التقارير

شعار رابعة

“ليلة رائحتها الجنة”.. هذا آخر ما كتبه أحمد صلاح مدني ابن الاسكندرية وأحد المعتصمين بميدان رابعة العدوية فجر يوم الرابع عشر من أغسطس، لينال الشهادة بعد ذلك بساعات قليلة أثناء فض الميدان في واحدة من أكبر المجازر في تاريخ مصر الحديث.
في أواخر أيام الاعتصام، انبعث رمز رابعة عبر الشهيد أحمد مدني الذي كان أول من قام برفعه عقب إصابته في مجزرة المنصة، لينتشر الشعار داخل الميدان كرمز للصمود.
وبعد مجزرة فض الاعتصام مباشرة، صمم عدد من الأتراك الشعار الأصفر الذي تتوسطه أربعة أصابع والمستوحى من الميدان للدلالة على المجزرة، متخطيًّا حواجز الجغرافيا واللغات والشعوب، ليصبح رمزًا نضاليًّا يرفعه كل من يريد الدعم والتضامن مع المجزرة في كافة أنحاء العالم.
أما مغتصبو السلطة، فقد سعوا جاهدين لمحو جريمتهم في رابعة وحذفها من التاريخ. لكن رابعة الرمز بقي ينغص عليهم مضاجعهم ويطاردهم في كل مكان. فلم يتورعوا عن مهاجمته ووصفه بكل الصفات الممكنة.. بل والمطالبة بتجريم رفعه باعتباره تهديدا للأمن القومي ناهيك عن مطاردة أي شخص يحمله طفلا كان وكهلا.
لكن قُضي الأمر، وأبقي الرمزُ الحدثَ حيَّا في وعي الناس وذاكرتهم، ورفعه إلى درجة الأسطورة. وأضحى رمزا للمظلومين والمضطهدين في كل مكان.
الحلقة كاملة (الفقرة الأخيرة)

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى