ثقافةراديو حريتنامصر

تفاصيل ختام مهرجان القاهرة لأفلام حقوق الإنسان

خصص اليوم النهائي لمهرجان القاهرة لأفلام حقوق الإنسان لعرض جميع الأفلام العربية، حيث عرض أمس أربعة أفلام مختلفة ما بين روائي قصير وروائي طويل ووثائقي وتسجيلي.

وهذه الأفلام هي: عطشان يا صبايا، ومصر المحروسة، للمخرج الشاب علي شعبان السطوحي، وهما عبارة عن حلقتين من برنامج “اتكلموا” الذي يذاع على راديو حريتنا وموقع فيسبوك، وN70 للمخرج أحمد نادر، أما الفيلم الرابع فهو وثائقي مدته ساعة ونصف يحمل عنوان “الثورة البرتقالية”.

تناول فيلم “عطشان يا صبايا” أوضاع إحدى القرى المصرية، وهي قرية المحسمة بالتل الكبير التي تعاني من انعدام المياه الصالحة للشرب منذ عدة سنوات، واستعرض معاناة الأهالي الذين يضطرون إلى استخدام مياه مالحة للشرب والاستحمام أدت إلى إصابة عدد كبير منهم بأمراض متعددة مثل الفشل الكلوي والسرطان.

وتناول فيلم “مصر المحروسة” مشاكل عمال النظافة في مصر، واحتوى الفيلم على مشهد لثلاثة عمال يتحدثون عن مشاكلهم وأوجاعهم بمرارة وحسرة، وكانت الأجور المتدنية هي المشكلة الرئيسية، إذ لا تزيد أجورهم عن بضع عشرات من الجنيهات شهريا لا تكفي حتى المواصلات، كما عرض شكاوي المواطنين من سوء مستوي النظافة في الشوارع نتيجة قلة عدد العمال، ويحسب للمخرج اجتهاده في محاولة تقديم صورة جيدة بأقل الإمكانيات.

وعن الفيلمين، قال السطوحي إنه فكر في هذا البرنامج لكي يعطي المواطنين المهمشين حقهم في التعبير والمطالبة بحقوقهم، حيث استفزه موضوع القرية الفقيرة المحرومة من المياه الصالحة للشرب ومعاناتهم اليومية، بالإضافة لموضوع عمال النظافة وحالتهم الاجتماعية وأوضاعهم التي لا ترضي أحدا.

وعن الخطوة القادمة، قال السطوحي إنه يريد إنتاج فيلم عن المهمشين في المجتمع، خاصة الصم والبكم والمكفوفين والمعاقين، وسيسعى للدخول بهذه الأفلام مهرجانات مختلفة في القريب العاجل.

بعد ذلك عرض الفيلم الروائي القصير”N 70″ ويتناول قصة أحد سائقي الميكروباص الذي تعرض لهتك عرضه على يد أحد الضباط في قسم الشرطة، وتصوير ما حدث وفضحه في مكان عمله، وذلك في تجسيد روائي واضح لقصة السائق “عماد الكبير” الذي ينطبق الفيلم عليها، واستعرض الفيلم معاناة السائق والتدمير النفسي الذي تعرض له بسبب تلك الحادثة، وفسخ خطبته ووفاة والدته عند مشاهدتها الكليب الذي يعرض مشهد التعذيب، واختتم الفيلم بإبراز نشر القضية في الصحف ومطالبتها بالقصاص من الضابط، وهوما تحقق فعلا على أرض الواقع بالحكم على الضابط بالسجن 3 سنوات.

ويحسب للفيلم تقديمه صورة جيدة جدا وبدرجة نقاء عالية، كما أبدع بطل الفيلم الممثل الشاب مصطفي خليل في تقمص دور سائق الميكروباص ببراعة أشاد بها جميع الحضور.

وعن فكرة الفيلم، قال مخرجه أحمد نادر إنه حاول تسليط الضوء على قضايا التعذيب من خلال أشهر واقعة وهي قضية عماد الكبير رغم حدوث قضايا أخرى، لكن هذه الأشهر، وكان البطل في ظهور تلك القضايا هو جهاز الهاتف المحمول الذي استخدم في تصوير قضايا التعذيب.

وأضاف “أما تصوير الفيلم وإنتاجه فكان متعبا، خاصة ونحن بالشارع لأننا لم نكن نمتلك التراخيص المطلوبة، أما باقي المشاهد فكانت سهلة باستثناء مشهد التعذيب فقط،، أما بالنسبة للإنتاج فلم تتجاوزه تكلفته 2000 جنيه، ولكن الحرفية كانت في المونتاج، حيث أعمل أساسا في مجال المونتاج”.

وكان ختام العرض بالفيلم الطويل “الثورة البرتقالية” وهو فيلم مدبلج يتناول الثورة التي حدثت في أوكرانيا اعتراضا على تزوير الانتخابات لصالح مرشح الحكومة، ثم انتصار الثورة.

بدأ الفيلم باستعراض الوضع السياسي في أوكرانيا تحت سيطرة الحزب الحاكم الموالي لروسيا، وكيف كان يقمع المعارضة، وتناول قصة الانتخابات الرئاسية عام 2004 بين مرشح الحكومة يانوكوفيتش ومرشح المعارضة يوشنكو، والتي تم تزويرها لصالح يانوكوفيتش، وهوما أدى لانفجار ثورة عارمة في الشوارع، وامتدادها في مدن أوكرانيا المختلفة، وقدوم المواطنين من الأقاليم المختلفة للمشاركة في الاعتصام الذي نفذته المعارضة في الشارع لأكثر من 10 أيام للمطالبة بإعادة فرز النتائج.

ركز الفيلم على التنظيم الجيد للثورة بدءا من توفير الخيام والأغطية للمعتصمين وتوفير الطعام والشراب على مدار أيام الثورة عن طريق التبرعات وبعض رجال الأعمال الأوكرانيين، ومساندة المطربين الأوكرانيين للثوار وتنظيم عروض غنائية في الشوارع للترفيه عنهم، والصبر الذي تحلوا به وعدم استسلامهم بعد أول يومين كما كان متوقعا، وهوما يحدث أغلب الأحيان في الأحداث المشابهة، إلى أن أصدرت المحكمة قرارها بإعادة الانتخابات بسبب التزوير الواضح فيها، وهي الانتخابات التي فاز بها في النهاية يوشنكو واستطاع أن يهزم الديكتاتورية في بلده.

وبشكل عام اكتشف الحضور تشابه الفيلم في كثير من أحداثه وتحليلاته مع واقع عدد كبير من الدول العربية التي لا تزال تعاني غياب الحريات وقمع المعارضة، وهوما يفتح الباب أمام الاطلاع على تجارب أخرى والاستفادة منها في إحداث عملية التغيير.

وكانت الدورة الأولي من المهرجان قد عقدت في عام 2008 بالتوازي مع الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث كان المهرجان هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط الذي يهتم بعرض الأفلام المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان التي أنتجها أو صنعها مخرجون من جميع أنحاء العالم في احتفالية واحدة داخل أحد بلدان منطقة الشرق الأوسط.

وأقيم مهرجان القاهرة لأفلام حقوق الإنسان تحت رعاية منظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي.
__________________

كتبه : أكرم سامي- أسامة الرشيدي بموقع حريتنا بتاريخ 24 ديسمبر 2009

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى