نزيف الأسفلت
أنهار الطرق باتت شاهدا على دماء المصريين التي تفيض بسبب حوادث المرور القاتلة. خلال أقل من ثمانية واربعين ساعة سقط أكثر من ستين قتيلا في حوادث مرورية مروعة.
ففي طريق جنوب السويس لقي خمسة وعشرين شخصا مصرعهم وأصيب تسعة وعشرون آخرون في حادث تصادم حافلة مع سيارة نقل.
(فيديو للقاءات مع شهود عيان والمصابين)
وفي أسيوط لقى ستة عشر شخصا مصرعهم في حادث تصادم آخر بين حافلة ركاب صغيرة وسيارة نقل في طريق “أسيوط _القاهرة” الصحراوي. بينما قتل عشرون شخصا في حوادث منفصلة في محافظات عدة يوم الأحد الماضي.
وبينما سيل نزيف الدماء يتواصل في انعكاس واضح لإهمال الدولة لسلامة الطرق، تجنح الحكومة إلى إلقاء اللوم على الضحايا بدلا من البحث عن سبل لحمايتهم. فقد أكد اللواء أحمد عاصم، المنسق العام للإعلام المروري أن معظم حوادث الطرق تعود في أسبابها إلي سلبيات العنصر البشري وعدم التزامه بالسرعات المقررة والقواعد المنظمة لحركة السير.
في حين حرص محافظ السويس على التأكيد على أن الحادث سببه إهمال سائق الحافلة.
(فيديو مكالمة محافظ السويس)
وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن مصر تحتل المرتبة الأولي في عدد ضحايا حوادث الطرق على مستوى الشرق الأوسط، بحوالي اثني عشر ألف قتيل عام ألفين واثني عشر فقط. فيما شهد العام الماضي مقتل حوالي ثلاثة عشر ألف شخص وإصابة ستين ألف آخرين، وهو رقم يتجاوز ضحايا المصريين في حرب أكتوبر. بمعدل ستة وثلاثين قتيلا يوميا، مما يجعل مصر من أسوأ عشر دول في حوادث الطرق على مستوى العالم، بخسائر تبلغ خمسة وعشرين مليار جنيه.
وفي ظل استمرار سوء الأحوال الجوية وعدم وجود استعدادات حكومية للتعامل مع هذه الظروف.. فإن حوادث الطرق مرشحة للزيادة.. ونزيف الدماء مرشح للاستمرار أيضا.