التكفير و الفتوى
بحضور وفود من أكثر من ثلاثين دولة.. افتتحت وزارة الأوقاف اليوم المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالوزارة بعنوان “خطورة التكفير والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية”.. والذي يستمر على مدار يومين.
يتكون المؤتمر من خمس جلسات متتالية تعقد برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية وعمرو موسى ووزير الأوقاف الإماراتي.. مع توجيه الدعوة للبابا تواضروس وقادة الكنيسة المصرية لحضور أعمال المؤتمر.
وزير الأوقاف من جانبه أكد في كلمته على معاناة المجتمعات من توظيف الدين لأغراض سياسية، وإقحام غير المتخصصين في شؤون الفتوى ومواجهة استباحة الدماء بدعاوى التكفير.. بينما أشاد إبراهيم محلب رئيس الوزراء بدور الأزهر الذي يحمل منهج الوسطية والاعتدال في مواجهة الإرهاب والتشدد، على حد قوله.
شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب فسر في كلمته نشأة الفكر التكفيري بأنها نتيجة طبيعية للانتهاكات التي حدثت في السجون المصرية في الستينيات من القرن العشرين.. لكن الكلمة لم تتضمن تحذيرا من إمكانية تكرار نفس الظاهرة بسبب الانتهاكات التي تحدث يوميا داخل السجون وأقسام الشرطة في مصر.
المؤتمر الذي يدعو إلى خطورة خلط الدين بالسياسة لم تغب عنه الأبعاد السياسية.. حيث لم توجه الدعوة إلى دول قطر وتركيا وسوريا وإيران.. نظرا للخلافات السياسية بين السلطة في مصر ونظيراتها في تلك الدول.. كما أن وزير الأوقاف نفسه قد حذر في وقت سابق من التصويت بـ”لا” على التعديلات الدستورية.. مؤكدا أن ذلك سيدخل البلاد في نفق مظلم.
حرص المؤتمر على التأكيد على قصر الفتوي علي “المؤهلين” يطرح تساؤلا حول بعض الفتاوي التي أطلقها علماء من المفترض أنهم مؤهلون للفتوي حسب مقاييس وزارة الأوقاف.. قاموا فيها بإهدار دماء المعارضين للسلطة.. ورفعوا أصحابها إلى مصاف الأنبياء.
(فيديوهات مجمعة لعلي جمعة وسعد الهلالي ونصر فريد واصل)
يأتي هذا المؤتمر بعد قيام وزارة الأوقاف باستبعاد مئات الأئمة من العمل داخل المساجد بدعوي انتماءهم لجماعة الإخوان المسلمين.. ومنع أعداد كبيرة من الدعاة من الخطابة.. وإصدار قرار بإغلاق المساجد عقب الصلاة مباشرة.. وهو ما أثار انتقادات تحدثت عن رغبة السلطة في تأميم العمل الدعوي لصالحها.. واستبعاد المخالفين لها في الرأي تحت دعوى “التكفير والتشدد”.