من الكفاف إلى الجفاف.. تصريحات حكومية متناقضة حول تأثير رفع أسعار الوقود

(صوت وزير التموين: زيادة أسعار الوقود ستؤدي إلى انخفاض أسعار السلع الغذائية).
تصريحات متناقضة قالها وزير التموين خالد حنفي، يؤكد في أحدها أن زيادة أسعار الوقود ستؤدي إلى انخفاض أسعار السلع الغذائية، لكنه تراجع بعد ذلك، واكتفى بالقول إن الزيادة لن ينتح عنها ارتفاع الأسعار.
(مقتطف لوزير التموين).
لكن الوزير لم يحدد الكيفية التي سيتم بها مراقبة الأسعار أو التحكم بها، واكتفي بالقول إن كبار التجار وعدوا بذلك.
وفي نفس الوقت الذي قال فيه الوزير إن رابطة سائقي الميكروباص وعدوا بعدم زيادة تعريفة الركوب، توقع زيادة أجرة المواصلات بنسبة عشرين بالمائة.
هذا التناقض لم يقف عن وزير التموين، بل تعداه إلى أعلى منصبين في البلاد.
فبينما نفى السيسي أثناء لقائه مع رؤساء تحرير الصحف وجود آليات لضبط الأسواق في اللحظة الراهنة، خرج رئيس الوزراء إبراهيم محلب، ليؤكد أن الدولة لديها الآليات الكافية للسيطرة على الأسعار ومعاقبة من يخالفها أو يتلاعب بها.
لكن شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية توقعت حدوث مزيد من الارتفاع في أسعار الخدمات والسلع التجارية والصناعية، بسبب الزيادات الأخيرة التي سيتحملها المواطن، خاصة في ظل غياب أي آلية حكومية لمنع ارتفاع الأسعار.
التحذير من اتجاه الاقتصاد المصري نحو مصير مجهول، لفت نظر مجلة فورين بوليسي الأمريكية، التي قالت إن قرار السيسي تقليص دعم الطاقة يحرق جيوب عامة المصريين، ويقفز بأسعار الغذاء، ويهدد بإشعال رد فعل شعبي عنيف. ما يدل على أن مصر -وفقا للمجلة- قد وصلت إلى نقطة الانهيار في إطار جهودها للتغلب على مشاكلها المترسخة، مع اقتصاد قد يقضي على حكومة السيسي إذا ترك دون علاج.
وبينما تمضي الجهود الحكومية في سياسة زيادة أسعار السلع والخدمات الضرورية، تبدو حكومة المهندس إبراهيم محلب، أقل تشددا في تطبيق الحد الأقصى للأجور، على قيادات الجيش والقضاء وقطاعات أخرى، طالب قياداتها باستثنائهم من تطبيق الحد الأقصى للأجور.
يأتي هذا، فيما أعلن البنك المركزي ارتفاع صافي دين مصر الخارجي نحو ثمانية عشر بالمئة، ليصل إلى نحو خمسة وأربعين مليار دولار، فيما ارتفع الدين المحلي سبعة عشر بالمئة، ليصل إلى نحو واحد وسبعة أعشار تريليون جنيه، وذلك بنهاية مارس الماضي. لتبلغ نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي تسعين بالمائة، وهو ما اعتبره خبراء اقتصاديون مؤشرا لكارثة محققة.
الفقرة
الحلقة كاملة (الفقرة الثانية)