أجب عن السؤال التالي: سيناريو توريث الحكم حدث في اي دولة؟؟
لم تكن مفاجأة لكثيرين وصول ابن الرئيس إلى سدة الحكم، ذلك أن معطيات المشهد السياسي كانت تنبئ بذلك، فالشعب بسيط مسحوق مغلوب على أمره ظل تحت سلطان الأب لمدة هي من أطول الفترات حكما في العالم خلال العصر الحديث، فعلى سبيل المثال قد تقلب في الحكم في الولايات المتحدة خمسة رؤساء خلال مدة حكم الرئيس الأب.
لقد استطاع الأب خلال حكمه أن يحكم البلاد منفردا لمدة ستة وعشرين عاما دون منازع، فلما أصاب التململ بعض فئات المجتمع من طول مدة الحكم مع انتشار الفساد في أوصال الدولة، عمد إلى استكمال جزئيات ديكور المشهد السياسي بالدخول في جولة من المنافسات كانت محسومة سلفا لصالحه، حيث استطاع شراء المنافسين والإغداق على المعارضين وتكريس الأموال في أيدي رجال الأعمال وزمرة المنتفعين، وذلك على حساب الشعب البائس الفقير.
ولما بدت جائحة التوريث تطل برأسها على البلدان النامية حتى أثبتت نجاحا في بعضها، بعد مباركة من الدول الكبرى التي كانت تقبض الثمن سلفا مقابل غض الطرف عن هذا الجرم الذي يطيح بمفهوم الديمقراطية ومصطلح الجمهورية الحديث، الذى يعنى تداول السلطة وعدم المكث في سدة الحكم مدى الحياة، كانت البلاد إحدى الأماكن التي يرتب رئيسها لتوريث الحكم لابنه عندما دفع به فور تخرجه في الدوائر السياسية بالانضمام إلى الحزب الحاكم لينتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب، وبعد ذلك يدخل المكتب السياسي للحزب، وهكذا أصبح وجود الابن في الساحة السياسية أمرا واقعا مألوفا ومتعودا عليه من قبل المجتمع المدني.
واستكمالا لسيناريو التوريث، كان ولابد من إحكام السيطرة على المؤسسة العسكرية وتأمينها ضد أي محاولة للانقلاب، ثم رشح رئيس الحزب الحاكم الابن رسميا لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب، وفور إعلان السلطات فوز نجل الرئيس الراحل بالانتخابات الرئاسية، أضرم مناصرو المعارضة النار ونزلوا غلي الشوارع محتجين، مما تسبب في مقتل وإصابة المئات، ولكن هدأت المعارضة شيئا فشيئا حتى استقرت الأمور للوريث ليحكم قبضته على البلاد، ولتذهب البلاد إلى الجحيم.
هذه بالفعل واقعة ما كان لها أن تحدث في القرن الحادي والعشرين، وإن دلت فإنما تدل على أن النظام الاستعبادي موجود وبقوة، وأن هناك نظماً تنظر إلى شعوبها على أنها أصنام لا إرادة لها، ولكن ما يثير الدهشة عجز وصمت الشعب عن اتخاذ موقف رافض لعملية التوريث تلك، خاصة مع تزايد الظلم والقهر والاستبداد الذى تمارسه القوى الحاكمة ضده، فضلاً عن الفقر المدقع الذى يعيشه، فعملية التوريث تلك ما هي إلا استمرار للسياسات نفسها التي كان يتبعها الرئيس الأب الراحل، ويبقى أن ما لا يعلمه الشعب أن التوريث يؤدى إلى تكريس السلبية لدى الشعوب، واستمرار الفقر والتخلف لأن ثروات الشعب سيتم توزيعها من قبل الوريث على أجهزة الأمن المكلفة بحماية الكرسي وقمع المعترضين، كما أن الثروة ستوزع أيضا على المحاسيب وطبقة رجال الأعمال التي احتكرت السلطة والثروة وحرمت أصحاب البلد منها، فلا مشروعات ولا صناعة ولا زراعة، لأن الثروة نهبت من جانب الوريث وبطانته الفاسدة.
السطور السابقة هي مقالة للدكتور محمد سيف نشرت بجريدة اليوم السابع، وقامت حريتنا بتعديل بعض الأجزاء منها وحذف الأسماء والأماكن واختصار بعض الفقرات.
والآن أجب عن السؤال الآتي:
عن أي دولة يتحدث الكاتب؟ وماذا يقصد بالرئيس الأب والوريث الابن؟
إذا لم تعرف الإجابة يمكنك الاطلاع على نص مقال دكتور محمد سيف في اليوم السابع
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=135357
_____________
كتبه اسامة الرشيدي على موقع راديو حريتنا بتاريخ 25 أكتوبر 2009