انتفاضة السجون الثالثة
للمرة الثالثة، يخوض آلاف المعتقلين السياسيين معركتهم ضد الظلم والاعتقال التعسفي، والانتهاكات وإساءة المعاملة بحقهم.
في بيانها الأول، قالت اللجنة العليا لانتفاضة السجون الثالثة إن أكثر من تسعة عشر ألف معتقل سياسي امتنعوا عن المثول أمام جهات التحقيق، معلنين إضرابهم عن الطعام، والاعتصام داخل الزنازين، وذلك في ست وسبعين سجنا ومقر احتجاز في أنحاء الجمهورية.
أما قوات الأمن، فقد ردت بإيداع العشرات من المعتقلين التأديب، وترحيل بعضهم إلى سجن وادي النطرون، لإجبارهم على فك الإضراب، وعقابا لهم على مشاركتهم بالانتفاضة، وهتافهم داخل الزنازين.
مقتطف
تضامن واسع حصل عليه المعتقلون في انتفاضتهم، بعد إعلان اثنا عشر ألف أسرة، الدخول في إضراب عن الطعام، تضامنا مع ذويهم المعتقلين، بإجمالي نحو خمسة وستين ألف شخص، وفقا لبيان اللجنة العليا للانتفاضة.
(مقتطف لإعلان الإضراب)
الفعاليات الخارجية شملت أيضا تنظيم مظاهرات ومسيرات وسلاسل بشرية، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وإسقاط التهم والأحكام الصادرة بحقهم، ووقف كافة أشكال الانتهاكات والتعذيب التي تمارس ضدهم.
انتفاضة السجون الثالثة، تأتي بعد وفاة أكثر من تسعين معتقلاً، بسبب الإهمال الطبي والتعذيب، واعتقال مئات السيدات والأطفال.
كما تأتي الانتفاضة بعد يومين من عيد ميلاد يقضيه محمد سلطان، صاحب أطول إضراب عن الطعام في تاريخ السجون المصرية.
سلطان بعث برسالة من محبسه، نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قال فيها إن يومَ ميلاده السابع والعشرين يمر عليه في السجن، ليكون ثاني يوم ميلاد يمر عليه منذ اعتقاله في أغسطس من العام الماضي. كما يأتي وقد أكمل مائتين وتسعين يوما من الإضراب، خسر خلالها نحو ثمانية وستين كيلوجراما من وزنه.
وأضاف سلطان أن ثمة عذابا نفسيا غير العقاب البدني، يتمثل في اعتقاله إلى أجل غير مسمى دون أن يدري سببا لاعتقاله أو موعدا لانتهائه.
فيما شهدت محافظة بورسعيد مأساة جديدة للمعتقل حسن صقر، بعد وفاة اثنين من أولاده وشقيقه، أثناء عودتهم من سجن طرة بعد زيارته.
كما توفي شقيق المعتقل، محمد العصفوري، وسالي سعد زوجة أحد المعتقلين. لتتضاعف معاناة المعتقلين بموت أفراد أسرهم.
الفقرة
الحلقة كاملة (الفقرة الأولى)