ثقافةراديو حريتنامصر

مبادرات شبابية ترفع شعار: طريق الألف مكتبة يبدأ.. بكتاب

 

على مدار الأسابيع الماضية شهدت مصر والوطن العربي عددا من الحملات والمبادرات التي تهدف إلى إنشاء مكتبات مجانية عامة ومتخصصة للجمهور، لإتاحة الفرصة للاطلاع والقراءة دون تحمل أي تكلفة، فهل هي عودة لعصر القراءة، وهل ستنبه الجمهور أخيرا إلى أهمية القراءة؟

حريتنا قامت بمتابعة 5 حملات مختلفة تهدف إلى إنشاء مكتبات مجانية لنشر المعرفة والقراءة، وهي مبادرة إنشاء مكتبة لأطفال مستشفى سرطان الأطفال، ومبادرة “كتابي كتابك” لإنشاء مكتبات لأطفال المخيمات الفلسطينية في فلسطين، ومبادرة ” كتابي لأجلك” لتجميع 10 آلاف كتاب لتوزيعها على أبناء الصعيد، ومبادرة راديو حريتنا لإنشاء مكتبة شبابية تهدف إلى نشر المعرفة بين الشباب، ومشروع المائة ألف كتاب الذي دشنه موقع عمرو خالد منذ أسابيع.

مكتبة شبابية داخل راديو حريتنا

هي فكرة جديدة تنفذها إذاعة حريتنا، إذ يطمح القائمون على المشروع إلى إنشاء مكتبة شبابية مفتوحة مجانا لتشجيع الشباب على الحضور والقراءة دون تحمل أي تكلفة، على أن تحتوي المكتبة على أحدث وأجود الكتب الشبابية والتي كتبها الشباب صغير السن.

بدأت الفكرة بمسابقة أقامها الراديو في شهر أبريل الماضي بعنوان “اكتب عن كتاب”، وهي المسابقة التي تحمس لها العديد من الشباب، وفي يوم تسليم الجوائز أعلنت الإذاعة عن حملة جديدة لتشجيع الشباب المصري على القراءة، بهدف تغيير صورة الشباب إلى الإيجابية أكثر من خلال اهتمامه بالقراءة.

وقامت إدارة حريتنا بمجهود ذاتي بتجديد إحدى القاعات بمقر الإذاعة بشارع القصر العيني بمنطقة وسط البلد، وبدأت الإذاعة في استقبال الكتب وكان أولها كتاب “ساديزم” لمحمد الغزالي، ومجموعة كتب للكاتبة شيماء الجمال، ومجموعة كتب أخرى من الناشر كريم الشاذلي صاحب دار أجيال.

كما استقبلت الإذاعة أعدادا من المجلات الشبابية في مصر لخدمة هدف المكتبة، وبالفعل وصلت أعداد من مجلة “إحنا”، ويتم حاليا التواصل مع مجلات شبابية أخري لتوفير أعدادها بشكل ثابت في المكتبة.

وتوجت تلك المجهودات بافتتاح المكتبة في شهر أكتوبر بحضور الكاتب والروائي خالد الخميسي واهتمام كبير من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، لتبدأ المكتبة بممارسة دورها في تثقيف الشباب، كما أقامت المكتبة عدة ندوات ثقافية مع عدد من ألمع الأدباء في مصر.

“مكتبة من أجل أطفالنا” بمستشفى سرطان الأطفال

مشروع إنشاء مكتبة للأطفال في مستشفى سرطان الأطفال 57357 بدأ منذ رمضان الماضي تحت شعار “مكتبة من أجل أطفالنا”، وتم فتح باب التطوع والمساعدة لكل من يريد المساهمة في هذا المشروع سواء بالجهد أوعن طريق التبرع بالكتب.

وتهدف من خلاله مكتبة عمر بوك ستور صاحبة الفكرة إلى المساهمة في تثقيف المرضي وأطفال الشوارع، وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبناء جيل مثقف يساهم في بناء وطنه كما قال عمر صاحب مكتبة عمر بوك ستور الذي أضاف إن المشروع يحتاج إلى التبرع بكتب للأطفال وكتب تصلح لأطفال وشباب حتى سن 15 سنة.

كما أشار إلى أنهم قد قاموا بمخاطبة عدد من المكتبات ودور النشر من أجل المساهمة في المشروع وهم الآن في انتظار ردهم، كما أكد أن باب الاقتراحات مفتوح لدي كل من لديه فكرة تفيد المشروع.

المبادرة شهدت إقبالا كبيرا وانضم إليها كل من دار أكتب للنشر ومجلة بحلقة الإلكترونية وموقع دار الكتب وجمعية ألوان التشكيلية، واستطاع المنظمون في الشهر الأول للمبادرة تجميع مئات الكتب وصلت إلى حوالي 400 كتاب للأطفال ما بين كتب تعليمية وترفيهية ودينية وقصص ومجلات للأطفال.

وتشترط المبادرة أن تكون الكتب جديدة وبحالة جيدة بناء على طلب إدارة المستشفى بسبب ضعف مناعة الأطفال المصابين بالسرطان، وتساعد مكتبة عمر بوك ستور الأشخاص الذين يريدون التبرع وليست لديهم كتب جديدة بإتاحة الفرصة أمامهم للشراء من المكتبة وترشيح الكتب المناسبة للأطفال وتقديم خصم خاص يصل إلى 20%.

أيضا قامت المبادرة بدعوة الرسامين والفنانين لرسم لوحات وبورتريهات ورسوم كاريكاتير لإدخال البهجة والسرور على الأطفال لأهمية العامل النفسي في شفاء الأطفال، كما قالت ناهد سمير منسقة المبادرة.

نجاح المبادرة شجع القائمين عليها على البدء في تكوين مكتبة متخصصة للأطباء العاملين بالمستشفى، وبالفعل تم تجميع عشرات الكتب المتنوعة للأطباء لمساعدتهم في أداء عملهم على الوجه الأكمل.

وبالفعل اكتملت تلك المجهودات بافتتاح المكتبة في شهر أكتوبر الماضي في حفل كبير حضره الكاتب والروائي خالد الخميسي ود. نبيل فاروق صاحب أشهر سلاسل روائية للشباب على مستوي الوطن العربي، وكاتب الرعب الشهير أحمد خالد توفيق بحضور عدد كبير من وسائل الإعلام المختلفة، ولا زالت المبادرة مستمرة في استقبال التبرعات والكتب الجديدة.

كتابي كتابك.. مبادرة لدعم المخيمات الفلسطينية بالمكتبات

هناء الرملي مواطنة أردنية، ومهندسة مدنية، وكاتبة، ومخرجة أفلام وثائقية مستقلة، وناشطة في مجال ثقافة الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، وجدت لديها مكتبة كبيرة لكتب الأطفال أصبحت لا تحتاج إليها بعدما كبر أولادها وأصبحوا شبابا، فقررت أن تتبرع بها لتكون نواة مكتبة أطفال عامة في مخيم غزة جرش بالأردن بسبب معرفتها الوثيقة بالقائمين على المخيم الذين رحبوا بالفكرة بسبب احتياج المخيمات الفلسطينية لها النوع من البرامج التنموية، ففكرت أن تعم الفائدة أكبر عدد من الأطفال ممن حرموا من حق التعلم والمعرفة لتشمل جميع المخيمات الفلسطينية في الدول العربية وفلسطين.

ومن هنا تحولت فكرة صغيرة إلى مبادرة كبيرة في دول عربية عديدة هي الإمارات والسعودية ومصر ولبنان والمغرب وقطر والضفة الغربية، تعمل جميعها تحت شعار “حق المعرفة حق مقدس”.

وجهت المهندسة هناء في البداية الدعوة إلى أصدقائها من خلال موقع فيسبوك، لتجد الدعوة صدي واسعا وعرض عدد كبير المساهمة من كافة الجنسيات العربية.

وتهدف المبادرة إلى إنشاء مكتبة أطفال عامة في كل مخيم وحي فلسطيني فقير، من خلال مركز أو جمعية خيرية في المنطقة أو المخيم مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وساهمت مؤسسة عبد الحميد شومان بتقديم أثاث المكتبة، إضافة للكتب، وأجهزة الكمبيوتر، وتدريب العاملين في المكتبة على إدارة المكتب.

بدأت المبادرة من الأردن في منتصف يوليو الماضي من خلال فريق يتكون من 70 متطوعا، وأصبحت المبادرة عربية بانضمام متطوعين من مختلف الدول العربية، وقد وصل عدد الكتب التي تم تجميعها حتى الآن أكثر من 2500 كتاب، كما وصل عدد أعضاء المبادرة حتى الآن إلى 3000 عضو، إضافة إلى تشكيل مجموعات لكافة فروع المبادرة في العالم العربي تم تشكيلها حتى الآن، وتم وضع آلية عمل منذ بداية المبادرة تستهدف تجميع الكتب وإنشاء المكتبات لتتولي إدارتها بعد لك لجنة متابعة العمل بالمكتبات التي تضمن استمرار العمل وإقامة الفعاليات داخل المكتبة.

ترفض المبادرة تلقي تبرعات مالية، وتطلب فقط الكتب والأثاث المكتبي اللازم لإنشاء مكتبة مثل الأرفف والطاولات والكراسي وأجهزة الكمبيوتر.

وتستعد مجموعة عمل المبادرة لتصوير فيلم قصير حول المبادرة سيتم قريبا عرضه على الإنترنت، أيضاً تم وضع مجموعة شعارات لتشجيع الأطفال على القراءة من قبل المتطوعين في المبادرة تحديدا المبدعين في الكتابة المتخصصة للأطفال ليتم تصميمها كملصقات، وتم الاتفاق مع فرقة فنية فلسطينية مقيمة في كندا على تأليف وتلحين وغناء أغنية خاصة بالمبادرة موجهه للأطفال، تعد مساهمة وتبرع منهم للمبادرة.

وبالفعل أنشئت مكتبة مبادرة كتابي كتابك الأولي بمخيم غزة جرش وأصبحت تتضمن 3000 كتاب: منها 1500 كتاب متخصص للأطفال و1500 كتاب للناشئين والكبار، وأربعة أجهزة كمبيوتر وطابعة وجهاز بروجكتور ومستلزمات مكتبية إضافة للأثاث المكتبي، كل ذلك بمجهود متطوعي، فمبادرة كتابي كتابك دون دعم أو تمويل من أي جهة رسمية أو غير رسمية باستثناء مؤسسة عبد الحميد شومان.

وتضمن حفل الافتتاح الذي أقيم يوم السبت 26 ديسمبر الماضي 8 أعمالا فنية، تم إعدادها والعمل عليها من قبل فرق فينة وفنانين متخصصين محترفين لتكون ضمن برنامج تشجيع الأطفال على القراءة وربطهم بمكتبات المبادرة والقراءة.

كتابي لأجلك.. حملة لنشر المعرفة بين أبناء الصعيد

لم تقتصر ردود الأفعال على مبادرة كتابي كتابك على مجرد التفاعل والمشاركة، وإنما ألهمت مجموعة من الشباب المصري لبدء حملة على مستوي مصر لتجميع 10 آلاف كتاب لتوزيعها بالمجان على أبناء الصعيد تحت شعار “كتابي لأجلك”، مستهلين حملتهم بمحافظتي سوهاج وأسيوط كبداية على أن تمتد الحملة إلى باقي محافظات الصعيد بعد توسع الحملة وانضمام أعضاء لها من باقي محافظات الوجه القبلي.

اختيار الصعيد كهدف للحملة جاء لأسباب معروفة وهي انخفاض معدلات التنمية وانتشار الأمية لدى قطاع كبير من أبناء الصعيد، كما تعتبر محافظتي أسيوط وسوهاج أفقر محافظتين في مصر.

وتقوم الحملة على تجميع الكتب من محافظات مصر كلها عبر متطوعين في كل محافظة وعندما تصل الكتب للعدد المطلوب سيتم إقامة حفل لتوزيع الكتب في كلا من محافظتي أسيوط وسوهاج، بهدف نشر الثقافة وتوصيل الكتب إلى شباب “قلما تجد بينهم من اطلع على كتاب أو قرأ قصة أو ناقش فكره في كتاب” كما يقول محمد عاطف منسق المبادرة والمقيم بسوهاج.

وصل عدد الكتب في أول يوم من بدء استلام الكتب إلى 500 كتاب، بمشاركة من عدد من الكتاب مثل الكاتبة داليا زيادة والتي تبرعت بـ200 كتاب، والكاتب محمد الغزالي، كما قام محمد حبيب النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين بدعم المبادرة بعدد من الكتب.

توسعت المبادرة ولقيت ردودا إيجابية، ووصل عدد المشاركين إلى 35 متطوعا يتوزعون في 8 محافظات.

وتقرر قبول جميع التبرعات من الكتب لمختلف المجالات والاتجاهات، كما تقرر البدء في تكوين مكتبة إلكترونية لاستيعاب الكتب الموجودة على شبكة الإنترنت وتوفيرها لمن يريدها.

وقال محمد عاطف منسق المبادرة لحريتنا إن الحملة الآن في مرحلتها الثانية وهي تجميع الكتب من الأفراد والمؤسسات، والتي تستمر لمدة شهر قابلة للزيادة، وحتى الآن لم تشترك مؤسسة أو مكتبة كبيرة بالحملة، ومعظم الكتب جاءت من أفراد.

كانت الحملة في البداية تستهدف إقامة أسبوع طلابي بجامعتي أسيوط وسوهاج لتوزيع الكتب مجانا على الطلبة، وفي حالة تعذر ذلك يتم إنشاء مكتبة مجانية تتيح استعارة الكتب “بدون شروط تعجيزية” كما يقول عاطف.

وعلى الرغم من ردود الفعل الإيجابية فإن عاطف يقر بوجود صعوبات عديدة تواجه الحملة، أبرزها عدم وجود منظمة أو جمعية ترعى الحملة تكون غطاء شرعيا داعما لها بشرط عدم التدخل في أعمالها، وأدى ذلك إلى عدم وجود آلية لمخاطبة الجهات الرسمية وطلب مساعدتها، كما تعاني الحملة من تجاهل دور النشر وأصحاب المكتبات على الرغم من محاولاتهم العديدة للاتصال بهم وطلب المساعدة منهم.

وأشار عاطف إلى أن تجميع 10 آلاف كتاب هو مجرد بداية للحملة على أمل التوسع وتجميع أعداد أكبر من ذلك.

لكن تظل هناك مشكلة توفير مكان للمكتبة في كل من سوهاج وأسيوط في ظل عدم وجود موارد مالية لدى منظمي الحملة، أو توفير مكان واحد متنقل ليتيح سهولة التحرك والتبادل بين المحافظتين وهي المشكلة التي يعمل منظمو الحملة على إيجاد حلول لها.

عمرو خالد ومشروع المائة ألف كتاب

وإذا تطرقنا إلى المكتبات الإلكترونية نجد أن هناك عددا كبيرا من المواقع التي يوجد بها كتبا للتحميل على شبكة الإنترنت، ولكن تظل هناك مشكلة حقوق الملكية الفكرية وحق مؤلف الكتاب وناشره، كما أن تلك المكتبات لم تثبت فاعليتها حتى الآن في انتشار القراءة، إذ تقوم أعداد كبيرة من زوار تلك المكتبات بتحميل الكتب فقط دون قراءتها، كما ثبت أن القراءة على شاشة الكمبيوتر ليست مثل قراءة الكتاب المطبوع.

ومن المعروف أن قارئ الإنترنت ملول إذا تعلق الأمر بالأخبار والمقالات فكيف يكون الحال مع كتب كاملة من المفترض أن يجلس هذا القارئ أمام شاشة الكمبيوتر ساعات وساعات لقراءتها؟

ولمواجهة تلك المشكلة أطلق موقع عمرو خالد مشروعا جديدان هو مشروع المائة ألف كتاب، وهو مشروع يهدف إلى تجميع عروض مائة ألف كتاب على الموقع بهدف المشاركة في تثقيف الجمهور وخاصة الشباب منهم، تحت شعار “أمة اقرأ لازم تقرأ”، إذ تشير معدلات القراءة في العالم العربي إلى أن كثير من سكان العالم العربي قد لا يقرئون كتابا واحدا في العام، في حين أن معدلات القراءة في الغرب قد تصل إلى قراءة أكثر من كتاب شهريا.

ويعتمد المشروع على جهود الجمهور نفسه، إذ طالبت إدارة الموقع من زواره كتابة عروض لأفضل الكتب التي قرأها كل منهم، على أن يشارك الداعية عمرو خالد بنفسه في المشروع بعرض ما يقرأه من كتب مع اختيار أفضلها في النهاية وتقديم جوائز لأصحابها.

وقال عمرو خالد في كلمته لزوار الموقع إن الهدف المبدئي هو تكوين قاعدة بيانات لأكثر من 100 ألف كتاب، أما الهدف بعيد المدى فهو تكوين أكبر مكتبة وقاعدة بيانات للكتب على مستوي الوطن العربي، لتكون مرجعا للباحثين والشباب الذين يبحثون عن كتب لقراءتها، ومساعدة الشباب على تحديد أولوياتهم في القراءة على أن يقوم الموقع بإقامة نظام الكتروني للمكتبة يتيح تبويب الكتب حسب موضوعها لتسهيل إيجاد الكتب لمن يبحث عنها.

لا يطمح المشروع إلى توفير الكتب كاملة على شبكة الإنترنت، إذ يري القائمون على الموقع أن توفير الكتب كاملة فيه تعدي على حقوق الملكية الفكرية لصاحب الكتاب وناشره، وتمنع إدارة الموقع وضع أي كتب للتحميل على منتدى الموقع، ويتم فورا إلغاء أي موضوع به كتب للتحميل لها حقوق محفوظة وغير مصرح بتداولها بشكل مجاني، لذا يأتي هذا المشروع لتوفير عروض كتب تماشيا مع تلك السياسة.

 

كتبه :أسامة الرشيدي بموقع راديو حريتنا بتاريخ 5 يناير 2010

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى