فيلم “صناعة الكذب” خطوات إعلام مبارك

“الشعب يريد تطهير الإعلام”.. كان هذا واحد من مطالب -كثيرة- للمصريين بعد ثورة 25 يناير.. لكن –للأسف الشديد- ما حدث هو تضليل وتشويه للحقائق وتشويش للعقول من خلال الجهاز الإعلامي المصري، وبالطبع لم يتم تطهير الإعلام، بل ازداد ضحالة، بعد عام كامل على الثورة..
وكان الفيلم الوثائقي “صناعة الكذب” من إخراج شريف سعيد وإنتاج الجزيرة الوثائقية، أول وثيقة سينمائية يتم إنجازها -خلال الثورة- تكشف الوجه الحقيقي لإعلام كان يمارس دوره فى تشويه الثورة ومحاولة إجهاضها. فيه محاولة لرصد دور الإعلام المصري وكيفية تعامله مع ثورة 25 يناير، من خلال الأداء الإعلامي – الحكومي – والتابع للنظام السابق.
وقد أثار فيلم “صناعة الكذب” عقب عرضه على شاشة الجزيرة الوثائقية، ردود أفعال كثيرة لدى العاملين في مجال الإعلام، على الأخص داخل مبنى التليفزيون الرسمي –ماسبيرو- والقنوات الأخرى المتخصصة..
فبعد أيام من عرضه على شاشة الجزيرة الوثائقية، خصصت الإعلامية منى الشاذلي حلقة كاملة من برنامجها (العاشرة مساءاً) لمناقشة فيلم (صناعة الكذب)، وعرضت ما يقرب من خمس عشرة دقيقة منه، وذلك بحضور مخرجه شريف سعيد، والمنتج المنفذ البراء أشرف، وياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي، وإبراهيم الصياد –رئيس قطاع الأخبار الحالي- والذى أبدى إعجابه الشديد بالفيلم وتمنى لو يتم عرضه – في الوقت الحالي – على شاشة التليفزيون المصري، واصفاً إياه بأنه شهد تغيراً كبيراً بعد عام من الثورة، وأبدى الصياد تحفظه أو بالأدق اعتراضه على اسم الفيلم “صناعة الكذب”، لكنه أوضح أن مضمون الفيلم يشير إلى حجم الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها الإعلام المصري خلال فترة الثورة، مشيراً إلى ان الفيلم نجح في تقديم صورة حقيقة لأحداث شاركنا فيها بشكل أو بأخر.
في حين أوضح البراء أشرف – المنتج المنفذ للفيلم في مصر- أن وضع الإعلام في مصر سيظل كما هو طالما هناك منصب مثل (وزير الإعلام)، مؤكدا على أن صناعة الكذب تتحول بفضل الإعلام إلى صناعة للموت والقتل والإرهاب في بعض الأوقات.
أما المخرج شريف سعيد، فقد أكد على أن الفيلم ليس فيلماً انتقاميا، بل كان الهدف منه هو وضع صانعي الإعلام في وقت الثورة أمام أعمالهم لنقول لهم (هذا هو عملكم)، مضيفاً إلى أنه وفريق العمل بالفيلم استغرقوا عدة أشهر في مشاهدة مقاطع الفيديو والصحف التي استعانوا بها.
يحلل الفيلم – الذى تصل مدته إلى 70 دقيقة- السياق الذي جاء فيه استخدام وسائل الإعلام فى مصر خلال العام الماضي من الثورة كل من الأدوات الإعلامية التي تعامل بها في البعد عن تقديم الحقائق وذلك عبر شهادات حية من عدد من العاملين بقطاع التلفزيون منهم الإعلامي محمود سعد وتامر أمين، اللذان كانا من أشهر مقدمي البرامج في التلفزيون الرسمي، بالإضافة الى سهى النقاش وأماني الخياط من قناة النيل للأخبار، وكذلك عدد من الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف القومية منهم عبد الله كمال، رئيس التحرير السابق لصحيفة روز اليوسف، وأسامة سرايا، رئيس التحرير السابق لجريدة الأهرام.
وقد أظهرت اللقاءات التي أجريت مع الإعلاميين والصحفيين حول فيلم “صناعة الكذب” كيفية تحول التليفزيون الرسمي – التابع للنظام- إلى مصنع للكذب والتزييف الإعلامي المصري، على عكس ما كانت تعرضه باقي القنوات والمحطات الفضائية الغير مصرية، مثل البي بي سي وال سي إن إن والعربية والجزيرة.. بالإضافة إلى أنه من خلال بث بعض التسجيلات التليفزيونية للإعلاميين المصريين والاخبار المتناقضة التي كانت تبث عبر شاشاته من أداء الإعلام المصري، وبعض القنوات الخاصة بأنها امتداد للتليفزيون الرسمي (ماسبيرو).
قدم الفيلم، عشر خطوات، وهي التي فضحت الإعلام المصري وكشفت ألاعيبه مع أيادي نظام مبارك السابق، وهي: استباق الأحداث والتهوين من جانب والتهويل، بالإضافة الى اختلاق وخلق وقائع واستخدام بعض المشاهير للترويج لخطته الإعلامية.
موقع الجزيرة الوثائقية- 25 يناير 2012