جليلة ونادين.. فتاتان رحلتا عن دنيانا هذا الشهر.. تنعي أرواحهما الأخطاء الطبية وإهمال المستشفيات.
أصيبت جليلة بآلام شديدة في معدتها عقب إجرائها عملية لتدبيس المعدة، مما تسبب في دخولها غرفة العناية المركزة لعدة أيام، فارقت بعدها الحياة فجر السابع عشر من مارس، مع عدم إصدار المستشفى أي تقرير يوضح أسباب الوفاة، وإخفاء حقيقة حالتها عن والدها.
جليلة خريجة كلية التجارة جامعة القاهرة كانت عضوة فاعلة بفريق “يقظة فكر” وشاركت في العديد من مشروعاته الفكرية والثقافية والتنموية.
أما نادين، فقد دخلت مستشفى مصر الدولي لإجراء عملية جراحية لاستئصال ورم بالمبيض، لكنها خرجت جثة هامدة، لتخرج أسرة نادين وأصدقائها متهمين المستشفى بالإهمال الجسيم، ويتقدم زوجها ببلاغ للنيابة العامة طالبًا انتداب طبيب شرعي لتشريح جثة زوجته لمعرفة أسباب الوفاة.
تم تسليم زوج نادين في البداية تقريرا غير مختوم يفيد بوفاتها نتيجة إصابتها بالتهاب أدى إلى صدمة تسممية، قبل أن تقوم المستشفى بإصدار تقرير جديد يفيد بوفاتها نتيجة جلطة بالوريد الرئوي، وهبوط في الدورة الدموية، وهو ما اعتبرته أسرة نادين محاولة للتهرب من المسئولية، معلنين تمسكهم بعدم ترك حقها وفتح ملف الإهمال الطبي في مصر.
تخرجت نادين من المعهد العالي للسينما، وشاركت في كتابة بعض الأعمال السينمائية والدرامية الهامة، أبرزها مسلسلات “موجة حارة”، “قانون المراغي”، و”بالشمع الأحمر” وفيلم “إحنا اتقابلنا قبل كده”.
من عرفوا جليلة ونادين أجمعوا على نشاطهما ورغبتهما في تغيير المجتمع للأفضل، سواء من خلال مشاركتهما في كافة الفعاليات الثورية منذ يناير وحتى اليوم، أو من خلال أعمالهما المجتمعية والتطوعية.
جليلة ونادين لحقتا بمحمد رمضان وأحمد عبد العظيم وغيرهما من ضحايا الإهمال في سانت كاترين، وغيرهم الآلاف من الشباب ممن قتلوا خلال الثلاث سنوات الماضية في شوارع مصر، مصداقا لقول الشاعر:
من لم يمت بالسيف مات بغيره.. تعددت الأسباب والموت واحد
لم يكن غريبا بعد ذلك أن يتداول الشباب صورة لإحدى المقابر مكتوبا عليها “مشروع إسكان الشباب في مصر” ويستمر أصحاب الشعر الأبيض في القصور، بينما يتوالى إنزال أصحاب الشعر الأسود في القبور.
