النادمون على 30 يونيو

“أنتظر عقابا من السماء” هذا لسان حال أحد الشباب ممن شاركوا في مظاهرات الثلاثين من يونيو، والذي أعلن وغيره من الشباب ندمهم واعتذارهم عما قاموا به بعد أن نزلوا إلى الشوارع مطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة، لكن اتضح أن ما حدث هو انقلاب عسكري دموي يطيح بكل الحريات والمكاسب التي حققتها ثورة يناير ويعيد العسكر مرة أخري إلى حكم البلاد.
الندم امتد أيضا إلى المشاركة في توقيعات حملة تمرد، كما قال هذا الشاب، الذي نشر صورته ممسكا باستمارات الحملة، مؤكدا أنه أضاع بلده بيده.
الحركات الشبابية الشهيرة أعلنت عن تراجعها عن مواقفها التي كانت داعمة للثلاثين من يونيو، ومنهم أحمد ماهر مؤسس حركة السادس من أبريل، المحكوم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، بعد أن كتب مقالا كشف فيه عن معرفته بسيناريو الانقلاب قبله بأشهر.
كما وصف حزب مصر القوية ما حدث بأنه انقلاب عسكري بعد حدوثه بأيام، وأعلن أحمد إمام المتحدث باسم حزب مصر القوية اعتذاره عن المشاركة في المظاهرات، ودعوته الناس للنزول فيها، وكذلك فعل حزب التيار المصري تحت التأسيس.
ولم يختلف موقف حركة الاشتراكيين الثوريين، التي أعلنت بوضوح أن السيسي هو قائد الثورة المضادة، المسؤول عن المذابح الدموية التي حدثت العام الماضي.
ونشر “عمرو بدر” رئيس تحرير موقع تمرد السابق، شهادته عما أسماها عملية اختطاف الثلاثين من يونيو، وكشف فيها عن دعم تمرد من أجهزة الدولة ووسائل الإعلام، وتلقي أعضاء منها أموالا كبيرة من رجال الأعمال. وهو الدعم الذي أدى إلى انشقاق عشرات الأعضاء من الحركة وتبرؤهم منها.
(مقتطف لغادة نجيب إحدى عضوات تمرد تتحدث عن علاقة تمرد بالمخابرات وأن حمدين صباحي وضياء رشوان كانا الوسيطين بين الحركة والمخابرات).
الهجوم العنيف على ثورة يناير ورموزها، دفع عدد منهم إلي الانزواء والاختفاء عن الأضواء، ومنهم وائل غنيم، مؤسس صفحة كلنا خالد سعيد التي دعت لمظاهرات الخامس والعشرين من يناير، والذي كان داعما لعزل مرسي، لكنه أوقف تحديث الصفحة وغادر مصر عائدا إلي عمله السابق في جوجل.
أيضا عزف الشباب عن حضور أي استحقاقات انتخابية بعد الانقلاب، وهي الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وانتخابات الرئاسة، إذ اقتصرت طوابير الناخبين على كبار السن، وخلت من الشباب، الذين فجروا حراكا طلابيا هائلا في المدارس والجامعات طوال العام الدراسي.
(مقتطف لغادة نجيب).
الحلقة كاملة (الفقرة الثانية)