فارس المنابر.. الشيخ كشك
كان المنبر سلاحه ودرعه، فجاب صوته أرجاء المعمورة من فوقه، حتى لم ينازع الشيخ عبد الحميد كشك أي داعية آخر على لقب فارس المنابر. واجه بصوته الجهور ولغته المميزة بالدمج بين الفصحى والعامية وبحجته القوية وفكاهته الخفيفة كل مخاوف الناس ومشاكلهم، تكلم بلسان الناس فملك قلوبهم.
كانت حياة الشيخ كشك مليئة بالمغامرة والإثارة، واجه عبد الناصر والسادات رؤساء مصر السابقين والمشايخ والدعاة وشيخ الأزهر ودار الإفتاء، ولم يسلم من هجومه المطربين كأم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وغيرهم، ولا الفنانين ولاعبي كرة القدم، ولم يسلم هو في المقابل من الضغط والاعتقال والتعذيب، فاعتقله عبد الناصر في سجن القلعة عامين.
بدأت حياة الشيخ كشك من دروس صغيرة الحلقات في قريته شبراخيت بمحافظة البحيرة، ثم خطيبا في مسجد الطيبي بالسيدة زينب في القاهرة، وبعدها استقر في مسجد عين الحياة الذي عرف لاحقا بمسجد الشيخ كشك، ولم يفارق منبره حتى فارقت روحه الحياة في السادس من ديسمبر عام 1996 وإرثه في الحياة أكثر من ألفي خطبة مسجلة و100 كتاب وسيرة ذاتية.
بحث وإعداد: أسامة الرشيدي
رابط الفيلم