إعدام العدالة

من فرط غرابة الحكم بإحالة أوراق أكثر من خمسمائة شخص إلي المفتي لم يجد البعض سوى السخرية من هذا الحكم غير المسبوق في تاريخ مصر.
حادثة دنشواى عام ألف وتسعمائة وستة.. التي أثارت ضجة هائلة في مصر وأوروبا.. وسافر من أجلها مصطفي كامل للتنديد بالحكم.. وعزل بسببها اللورد كرومر من حكم مصر.. كانت من أجل أربعة فلاحين تم إعدامهم.. واثني عشر آخرين حُكم عليهم بالمؤبد.
محاكمات نورمبرج، أشهر المحاكمات التي شهدها التاريخ المعاصر عقب الحرب العالمية الثانية.. حيث قرر قادة دول الحلفاء محاكمة مجرمي حرب القيادة النازية بتهمة قتل ملايين البشر.. كما ضمت الأطباء الذين أجروا التجارب الطبية على الأسري.. وعُقدت أول جلسة في العشرين من نوفمبر عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين.. واستمرّت لنحو عام تم الحكم فيها على اثني عشر شخصا فقط بالإعدام.. واعتبر الحكم جائرا وسياسيا.
حكم محكمة جنايات المنيا البعض رأي فيه البعض امتدادا لسياسات عبثية صارت مثارا للتندر والسخرية عبر التاريخ.. ومنهم نظام القذافي في ليبيا.. حيث كانت الإعدامات تنفذ على مرأي ومسمع من المواطنين في الشوارع.. ونظام كوريا الشمالية.. حيث يأمر الزعيم بإعدام زوج عمته عن طريق رميه للكلاب الجائعة.. وإعدام أحد قادته باستخدام قذيفة هاون.. وثالث تنتهي حياته بسبب عدم تصفيقه بحماسة في الاجتماعات.
وفي مصر حيث يتم العلاج بالكفتة.. ويتم القبض على طائر بتهمة التجسس.. وتتهم أبلة فاهيتا بالتخطيط لعمليات إرهابية.. يحكم قاض على خمسمائة وتسعة وعشرين متهما بالإعدام بتهمة قتل شخص واحد.. وفي جلستين فقط لا تتجاوز مدتهما نصف ساعة.. رغم أن مصر تشهد إعدام أقل من مائة وخمسين شخصا فقط على مدار العام.