اعتصام ميدان النهضة.. مجزرة لم تنل حظها من الاهتمام الإعلامي
في الثاني من يوليو من العام الماضي، وعقب بيان القوات المسلحة الذي منحت بموجبه الرئيس محمد مرسي مهلة ثمانية وأربعين ساعة، للاستجابة لمطالب متظاهري الثلاثين من يونيو، خرج آلاف المتظاهرين من مناطق عدة بمحافظة الجيزة، واتجهوا جميعا إلي ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، ليعلنوا من هناك بدء اعتصام مفتوح لدعم مرسي.
النهضة كان الشقيق الأصغر لاعتصام ميدان رابعة، سيطرت عليه التلقائية وعدم التنظيم، لكن رواده كان لديهم تصميم كبير على المضي قدما حتى تحقيق مطالبهم.
أثناء الاعتصام، وقعت مذابح عديدة بحق المعتصمين، واندلعت بينهم وبين مجموعات من الأهالي والبلطجية اشتباكات عنيفة، سقط خلالها العشرات من القتلى والجرحى، منها: مذبحة بين السرايات في الثاني من يوليو، بعد بدء الاعتصام مباشرة، وأحداث الكيت كات، وأحداث المنيل، ومجزرة النهضة في الثاني والعشرين من يوليو.
استمر الاعتصام صامدا، رغم الهجمات المتكررة عليه حتى الرابع عشر من أغسطس، عندما تحركت قوات الجيش والشرطة لبدء عملية فض الميدان. عملية لم أكثر من ساعتين، بسبب سهولة السيطرة على الميدان وقلة أعداد المعتصمين المتواجدين في ذلك الوقت.
خلال تلك المدة سقط ما يقرب من مائة وخمسين قتيلا، ومئات المصابين، فضلا عن اعتقال العشرات من داخل مبني كلية الهندسة.
من بين الضحايا، كانت مشاهد الجثث المحترقة دليلا دامغا على بشاعة عملية الفض، وعدم مراعاتها لأرواح البشر.
حتى بعد فض الاعتصام، استحوذ ميدان رابعة على معظم الاهتمام، وتحولت علامة رابعة إلى أيقونة تمثل ذكري المذبحة، ولم يحصل النهضة على حقه من التوثيق والتأريخ، وتواري منسيا خارج الأنظار. يتذكره رواده السابقين بمزيج من الأسي والحنين.
الفقرة