قلق مصري من تهديد الحوثيين لقناة السويس
عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، يقع مضيق “باب المندب”، الذي تطل عليه دول اليمن والصومال وجيبوتي، ويعتبر أحد أكثر الموانئ حيوية، باعتباره يتحكم في مرور السفن ذهابا وإيابا عبر قناة السويس، بالإضافة إلى موانئ البحر الأحمر الأخرى في مصر والمملكة العربية السعودية، وميناء إيلات الإسرائيلي.
وأثناء حرب السادس من أكتوبر عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين، سيطر الجيش المصري على منطقة باب المندب، بالتنسيق مع الحكومة اليمنية في ذلك الوقت، لفرض حصار بحري على إسرائيل، ومنع السفن المتجهة إليها عبر البحر الأحمر من المرور، في ظل العمليات العسكرية.
ومع تصاعد الأحداث في اليمن، واستيلاء المسلحين الحوثيين على مدن عديدة، بما فيها العاصمة صنعاء، تعالت أصوات تحذر من الخطر الذي يتعرض له الأمن القومي المصري، جراء تواجد الحوثيين بالقرب من محافظة “الحديدة” المطلة على مضيق باب المندب، الأمر الذي يُمكن أن يؤدي إلى سيطرتهم عليه، وإمكانية إغلاقه في أي وقت، ويمكنهم من تشكيل السياسات التجارية والعسكرية في المنطقة.
لا يفصل الحوثيون عن السيطرة على محافظة الحديدة سوى مدينة “تعز” ثاني أكبر المدن اليمنية، وأكد مسؤول عسكري قريب من الحوثيين، في تصريحات صحفية أن محافظة الحديدة هي المرحلة الأولى في طريق توسيع وجودهم عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي، وحتى باب المندب.
في المقابل، طرح محللون وجهة نظر أخري تقلل من أهمية هذا التهديد، باعتبار أن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي محاولة لتعطيل الملاحة العالمية، بالإضافة لوجود قوات دولية تتولي تأمين المضيق، وهو نفس ما أكده اللواء “مهاب مميش” رئيس هيئة قناة السويس الحالي.
ورغم تكرار أصوات التحذير من تهديد الأمن القومي المصري بصورة شبه دورية في قضايا أخري، إلا أنها لم تؤد إلى أي أفعال سوي التناول الإعلامي في الصحف والفضائيات، فهل فقدت مصر نفوذها وتأثيرها في تلك المنطقة، مثلما فقدته في أماكن أخري؟
الفقرة
الحلقة كاملة (الفقرة الثانية)