثار الصحية المترتبة على ذلك، خاصة إذا كانت تلك الآثار وهمية ولا وجود لها.
نفس الأمر سنجده في موضوع الصيام، الذي أكد البعض إن الطب الحديث “هكذا” أثبت أنه يخلص الجسم من السموم، ويعمل على إراحة الجهاز الهضمي، ويساعد على علاج الالتهابات وحرق الدهون، وتعزيز الجهاز المناعي، وعشرات الأمراض الأخرى التي يعالجها الصيام وفقًا للمنتديات العربية على الإنترنت، لدرجة أنني تصورت أنهم نسوا كتابة مرض الإيدز والسرطان حتى لا يكونوا مبالغين بصورة زائدة عن اللزوم.
أما الصلاة، فإن الركوع والسجود يعملان على تقوية الأوعية الدموية وتنشيط الدورة الدموية ويجعلان القلب يقوم بوظائفه على أكمل وجه، وحماية الجسم من الترهلات وتقوية عضلات البطن وزيادة حركة الأمعاء، مما يمنع حالات الإمساك ويقوي إفراز المرارة. بالإضافة إلى أن المداوم على الصلاة يتخلص من آلام القدمين وآلام الظهر ويتمتع ببنية جسمية سليمة، (لماذا لا يمارس الإنسان الجري مثلًا إذا كان هذا هو السبب الذي سيجعله يحافظ على الصلاة؟ كما أننا إذا طبقنا هذا الكلام فإن جميع المسلمين المحافظين على الصلاة يجب أن نراهم يتمتعون ببنية رياضية سليمة، وهو الأمر الذي لم يتحقق).
منعًا للجدال غير المفيد، فإن كاتب هذه السطور يرى أن الحجاب فريضة إسلامية، كما يري ضرورة أداء الصلاة والصوم والامتناع عن شرب الخمر أو أكل لحم الخنزير واتباع كافة الأوامر والامتناع عن كافة النواهي في الدين الإسلامي. لكن لا يجب علينا الكذب لترغيب المسلمين في دينهم، فطالما أننا مؤمنون بوجود إله واحد لهذا الكون، وأن الإسلام هو الدين الحق، فإننا يجب أن نلتزم بالأوامر والنواهي، حتى لو لم ندرك السبب والحكمة من ورائها.
فلسفة الإسلام
فلسفة الإسلام كما أفهمها تقول إن الحياة الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأنها جسر للحياة الخالدة في الآخرة، وبالتالي فإن المهم فيها هو اتباع أوامر الله عز وجل وطاعته، والتمتع بما يحلله لنا، لكن مع حرمان النفس من لذات حرمها من أجل الفوز بالجائزة الكبرى يوم القيامة. الإسلام يعتبر الدنيا دار اختبار، ليس من الضروري فيها أن يستمتع الإنسان بكل ما فيها، لأن المهم هو القادم، وليس ما هو موجود.
هل ينكر أحد أن الزنا شيء ممتع؟ هل يستطيع أحد الجدال في روعة شرب الخمر؟ لكني كمسلم مطالب بتجنب هذه الأفعال.
لا نحتاج إلى معلومات خاطئة لخداع البسطاء، وإنما نحن نؤمن بالله لأسباب أقوى بكثير من هذه الموضوعات التافهة، التي لا يؤدي إثباتها – إن صحت- على أي شيء.
الحجاب وانتشار التحرش
الجانب الآخر من الأساطير مثله مقال للمخرج عمرو سلامة، أكد فيه بثقة مطلقة أن هناك رابط بين الحجاب وانتشار ظاهرة التحرش الجنسي في مصر، والدليل –حسب قوله- أن أعلى نسب تحرش في العالم هي في أكثر الدول انتشارًا للحجاب.
لم يكلف سلامة نفسه عناء البحث عن المعلومة، وفضل التعميم المخل، فمن قال إن معدلات التحرش في البلدان الإسلامية هي الأعلى؟ هل التحرش في الولايات المتحدة وفرنسا أقل من التحرش في مصر؟
ومن قال أصلًا إن الحجاب هو سبب ظاهرة التحرش الجنسي؟
هل الدول الغربية التي يوجد فيها معدلات تحرش عالية هي دول ينتشر فيها الحجاب؟
هل رأى سلامة التجربة التي قامت بها ممثلة أمريكية شابة، قامت خلالها برصد عشرات الحالات من التحرش اللفظي التي تتعرض لها الفتيات في الولايات المتحدة باستخدامها كاميرا صغيرة الحجم.
ألم يطلع الأستاذ عمرو على تقرير حكومي فرنسي صدر منذ أيام، يؤكد انتشار ظاهرة التحرش بالنساء في المواصلات العامة بنسبة تكاد تصل إلى 100% فما هو السبب يا ترى من وجهة نظر مخرجنا العظيم؟ أرجو ألا يرجع السبب إلى المهاجرين العرب والمسلمين في فرنسا!
هذا الكلام لا يختلف كثيرًا عن الدعوة التي أطلقها نفس الشخص سابقًا لإطلاق الحرية الجنسية، بزعم أن هذا الأمر سيقلل من معدلات التحرش والاغتصاب.
وكأن الدول الغربية التي تتمتع بهذه الحرية الجنسية لا يوجد فيها عشرات الآلاف من قضايا التحرش والاغتصاب رغم هذه الحرية.
كتبت هذه المقالة بموقع ساسة بوست بتاريخ 03 مايو, 2015